غزة، وكالات – «صدى الوطن»أقدمت إسرائيل في خضم الحرب الوحشية التي تشنها ضد قطاع غزة منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي على إضافة مجزرة جديدها إلى سجل مجازرها ضد الشعوب العربية، عندما قصفت دباباتها الثلاثاء الماضي مدرسة تابعة لوكالة غوث للاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا لاذ بها مئات المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ هرباً من جحيم القصف الإسرائيلي للأماكن السكنية.وأسفر القصف الإسرائيلي عن سقوط أكثر من 40 شهيداً وعشرات الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء، في استعادة بشعة لمجزرة قانا اللبنانية أثناء عدوان «عناقيد الغضب» في العام 1996، عندما قصفت إسرائيل مقراً لقوات الطوارئ الدولية في البلدة اللبنانية نجم عنه استشهاد أكثر من مئة من الأطفال والنساء والشيوخ.فقد أفاد مدير مستشفى جباليا في المخيم عن استقبال 41 جثة وتوقع وصول المزيد من الجثث.. وقام مراسلون يعملون لوكالة رويترز بتصوير الجثث المتناثرة على أرض المدرسة وسط بركة من الدماء والأحذية والثياب الممزقة فيما كان العشرات من الجرحى مطروحين أرضاً ويستغيثون لإنقاذهم.وصرح مسؤول تابع للأمم المتحدة في غزة إن علم الأمم المتحدة كان مرفوعاً بصورة واضحة فوق المدرسة وجرى إبلاغ السلطات الإسرائيلية بموقعها. وقال جون غينغ مدير عمليات غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في غزة إن ثلاث قذائف مدفعية سقطت في محيط المدرسة التي كان يلوذ بها 053 شخصاً من جحيم القصف الإسرائيلي المتواصل.ورداً على سؤال فيما إذا كان مقاتلو «حماس» متواجدين في المنطقة لحظة الهجوم، قال غينغ زلقد كانت المنطقة مسرح اشتباكاتز.أضاف لقد استقبل موظفو الأمم المتحدة مدنيين فلسطينيين كانوا يبحثون عن مأوى آمن في المدرسة وحتى الآن لم يخرق المقاتلون الفلسطينيون أياً من حرمة أماكننا، ودعا غينغ إلى إجراء تحقيق مستقل حول الهجمات التي استهدفت محيط المراكز الدولية.وقال المسؤول في مستشفى جباليا فارس غانم لوكالة أسوشيتدبرس: لقد شاهدت الكثير من النساء والأطفال محمولين إلى الداخل والعديد منهم فقدوا أطرافهم والعديد من الجثث كانت مقطعة أشلاء.وقال مصور الوكالة ماجد حمدان الذي هرع إلى المكان بعد وقت قصير من الهجوم إن العديد من الأطفال كانوا من بين الضحايا.. لقد شاهدت نساء ورجالاً من الأهالي يلطمون وجوههم تفجعاً ويصرخون وبعضهم انهار ووقع أرضاً… لقد عرفوا أن أطفالهم كانوا من بين القتلى.وفي المشرحة بدا أن معظم الضحايا من الأطفال ولم يكن في المستشفى مساحات إضافية لاستقبال الجرحى.وفي أمكنة أخرى من قطاع غزة كانت آلة الحرب الإسرائيلية ترتكب مجزرة أخرى ذهب ضحيتها 12 فرداً على الأقل من عائلة واحدة بينهم 7 أطفال، عندما أغارت مقاتلات إسرائيلية على منزلهم في مدينة غزة.وقد جرى سحب جثث أفراد عائلة الداية من تحت أنقاض المنزل الواقع في حي الزيتون شرق المدينة بعدما أطلقت عليه الطائرات صاروخين. وترواحت أعمار الأطفال القتلى بين سنة واحدة و12 سنة، إضافة إلى امرأتين ورجلين، فيما ظل حوالي تسعة أفراد محاصرين تحت الأنقاض.وارتفع عدد الشهداء إلى حوالي 800 والجرحى إلى حوالي 3300 مع تواصل الغارات والقصف الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع لليوم الثالث عشر على التوالي. وأفاد أطباء في مستشفيات القطاع أن خمس الضحايا على الأقل هم من الأطفال وعدداً كبيراً منهم هم من النساء.وشهد عدد الضحايا ارتفاعاً كبيراً في صفوف المدنيين مع توغل الجنود الإسرائيليين باتجاه مدينة خان يونس ثاني أكبر مدن القطاع للمرة الأولى يوم الثلاثاء الماضي، تحت وابل من القصف المدفعي. وينتشر جنود الاحتلال حالياً داخل وحول الضواحي الكبيرة لمدينة غزة خصوصاً إلى الشمال في مناطق بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا لللاجئين.وأمر جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت ومناشير ألقيت من الطائرات واتصالات هاتفية وبلاغات إذاعية سكان العديد من تلك المناطق بمغادرة منازلهم مما دفع نحو 15 ألف فلسطيني إلى المغادرة نحو أماكن أكثر أمناً، فيما بقي نحو 5000 في 11 مأوى ومدرسة تابعين للأمم المتحدة.
وأفاد مسؤولون دوليون أن أكثر من من مليون غزاوي كانوا لا يزالون بلا كهرباء وماء، وازدادت صعوبة توزيع المساعدات والوصول إلى الجرحى.النائب كوسينشفي واشنطن بعث النائب دينس كوسنش (ديمقراطي- أوهايو) برسالة إلى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، الثلاثاء الماضي، أبلغها فيها أن إسرائيل قد تكون انتهكت شروط قانون تصدير السلاح لعام 1976 المعروف باسم (أي إي سي أي).ويحدد هذا القانون الشروط التي يمكن بموجبها للبلدان استخدام أسلحة وذخائر حصلت عليها من الحكومة الأميركية والتي تتضمن «الأمن الداخلي» أو «الدفاع المشروع عن النفس».وتقدم الرسالة دليلاً مبدئياً على وجود انتهاكات لقانون تصدير الأسلحة. وجاء في الرسالة: على سبيل المثال استخدمت القوات الإسرائيلية طائرات إف 16 المقاتلة وطائرات الأباتشي المروحية لدعم العمليات البرية، مثل العملية التي حدثت اليوم (الثلاثاء) وأدت إلى مقتل 40 فلسطينياً في مأوى تابع للأمم المتحدة، وعندما يكون الرئيس مدركاً لإمكانية حدوث انتهاكات من هذا النوع فإن شروط القانون تتطلب رفع تقرير إلى الكونغرس حول الانتهاكات المحتملةس.وطلبت رسالة النائب كوسينش رداً في موعد أقصاه 7 كانون ثاني (يناير) الجاري.ومن جهتها ناشدت «اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز» الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إجراء تحقيق في قصف المدرسة التابعة للأونرا. وطالبت أيضاً إدارة الرئيس بوش والرئيس المنتخب باراك أوباما بالتنديد بالمجزرة المرتكبة والعنف المتواصل. وقالت في بيان إن قصف التجمعات السكنية هو انتهاك للقانون الدولي ولقوانين الحرب، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949.
Leave a Reply