في بلادي،قبل أن تقول أعوذ بالله من الشيطان قلّ أعوذ بالله من الملك والسلطان!
وقبل أن تقول أعوذ بالله من إبليس قلّ أعوذ بالله من الرئيس!فالشيطان ما وجدته سبّ خالقه أو رسله أو أنبيائه ! أما السلطان والملك والرئيس ، شتموا وقتلوا وشردوا وسبّوا وسبوا كل من نطق بإسم الله،فإسم الله يشكل خطرا على هؤلاء!فهو الإسم المطهر الجليل الذي علمّ الإنسان كيف يفهم علامات الإستفهام وعلامات التعجب المعدومة في قاموس هؤلاء،إلاّ التعجب فرحا لكثرة مالهم وعظيم ملكهم وكثرة ذريتهم فيتيهون تيها من هكذا تعجب محبب لقلوبهم ، لا التعجب من الفقر والهوان والجهل والذّلّ والمرض ولا الإستفهام عن كلِّ ذلك، وإلاّ ذلك ممنوع لأنه كما أسلفنا علم علمّه المعبود لبديع صنعته الإنسان لأنهما مفتاح المعرفة. وأما رطنهم بإسم المولى!فكلّ ذلك رداءا تجلببوا به كذبا ونفاقا وكلّ ما فعلوه بإسم الله تعتيماً وتضليلا للبسطاء، بسطاء الناس الذين يرون هؤلاء الجبابرة ظلّ الله على الأرض !. يجلد غيره من أجل الخمروهو من إحتساها من عتيقة الدنان،فأثملته حتى البله. يقطع من يسرق بيضة وإن كان السارق جائعا ،وهومباح له أن يسرق الأمة ويضيّعها في بطنه المتخمة! فلا حسيب له لأنه هو الحسيب!أخطاء غيره حسناته !.فيُشهِّر ويجلد من أخطا ،أما هو يجب أن تبكيه إن شوهد بالجرم المشهود !وتتعامى عن معاصيه وتجعله من الأبدال الركع السجود!!.وتصفق له لشطارته ومهارته لإقناعك أنَّ ما فعله حسنة يثاب عليها !وله بالآخرة جنان يزف إليها! يقنعك أنّ أمراضك كلها عافية وصحة !وجوعك أوهام وسراب، فأنت شبع شبع حتى التخمة ،لما وفره لك من خضار وفاكهة ولحمة!فتعود تصفق وتصفق حتى إلتهاب الأكف والحناجر لحجة هذا الآفاك الفاجر!. وإن سؤلت لما كلّ هذه الهيصة ؟ فتجيب متلعثماً تسبقك الكلمة قبل التفكربها: أنا…أنا مقموع … ،عفوا أنا منقوع… لا لا أنا مقنوع… لا بل أنا مقتنع!!!. فالحاكم هناك مهما كان لقبه ومن أي المواد كان تاجه ،عقال كان،تاج ذهبي،تاج فضي، أو عمامة ظُللّه كلّ ذلك كالغمامة ، تحته عقل النعامة ، صقر على شعبه بين يديّ عدوه ولا الحمامة!هذا القرصان، يقتل على الجهربالقول لا بلّ يقتل على النية!. فإن عبّرت فعبّر بلسان أصابه شللٌ حتى لا تفهم الكلمات ،فأن أردت أن تقول عنه أنه البصلٌ… تخرج الكلمة من فيك على أنه البطل. وإن أردت التعبير بالقلم فيجب أن تكون الريشة مخصية ،تكتب أحرفا مخفية لا لون لها لأن الحاكم لا يحب إلاّ الأبيض فقط فهو لون السلام الذي يحبه كثيرا ،كثيرا، وجدا وفوق الجدّ، حتى الإنبطاح !!،أما بقية الألوان التي تتشكل أحرفا تحرجه فهو الأمي بالقراءة والكتابة إلاّ لكلمتين أخذ جائزة عظيمةعليها بعد التدربّ عليهما جيدا،كلمة الإستسلام وأخرى كلمة الإعدام! الإستسلام لعدوِّ أمته الذي فرضه عليها ،وكلمة الإعدام ليتخلص من حرٍّ تفوه بعلامات التعجب والإستفهام!.فأحفظ رأسك على كتفيك، من حاكم يأخذ الذي فيه عينيك، فالأعمار مع الأنفاس محصية ، فلا تكن مقداماً ومغواراً بل كن على الأعقاب كالأعراب بوالاً !!.وإلا …وإلاّ وقعتَّ بقضية فتقتل جهارا علانيّة ويدفنك الأحباب بسريّة…فلا عين تبكيك ولا لسان يرثيك ولا أثر لضريح يمرّ عليه حرّ فيحيـيك!!.ففي أوطاننا المطوية المنسية ، المطوبة بأسماء هؤلاءالسلطة العلية ،يجب أن تحلم فقط على إيقاعهم. إيقاع هذا السلطان أو ذاك الملك أو هذا الرئيس، يجب أن تحلم فقط بالحملان أبناء الخرفان التي تنط ،تقفزفوق السياج الواحد تلو الآخر حتى تنام ، لا أكثر من ذلك الحلم المتكرر في كل ليلة،حلمٌ لا كوابيس به!!. ففي المدن المتحضرة الكوابيس يراها المتحضرون في نومهم فقط!،أما في عالمنا العربي، فكوابيسنا ماثلة أمامنا على الدوام ، وفي اليقظة ! لطالما نرى السلطان والملك ، والرئيس، والأدهى إذا خالفت وعصيت فسوف يريكها الحاكم في نومك أيضا بدلّ الحملان أبناء الخرفان !.فالإعدام أخف ما يلقاه العربي المقيم ! وإن قلت أهناك أقسى من هذا العقاب ؟ لأجبتك : الأقصى من ذلك أن تقيم في وطن هكذا حكامه!!.وطنٌ حاكمه متصهين عذرا أو صهيوني متعرب بعقال !، كيف يسمح أن ينتصرعلى الصهيونية وهو منهم؟! فإن لم يكن من نطفتهم فهو (حيمن) الحيمن :الحيوان الذكوري الذي يخرج من الذكر يلقح بويضة الأنثى فيبقى مدة من الزمن في رحمها فيخرج بعدها مخلوق أنسانا كان أو غيره.لقّـّح بويضة نجسة زُرعت نطفة برحمٍّ كلُ مسوخ الدنيا خرجت منه ؟ فلا بدّ للطغاة أن ينتصروا دوما على شعوبهم الرافضة لكل ما يفرض عليها، فهو النصر المنشود والمسموح به لهم ، هذا الشعب الغافل بلّ المستغفل يحكمهم الظالم بالإغراء تارة وبالقمع والقتل تارة أخرى إسداءا لمعروف من مكنّه من كرسيه ليكون ميراثا لمن بعده من بنيه وذاك الشعب ينتقل بضاعة مزجاة في أراضيه !فالنازح عن هكذا وطن لنفسه غنم والباقي مع هكذا حكام لنفسه ظلم . فيا أيها الباقي على تلك الرقعة و والملتصق بالأرض بتلك البقعة، إن لم تتمكن من الرحيل ،وكان السفر عن هكذا أوطان مستحيل، فليس لك إلاّ أن تستعيذ من السلطان والرئيس قبل الإستعاذة من الشيطان وإبليس!!.
Leave a Reply