لا أنسى ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى مخيم عين الحلوة، قاصداً مجموعة من الأصدقاء. كان يوم سبت لا ينسى، وكان يوم «حوار مفتوح» بالنسبة لنا ..نحن الشباب.غير بعيد عن البيت، نزلت من سيارتي بعد أخذ ورد مع سائقين آخرين، لأن الطريق لا تتسع لسيارتين معاً. قررت النزول والمشي إلى البيت المقصود، ولم أكن أدرك أن السيارة الأخرى التي أجبرتني على النزول.. هي التي أنقذت حياتي!..فعلى بعد عشر خطوات من المنزل، سمعنا صوت دوي هائل. كان المخيم على موعد مع العدو في ذلك اليوم. المشهد لا ينسى!. لم تكن المرة الأولى بالنسبة لي فلقد رأيت الكثير من الغارات الجوية التي قام بها العدو، لكنها كانت تجربتي الأولى في المخيم، وتجربتي الأولى في الصراخ.. لقد تحول منزل الشباب إلى ركام.قضى عدد من أصدقائي.. ذهبوا شهداء إلا واحد منهم ذهب فيما بعد إلى تونس، وذهبت أنا إلى الولايات المتحدة.بعد سنوات، عدت إلى لبنان، سألت عن ذلك الصديق فقالوا لي أنه عاد إلى فلسطين. سألت بلهفة: أين في فلسطين؟ قالوا: ذهب إلى مسقط رأس والده.. عاد إلى غزة!!..السلام على غزة، وعلى صديقي هناك..
Leave a Reply