\واشنطن – شهد القطاع العقاري في العالم خلال 2008 تباطؤا شديدا بعد ارتفاع الاسعار الى مستويات باهظة وفي ظل تزايد حذر المصرفيين، ويتوقع خبراء الاقتصاد ان يستمر هذا التوجه لحوالي سنتين.والفورة العقارية التي ازدادت بعد انهيار اسهم الشركات الالكترونية، بدأت تظهر بدورها بوادر انهيار في صيف 2007 حين اخذت الاسر الاميركية التي تعاني وضعا ماليا صعبا تتخلف عن تسديد اقساط قروضها العقارية العالية المخاطر.
وكانت المصارف باعت في هذه الاثناء هذه القروض برزم ضخمة الى مستثمرين اخرين، حين بدأت قيمتها تتبخر بدون ان يعرف الى من تعود، ما اثار ذعرا وريبة في الاوساط المالية العالمية.وكانت النتيجة انهيار الاسعار في العالم باسره لاسباب مختلفة، سواء لعدم حصول الزبائن المحتملين على قروض نتيجة حذر مصارفهم، او تاجيلهم شراء عقارات في انتظار انخفاض الاسعار اكثر او لاعتبارهم تزايد البطالة غير مواتٍ لصفقات ضخمة كشراء عقارات.وكان الانهيار اكبر في البلدان حيث ابدت المصارف اكبر قدر من الجرأة كما في الولايات المتحدة حيث ادت الازمة الى وضع المؤسستين الكبريين لاعادة تمويل الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك تحت الوصاية، وفي بريطانيا.وسجلت اسعار المنازل في هذين البلدين تراجعا بنسبة 20.6 و 10.3%على التوالي في الفصل الثالث من السنة بالنسبة الى الحد الاقصى الذي سجل العام الماضي، بحسب آخر دراسة فصلية صادرة عن مكتب نايت فرانك البريطاني.وتسارع الانهيار بصورة خاصة في الاونة الاخيرة في بريطانيا والنروج وكندا وليتوانيا وتراجعت الاسعار عن الفصل الثاني من السنة في اكثر من نصف البلدان، فيما بات ثلثها يسجل تراجعا بالمقارنة مع الفصل الثالث من العام 2007.ويقول نيكولاس بارنز الخبير الاقتصادي في نايت فرانك «لن تنجو اي بقعة من العالم من ازمة القروض في وقت تتراجع اسعار العقارات في مناطق متزايدة من العالم».وان كانت اوروبا الشرقية افضل حالا من المناطق الاخرى، فقد تم تجميد بناء برج روسيا الذي كان سيسمح لموسكو بامتلاك اعلى مبنى في اوروبا بارتفاع 612 مترا.ووصلت نسبة التراجع الفصلي الى 2.5% في هونغ كونغ و0.1%في الصين حيث اقرت الحكومة اعفاء ضريبيا لصالح الصفقات العقارية سعيا منها لانعاش السوق.وفي اسبانيا تنهار الشركات العقارية الواحدة تلو الاخرى. وكانت احداها وهي شركة ميتروفاسيسا اشترت العام الماضي مقر مصرف اتش اس بي سي البريطاني في لندن بواسطة قرض حصلت عليه من المصرف نفسه، وقد اضطرت الان الى اعادة بيع المبنى للمصرف بسعر زهيد بعدما استحال عليها تسديد قرضها وتقاضى المصرف فارقا وصل الى 290 مليون يورو.وفي فرنسا، انهار عدد ورش بناء المساكن الجديدة بنسبة 20.6% بين اغسطس واكتوبر بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي فيما تراجع بيع المساكن الجديدة بنسبة 44% في الفصل الثالث، ولو ان انخفاض الاسعار لم يتعد0.3%عن الحد الاقصى المسجل في هذا البلد، بحسب نايت فرانك.واضطرت شركة بويغ الى اهداء سيارات مرسيدس من الطراز ايه لزبائنها المحتملين لاقناعهم بالانخراط في احد مشاريعها في مولوز.ويبقى السؤال مطروحا لمعرفة الى متى سيستمر تدهور الاسواق العقارية في العالم.ويرى الخبير الاقتصادي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية يورغن المسكوف انه «لن ينتهي عن قريب» مستبعدا «انتعاش القطاع العقاري قبل 2011-2012».
Leave a Reply