ديربورن – خاص «صدى الوطن» شهد العرب الأميركيون مثلهم مثل الشعب الأميركي برمته الثلاثاء الماضي إجراءات تنصيب باراك حسين أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وكلهم أمل في تغيير السياسات المحلية وإزاء العالم، فالعرب الأميركيون في منطقة ديترويت وواشنطن لم تزل صور المجازر التي ارتكبها الإسرائيليون على مدى 23 يوماً ضد المدنيين في غزة عالقة في أذهانهم.في ديربورن التقى عدد من رجال الأعمال والناشطين في النادي الثقافي اللبناني خلال تنصيب أوباما، وذلك بهدف التحدث لوسائل الإعلام، وخلال حفل التنصيب وأثناء مغادرة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش للمنصة، قام بعض الحاضرين في النادي اللبناني وكسروا مع مغادرة بوش للبيت الأبيض جرّتين من الفخار، إيذاناً بخروج هذا الرئيس من الحياة العامة، تعبيراً عن السخط والاستياء من فترتي ولايته الرئاسيتين واللتان جرى فيهما احتلال العراق وشن عدوان على غزة والتسبب بأزمة مالية خطيرة لاقتصاد البلاد والعالم.وأعرب رجل الأعمال علي جواد عن أن كسر الجرّتين وراء بوش تعنيان بحسب التراث العربي فألاً حسناً، وقال: «نريد التخلص من الشؤم ونستبدله بفأل حسن» مضيفاً «نتمنى لأوباما حظاً سعيداً داخل أميركا وخارجها، فنحن جميعاً حل بنا الأذى».من جانبه قال المدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي) فرع ميشيغن عماد حمد كلاماً أكثر قسوة «لقد مثل عهد بوش لنا كابوساً مزعجاً ونحن نرحب بالحلم الجديد» في إشارة منه إلى عهد باراك أوباما.وكان عهد بوش شهد فيه الناس الحرب على العراق وصدور قانون الوطنية (باتريوت آكت) وتجاهل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتجسس على المكالمات الهاتفية، وركود الاقتصاد المحلي وسقطات أخرى لإدارة بوش تركت أكثرية العرب الأميركيين منزعجين وغاضبين على مدى ثماني سنوات.دان يونس، 07 عاماً، وناشط قديم في ديربورن عبر عن غبطته لسماع اسم الرئيس الأميركي الجديد عندما أقسم في حفل تنصيبه، بمعنى أن أوباما يحمل اسماً عربياً -حسين- وهو ما لم يكن متوقعاً من قبل. أضاف يونس «أن نرى أميركياً من أصل إفريقي يتولى هذا المنصب كان حلماً في أميركا، لم أكن متأكداً من حصوله».وكان المعهد العربي الأميركي أقام حفلاً لمناسبة التنصيب في واشنطن الإثنين الماضي في فندق فيرمونت حضره سياسيون وفنانون مرموقون من أبناء الجالية وأعربوا فيه عن حبورهم بقدوم أوباما.وألقت ملكة الأردن السابقة نور الحسين كلمة في الحفل اعتبرت فيه أن أوباما «حلم جديد وإمكانية تغيير ونشاط وهي بحاجة إلى المواكبة بالعمل الجاد لتحقيقها». وأضافت أنها تعتقد أن أوباما سيعمل بجد لحل مشاكل مستعصية في أميركا والشرق الأوسط.ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني ورئيس اللجنة العربية للعمل السياسي (أيباك) قال «إن مخاطبة الرئيس أوباما مباشرة للمسلمين في خطاب تنصيبه مسألة مشجعة»، وأضاف «كلمة أوباما كانت جيدة جداً وأنا شعرت بالارتياح.. فهذه نهاية لمرحلة البوشية والاتجاه في طريق جديد لأميركا»، وقال السبلاني «دعمنا بوش قبل ثماني سنوات، آملين أن يحدث تغييراً، أما أوباما فإنه لم يستخدم أسلوب المراوغة الذي طالما سلكه بوش، أوباما ينفتح على العالم لنشر الحرية والعدالة والمساواة».يونس من جانبه امتدح خطاب أوباما حين قال الأخير «إلى العالم الإسلامي، نود أن نسلك طريقاً جديداً إلى الأمام، مبنية على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل». وهذا في نظر يونس كان موقفاُ رائعاً، كذلك حين قال «نحن أصدقاء لجميع الدول».يونس عبر عن ارتياحه لتصريح أوباما بإمكانية إغلاق معتقل غوانتانانو وتعيينه لجورج ميشيل مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط وهو الذي شغل منصب موفد بيل كلينتون وساهم بحل مشكلة إيرلندا الشمالية، والتوقيع لإغلاق معسكر الاعتقال في غوانتنامو. وختم يونس بالقول «سنرى قريباً ما إذا كان أوباما هو الرجل الذي سيحقق أحلامنا».
Leave a Reply