من فيض القلب يتكلم اللسانبكل بساطة وسهولة، وكأن الدين الإسلامي هو مجرد حرف علة بقي متروكاً على «السبورة» أو لوح الزمن لأكثر من أربعة قرون جاء قداسة القمص زكريا، الذي برم العالم كله حاملاً معه علمه الوافر ومنطقه الزاخر «وكانت بلاد تحطه وبلاد تشيله» حتى حل بيننا هنا في أميركا، ليبرهن أننا نعيش في جهل مطبق ،يرجو لنا محو حرف العلة الناقص ذلك الذي بقي على لوح الزمن لأكثر من أربعة قرون.حضرة القمص زكريا البارع في الكلام والتمثيل جاء حاملاً تساؤلاته المستمرة والملحة بكل بساطة: عن ماهي الحكمة من أن يكون الدين الإسلامي هو آخر الأديان وأن محمداً هو خاتم الأنبياء؟ وما هي الكلمة الناقصة في الأديان السابقة وأكملها الإسلام؟إلى الآن، لم يجد القمص زكريا إنساناً واحداً يقدر على إقامة دليل واحد، دليل واحد فقط، على أن الإسلام دين الله أساساً، وأن نبي الإسلام هو نبي حقاً، لأن النبي حسب رأي القمص، له شروط ومواصفات تماماً مثل «انتخاب ملك أو ملكة جمال الكون» و«أنه مش مقبول أي واحد يأتي ويقول أنا نبي». ثم ما هي سمات محمد الفاضلة التي تجعل منه نبياً؟ وحضرة القمص يسال علماء الدين والشيوخ أن يقدموا له برهاناً عن الجديد الذي جاء به الإسلام «علشان يكون خاتم الأديان» وما هو الكمال في الدين الإسلامي وأين السمو الروحي فيه؟ومازال القمص زكريا ينتظر أحداً من الأحباء المتخصصين في علوم الدين أن يقدم إليه دليلاً واحداً فقط وجواباً واحداً شافياً على تساؤلاته، وهو يرجو الأفاضل، من شيوخ وعلماء، أن يخرجوا من الوهم الذي يعيشون فيه وأن يقيموا لحضرة القمص الدليل والبرهان على أن الإسلام هو دين الحق ومن عند الله، وأن محمداً هو نبي حقاً من أنبياء الله.واختصاراً لوقت القمص وجهده، فأنا شخصياً أقول له: سوف تنتظر طويلاً يا حضرة القمص ولن يرد عليك أحد. إنك يا سيدي تسعى للجدال، وإن كان لديك الوقت لذلك، ربما العلماء ليس لديهم الوقت لذلك، وربما الكثير من العلماء لا يسمعونك ولا يهتمون بما تقول. وأنا شخصياً أسالك أيها القمص الجليل: كيف تريدهم أن يبرهنوا لك بالدليل والبرهان أن الله بتاع المسيحيين هو غير الله بتاع المسلمين؟ هل تريدهم أن يتصلوا بصديق لهم أم تريدهم أن يسألوا الجمهور للحصول على الإجابة الصحيحة المقنعة بأن الله بتاع المسيح قد صنع في اليابان والله بتاع محمد قد صنع في تايوان! هل هذا برأيك منطق سوي للنقاش؟لقد قلت يا حضرة القمص إنك محب للمسيح وتعاليمه وأنا أدينك بكلمات هذه وأسألك: هل محبة المسيح تأمرك أن تصف النبي محمد بكل تلك الصفات البذيئة «إرهابي وكاذب وشارب للخمر وشاذ جنسياً» وتكيل له الاتهامات الشنيعة «نشر دينه بالسيف، وأقام مجتمعاً ذكورياً واغتال حقوق المرأة». ألم يقل المسيح: «من فيض القلب يتكلم اللسان». وأنا أسألك يا حضرة القمص: أليس هذا الكلام إنما يأتي من فيض قلبك وحدك فقط، وحاشا لمحبة المسيح العظيم، التي تدعيها وتقول إنك تابع لها، أن تأمرك بقول ذلك الكلام الذي يعبر عن قلبك فقط، وأنا أترك لك أن تطلق الصفة المناسبة على قلبك ذاك!.وبما أنك تقول: إن في المثل «إقناع وإمتاع» أقول لك كمسلمة، هاأنذا امرأة أقرأ وأكتب، ومثلي الكثيرات أيضاً فكيف اغتال الإسلام حقوقنا؟ وأسألك أيضاً وأنت القارئ الدارس للكتب القديمة: ألم تسمع بخطاب السيدة فاطمة، ابنة محمد، وبعد وفاة أبيها حين خاطبت الفئة الظالمة التي حاولت طمس الدين الإسلامي عبر نشر التشوهات والترهات على الله وعلى الإسلام وعلى النبي، هذه هي نفس النواقص التي حضرتك تستشهد بها. والسيدة عائشة ونساء النبي ألم يكن متعلمات قارئات للقرآن وراويات للحديث؟ ألم تسمع بالسيدة زينب، ابنة الإمام علي وحفيدة محمد، ألم تسمع وتقرأ خطبتها في مواجهة طاغية زمانها، يزيد بن معاوية، حين وقفت في وجه يزيد وألقت كلمتها المشهورة تعبيراً عن الظلم الذي ألحقه يزيد بأخيها الحسين وأهله وأحبابه وأصحابه في مذبحة كربلاء. ترى لو لم تكن السيدة زينب من تلك النساء المتعلمات، هل تجرؤ وتقف في وجه جبروت يزيد وقوته وتتحدث بكلام بليغ فصيح، جعل الناس يعرفون من الظالم ومن المظلوم؟ وكانت شهادتها برجال عصرها كلهم وليست نصف شهادة كما تدعي حضرتك وتقول. وما هو اغتيال حقوق المرأة في قول الله تعالى: {لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى}. وأما عن الزواج والعلاقة بين الرجل والمرأة، فهذه مسألة تخص الأديان كلها، ومن الخطأ دراسة دين واحد فقط، وعدم المقارنة بين الأديان كلها، وعبر التاريخ الكثيرات من النساء أخلدن للخدر والراحة وأن يكن محظيات فقط. ولا دخل للدين بذلك. وتعقيباً على سؤالك الدائم عن «ما هو النقص في الأديان، ليأتي الإسلام ليكمل ذلك النقص». أقول لك يا حضرة القمص: لا نقص في الأديان. النقص في رجال الدين من أمثالك وأمثال بعض علماء الإسلام حين تصبح كلمة الحق صعبة جداً وكلمة الباطل سهلة جداً. النقص عندما يصبح فعل الشرمقبولاً وفعل الخير معدوماً. النقص عندما ينشغل البشر باحتياجاتهم ورغباتهم المادية بدل التركيز على جوهر الدين ويجدون غطاء وتبريراً لذلك من بعض المنحرفين من علماء الدين. وأنت قلت مراراً وتكراراً أن الناس في الجزيرة العربية، ومن قبل ظهور محمد، قلت أن الناس كانوا قد فسقوا وزاغوا عن كلمة النعمة والدين وكانت عبادة الأصنام، والرقة والغزو، والدعارة واختلاط الأنساب كل ذلك كان الموضة الدارجة وقتذاك، لماذا يا حضرة القمص لا تتساءل: أين كان الدين وقتذاك؟ واين كانت تعاليم اليهود وتعاليم المسيح؟ ولماذا لم تتوجه بالسؤال المنطقي لأجدادك من الأحبار والرهبان وتعتب عليهم قائلاً: «كنتو فين وتركتو الدنيا سايبة والناس فلتانة تعمل اللي هي عايزة من غير وازع أو رقيب»؟يا سيدي القمص، في هذا البحر المظلم المتلاطم جاء محمد بنور الإسلام ليخرج أؤلئك الأقوام من الظلمات إلى النور، هذه مكرمة واحدة من مكارم محمد ودينه كما تنعته استهزاء. ولو كان دين الإسلام «دين أونطة أي كلام»، كيف استمر وبقي إلى الآن ووصل إلى الصين. وحسب ادعاء حضرتك يا صاحب القداسة، انتشر الدين بواسطة السيف والجنس. وأقول لك يا سيدي: «السيف خلاص صدئ وصار خردة، والجنس تناسلت منه أجيال وأجيال، فلماذا لم تنس تلك الأجيال ذلك الدين الأونطة»؟ ولماذا لا تلوم «المبشرين مثل حضرتك» الذين لم يكن لديهم الدليل والبرهان للعالم كله على أن الدين الإسلامي دين باطل ومحمد «رجل مش ولا بد وفاسق والعياذ بالله».لأني أقول لكم إني لا آكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله -إنجيل لوقا: إصحاح 22/24 بينما كان يسوع أعظم الكل على وشك أن يحاكم باستهزاء وسخرية ويقتل كواحد من المجرمين، كان التلاميذ يتشاجرون حول من هو الأعظم بينهم. قال لهم المسيح بعدما أدرك ما في نفوسهم: إن العظمة الحقيقية ليست فيمن يجلس على رأس المائدة.. العظمة في أؤلئك الذين يخدمون حول المائدة!!فأين أنت أيها الأب المقدس كما تناديك مذيعتك الناعمة، أيم أنت من ملكوت ونعمة ومحبة المسيح حين تقول إن كل مسلم يقيم في بلاد الغرب هو مشروع إرهابي وينتظر الفرصة لينقض على الكفار، سكان البلاد الأصليين فيقتلهم بسيفه ويقيم الدولة الإسلامية؟ ايم محبة المسيح عندما تسمح لمحبيك ومريدك من المستمعين بوصف المسلمين كمرض السرطان الخبيث على الأرض وأن الشر هو سمة مبادئ الإسلام وأنا أسأل مستمعيك أؤلئك وحضرة المذيعة الناعمة: أي مسيح هذا الذي تتبعون تعاليمه؟؟ حاشا لله أن يكون نفس يسوع المسيح نور العالم كله!! وأحب أن أقول لك يا سيدي القمص ولمستمعيك: إن المسلمين يعيشون في بلدان العالم كله، ولست هنا لأضرب أمثالاً عن إخلاصهم وولائهم لتلك البلاد.وأنا أقول لك يا سيدي القمص، أن الدين كان موجوداً والتعاليم والناموس أيضاً، ولكن لم يمارسها ولم يتبعها أحد. كان البعض من علماء الأديان «مثل حضرة جنابك المقدس» والبعض من علماء الدين المتعصبين للإسلام، وتجد مثل هؤلاء العلماء في كل مكان وزمان، مشغول بالهم في كيفية تقديم البرهان للناس: هل المسيح هو الإله المتجسد حقاً، وهل الدين الإسلامي هو دين حقيقي ولا «دين أونطة وأي كلام»، وهل محمد هو نبي أم لا؟ بعض هؤلاء العلماء من كافة الأديان جل اهتمامهم بما هو بائد وعابر دون الاهتمام بما هو باق وخالد. تجدهم مشغولين بالجدل السطحي وبكل ما هو ضحل وتافه بالرغم من أن العالم تجتاحه مشاكل خطيرة وهو يتردى إلى كارثة عظيمة ويواجه الأزمات الاقتصادية والأخلاقية.وهذا ما حدث للمسيح العظيم مع تلاميذه حيث اشتهى أن يتناول معهم طعام الفصح الأخير. عندما قال لهم: شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم. وأنت يا سيدي القمص كنت في أوستراليا فكيف رأيت المسلمين هناك؟ ولنقترب قليلاً إلى هنا إلى ديربورن، هذه المدينة التي يعيش فيها الألوف من المسلمين من أصحاب الأعمال والمتعلمين وحتى العمال البسطاء، وبالرغم من الركود الاقتصادي العام في أميركا، تجد هذه المدينة التي يعيش فيها المسلمون، كما الآخرون من عباد الله وخلقه، تجدها مدينة مزدهرة، تزخر بالحياة والحيوية، ويسودها الأمن والأمان والألفة دون بقية المدن حولها!! فهل تدري يا حضرة القمص أنه من خلال تساؤلاتك اللامنطقية ودعوتك للنقاش العبثي الذي يلامس قلة قليلة من الناس وتشعل نار الفتنة التي هرب الجميع من نارها في بلاد الشرق الأوسط. فإن كنت مقتنعاً بأن الدين الإسلامي «دين أونطة ولا يساوي نكلة» وأن «محمداً رسول الشيطان» فلن تجد أحداً يجبرك على تغيير قناعتك ورأيك، فلماذا تهدر وقتك وخدمتك لـ«محبوبك» المسيح على هذه الهرطقات انتظاراً للأجوبة الشافية من علماء دين الإسلام!..بقي سؤال أخير أريد أن أسألك إياه يا حضرة القمص زكريا: «هل صحيح أن اللي اختشو ماتوا»؟؟ وهل لديك البرهان والدليل على ذلك؟؟ملاحظة: ممنوع الاتصال بصديق أو سؤال الجمهور للإجابة على هذا التساؤل!!
Leave a Reply