أسفرت الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية مدينة ديترويت التي جرت يوم الثلاثاء الماضي عن تقدم كل من رجل الأعمال ونجم كرة السلة السابق ديفيد بينغ والرئيس المؤقت للبلدية كينيث كوكريل، حيث نال الأول نسبة ٢٩ بالمئة من الأصوات والثاني ٢٧ بالمئة ليتواجها في المعركة الحاسمة في الخامس من أيار (مايو) القادم للفوز برئاسة البلدية لما تبقى من فترة ولاية الرئيس المستقيل كوامي كيلباتريك التي تنتهي في شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام الجاري. واخفق نائب رئيس البلدية السابق والمرشح الدائم للرئاسة فريمان هندريكس في تقدم صفوف المرشحين، عندما حل ثالثاً بنسبة أصوات بلغت ٢٣ بالمئة، مما وجه ضربة قاسية لطموحاته في الفوز بهذا المنصب. أما شريف مقاطعة و وألقى رئيس البلدية الحالي كينيث كوكريل »خطاب النصر« أمام حشد من مؤيديه في فندق »أثينيوم« في القرية اليونانية في ديترويت مساء الثلاثاء الماضي، انتقد فيه منافسه ديفيد بينغ الذي انتقل للسكن في مدينة ديترويت قبل عام واحد فقط بهدف الترشح لرئاسة البلدية، قادماً من مدينة فرانكلين »الميسورة«. وقال كوكريل في انتقاد مباشر لخصمه: لا يوجد بوابات حديدية تفصلني عن ديترويت، في إشارة إلى سكن خصمه القديم في فرانكلين. وخاطب كوكريل منافسه الثري قائلاً: الأموال ليس بمقدورها أن تشتري لك سجلاً في الخدمة العامة ولا معرفة لتغيير واقع المدينة«. وتحدى كوكريل منافسه لقبول إجراء مناظرة أسبوعية، حتى موعد الانتخابات العامة في أي وكان بينغ اللاعب السابق في فريق »ديترويت بستونز« لكرة السلة وصاحب »شركة بينغ للحديد« قد طرح تحدي كشف السجلات المالية أمام المرشحين إلى الرئاسة البلدية، قبل شهرين عندما كشف عن يباناته المالية التي أظهرت تحصيله لمبلغ ٨٧٠ ألف دولار في العام ٢٠٠٧.وخاطب بينغ تجمعاً لأنصاره في فندق »دوبل تري فورت شيلبي« قائلاً إن (كوكريل) لديه فرصة أخرى للتقدم والكشف عن حساباته المالية. أضاف: إلى أن يقرر كوكريل قول كامل الحقيقة حول سجله المالي يمكنني عندها فقط أن أناظره. وعلق الناطق باسم كوكريل جيم إدموندسون على كلام بينغ بالقول: إن الحملة الانتخابية ستركز على الأوضاع المالية للمدينة وليس على أوضاعنا الشخصية، وهذه المعركة لن تربح بواسطة الثروة بل بناء على القضايا المطروحة. من جهته علق المرشح فريمان هندريكس على خسارته بالقول: »لا أعتقد أنني سأترشح مرة أخرى، لقد كانت هذه محاولتي الأخيرة ولو كان ثمة فرصة لتحققت هذه الليلة«. ولم يتجاوز الإقبال على الانتخابات التمهيدية نسبة ١٥ بالمئة من مجموع الناخبين المسجلين، من بينهم حوالي ٤٠ بالمئة صوتوا غيابياً، نال كوكريل ٣٢ بالمئة منهم. ومن بين المرشحين السبعة الأبرز نال كل من عضو المجلس البلدي السابقة شارون ماكفيل، والنائب في الولاية كولمان.آي. يونغ وعضو المجلس البلدي السابق نيكولاس هود نسبة ترواحت بين ٢-٤ بالمئة من مجموع الأصوات. ورأت ماكفيل، المستشارة العامة للبلدية في عهد كيلباتريك إن خسارتها لم تكن مفاجئة. وقالت: »الآن، على الأقل، أمام ناخبي المدينة خيار واضح، فهنالك شخصان مختلفان جداً«. وتقدم المرشح بينغ (٦٤ عاماً) في استطلاعات الرأي طيلة الحملة الانتخابية بعدما كان وجه انتقاداً علنياً لرئيس البلدية السابق كيلباتريك العام الماضي، في وقت كان معظم رجال الأعمال في المدينة يلوذون بالصمت بإزاء الفضيحة التي تورط فيها كيلباتريك، وأدت لاحقاً إلى استقالته والحكم عليه بالسجن لأربعة أِشهر. وابتدأ كوكريل (٤٣عاماً) حياته المهنية كمراسل إعلامي إلا أنه عاد وسار على خطى والده في الترشح لمناصب منتخبة. وتمكن كوكريل من جمع حوالي نصف مليون دولار مستفيداً من موقعه الحالي كرئيس مؤقت للبلدية. والى جانب انتخاب مرشحين اثنين للانتخابات العامة في أيار (مايو) القادم، صوت ناخبو المدينة على ستة مقترحات لسندات خزينة من شأنها جمع ما يقرب من ٢٦٣ مليون دولار لإجراء تحسينات أساسية في خدمات المدينة، تتراوح بين مراكز للشرطة ومكتبات عامة. وفاز خمسة من المقترحات فيما أسقط الناخبون اقتراحاً لتصليح مبانٍ حكومية. وانعكست جهود التهيئة لأربع دورات انتخابية في خلال عام واحد على السكان، غير أنها لم تمنع البعض، مثل الناخبة آلينا بازل من الخروج إلى التصويت رغم قولها: إنه الأمر مثير للسخرية أن نصوت أربع مرات في السنة، في إشارة الى الجولة الحالية وجولة أيار القادم، ثم الانتخابات التمهيدية عامة في آب (أغسطس) القادم التي تليها انتخابات عامة في تشرين الثاني (نوفمبر) لاختيار رئيس جديد للبلدية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي كوكريل نيابة عن كيلباتريك المستقيل. وقالت بازل (٣٠ سنة) »لقد صوتت لكوكريل لأنني أحببت ما قام به حتى الآن للمدينة وأؤمن أنه قام بعمل جيد«. أما راب يونغ (٤٨ سنة) وهو عامل في وضع للصلب فقال إنه صوت لبينغ ولم يفاجأ بضعف الإقبال »لأن لدى الناس أموراً أخرى تشغلهم، فمعظم الناس قلقون من الأوضاع الاقتصادية، ولا تقلقهم انتخابات المدينة«.
بينغ
كوكريل
Leave a Reply