بدأ محادثات تشكيل الحكومة مستبعداً “كاديما”
نتنياهو يتجه من اليمين الى اليمين المتشدد
تل أبيب – في الوقت الذي تقوم هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية بأول زيارة لها لاسرائيل والضفة الغربية المحتلة الاسبوع القادم والتي سبقها الى المنطقة الخميس جورج ميتشل مبعوث أوباما الى الشرق الاوسط، يجري بنيامين نتنياهو الزعيم المتشدد لحزب ليكود اليميني محادثات لتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة مع فصائل اخرى في الجناح اليميني المتشدد بعد ان فشلت جهوده الاولية في اقناع حزب “كديما” اليميني المنافس في الانضمام الى حكومة وطنية موسعة تحت رئاسته.
نتنياهو |
وكلف الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز الجمعة الماضي نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة وتولي منصب رئيس الوزراء للمرة الثانية. ويقول نتنياهو انه يريد ان يركز محادثاته مع الفلسطينيين على الاقتصاد بدلا من الارض.
ويعتزم مفاوضو الليكود الاجتماع في وقت لاحق مع افيغدور ليبرمان زعيم حزب “اسرائيل بيتنا” وزعماء فصائل يمينية اخرى في فندق قرب تل ابيب لبحث شروط الشراكة السياسية الجديدة في الائتلاف الحاكم.
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان ليبرمان سيطلب تولي منصب وزير الخارجية او وزير المالية.
ويمكن في حالة تولي ليبرمان منصبا بارزا في حكومة يمينية ضيقة ان يجد نتنياهو نفسه على مسار صدام مع الولايات المتحدة بعد ان تعهد الرئيس الاميركي باراك أوباما بالعمل سريعا للتوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
ويعارض “حزب اسرائيل” بيتنا الذي جاء في المرتبة الثالثة بعد حزب “كديما” وحزب “ليكود” في انتخابات العاشر من شباط (فبراير) التي لم تحسم الصراع السياسي، انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية المحتلة. ويدعو حزب “اسرائيل بيتنا” لـ”مبادلة” اراض يعيش فيها عرب اسرائيل بمستوطنات يهودية في الضفة الغربية في اطار اي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وكان نتنياهو قد طلب من تسيبي ليفني زعيمة حزب “كديما” ووزيرة الخارجية التي تقود المفاوضات مع الفلسطينيين الانضمام الى حكومة ائتلافية موسعة برئاسته لكنها رفضت حتى الان. وتركت الباب مفتوحا أمام نتنياهو لاجراء مزيد من المحادثات. وكان “كديما” قد طلب ضمانات من نتنياهو لمواصلة محادثات اقامة دولة مع الفلسطينيين التي بدأت اواخر عام ٢٠٠٧ في مؤتمر رعته الولايات المتحدة في انابوليس بولاية ماريلاند.
وأمام نتنياهو بعد ان فوضه بيريز بتشكيل الحكومة يوم ٢٠ شباط ٤٢ يوما لتشكيل الحكومة الجديدة. ورأس نتنياهو الحكومة الاسرائيلية من عام ١٩٩٦ حتى عام ١٩٩٩.
زيارة كلينتون والـ”باستا”
ونقلت صحيفة “هآرتس” الأربعاء عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن مساعدين لكلينتون أوضحوا أن موضوع دخول المساعدات الى غزة سيكون في لبّ زيارة كلينتون لإسرائيل الثلاثاء المقبل.
من جهة أخرى، وجّهت كلينتون، الأسبوع الماضي، رسالة حادة إلى إسرائيل أعربت فيها عن غضبها من وضع تل أبيب العراقيل أمام نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ومرّر مسؤولون في الإدارة الأميركية رسائل إلى إسرائيل خلال الأسبوع الأخير وصفتها “هآرتس” بـ”الفظة”، جاء فيها أن “إسرائيل لا تبذل جهودا كافية من أجل تحسين الوضع الإنساني في غزة”.
وتأتي هذه التطوّرات على خلفية حدث محرج وقع أثناء زيارة السيناتور الديمقراطي جون كيري لغزة الأسبوع الماضي، إذ تم إبلاغه بمنع السلطات الإسرائيلية دخول شاحنات محمّلة برزم “باستا” إلى القطاع، وأوضح مسؤولون من الأمم المتحدة في غزة لكيري أن “إسرائيل لا تعرف الباستا على أنها حاجة إنسانية وإنما شحنات الأرز فقط”. وطرح كيري الموضوع خلال لقائه وزير الدفاع ايهود باراك، وطلب منه أن يوضح المنطق من وراء القرار الإسرائيلي وفي أعقاب ذلك أمر باراك بالسماح بدخول الشاحنات. وذكرت “هآرتس” أن كيري أبلغ مسؤولين في واشنطن بالأمر وعلى ما يبدو أنه أبلغ كلينتون أيضاً.
Leave a Reply