الخرطوم – تحبس السودان أنفاسها بانتظار الرابع من آذار (مارس) المقبل حيث قالت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إنها ستقرر الأربعاء القادم ما إذا كانت ستصدر مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة المسؤولية عن ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وذكر بيان صادر عن المحكمة أنها ستعلن قرارها “المتعلق بمذكرة المدعي العام المقدمة في ١٤ تموز (يوليو) بشأن إصدار مذكرة لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير”.
وأضافت أنها قررت تقديم إشعار بتاريخ إعلان موعد إصدار القرار بسبب وجود “العديد من الشائعات على مدى الأسابيع الماضية عن موعد مفترض ونتائج القرار”.
وكان المدعي العام في المحكمة لويس مورينو أوكامبو طلب إصدار مذكرة اعتقال للبشير في تموز الماضي، ليصبح بذلك أول رئيس دولة يوجه إليه اتهام من قبل المحكمة الجنائية الدولية بعد رئيس ليبيريا تشارلز تايلور ورئيس يوغسلافيا السابقة سلوبودان ميلوسوفتش.
وقد أكد البشير أكثر من مرة أنه غير معني بقرار المحكمة ويرفض التعامل معه، ويعده جزءا من مؤامرة تحركها بعض القوى الدولية بهدف عرقلة جهود السلام في دارفور والسودان عامة.
متمردو دارفور
تعهد زعيم اكبر جماعات التمرد في دارفور ان تقوم قواته باعادة تركيز جهودها على الاطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير اذا ما اصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة لتوقيفه. وقال زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم في حديث لصحيفة “تايمز” من العاصمة التشادية نجامينا، “عندما تأتي المذكرة فانها بالنسبة لنا نهاية شرعية حكم البشير كرئيس للسودان”.
وقال “سنسعى للاطاحة به … اذا لم يتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية ستشتد الحرب”.
وتأتي تصريحات ابراهيم بعد اقل من اسبوع على اعلان حركة العدل والمساواة استعدادها لاقامة اسس للسلام مع الحكومة السودانية عقب محادثات في العاصمة القطرية كانت الاتصالات الاولى بين الحكومة والمتمردين منذ ٢٠٠٧.
ونبه ابراهيم الى عدم بناء امال كبرى على الاتفاقية محذرا من ان تحركات الحكومة السودانية “لا يمكن التكهن بها … هم لا يحترمون اي اتفاقية يوقعون عليها”.
وكانت حركة العدل والمساواة وهي اكثر الجماعات المتمردة في دارفور تسليحا، رفضت التوقيع على اتفاق سلام في ٢٠٠٦ وقع عليه “جيش تحرير السودان” فصيل ميني ميناوي، وفي ايار (مايو) الماضي شنت هجوما غير مسبوق على العاصمة السودانية.
ويشهد اقليم دارفور حربا اهلية مستمرة منذ شباط (فبراير) ٢٠٠٣ اوقعت ٣٠٠ الف قتيل وتسببت بنزوح اكثر من ٢,٢ مليون شخص بحسب ارقام الامم المتحدة، فيما يشير السودان الى سقوط عشرة الاف قتيل فقط.
Leave a Reply