الجنرال عون خاطب الحضور: التغيير فـي السياسة الأميركية لصالحنا.. لا تخافوا وطالبوا بحقوقكم
تروي – خاص “صدى الوطن”
بعد طول غياب وانكفاء عن ساحة العمل السياسي المباشر على الأراضي الأميركية، وتحديداً بعد حرب تموز ٢٠٠٦ بسبب المواقف السلبية التي اتخذتها إدارة الرئيس بوش من الحالة العونية ومن الذين عملوا مع الجنرال طيلة فترة منفاه في فرنسا وتمكنوا من نسج علاقات متينة مع مسؤولي الإدارة في عهد الرئيس بيل كلينتون، ومن بعده الرئيس بوش خلال ولايته الأولى، بعد هذا الغياب عاد التيار البرتقالي بقوة وزخم إلى ساحة العمل السياسي في الولايات المتحدة الأميركية وسط أجواء تفاؤلية في ظل عهد الرئيس أوباما.
غابي عيسى أحد أبرز الرجال المقربين من الجنرال في أميركا إضافة إلى آخرين ممن عملوا سوية أمثال سليم جريج وأنطوان حداد، وأحد الذين رافقوا الجنرال على متن الطائرة خلال عودته من منفاه الباريسي في ٧ أيار ٢٠٠٥، والرجل الذي انتدبه عون إلى سوريا ليسلم نائب وزير خارجيتها، آنذاك، وليد المعلم الدعوة لحضور مؤتمر مناقشة العلاقات اللبنانية-السورية بعد انسحاب الأخيرة من لبنان قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأحد الذين لمسوا الضغط الذي مارسته إدارة الرئيس بوش على التيار في أميركا، يقول عيسى بأن ساعة الصفر قد بدأت والقرار بإعادة هيكلة التيار في أميركا قد اتخذ بعد دراسة عميقة في الرابية، ويضيف عيسى بأن التيار يقوم حالياً بتعيين منسقين تنظيميين في كل ولاية يتمتع بها التيار بوجود. في ميشيغن، تم تعيين الناشط رامي حداد كمنسق تنظيمي وهو يقوم بعمل جيد ويتمتع بدينامية عالية وروحية عمل مميزة.
وتأكيداً للانطلاقة الجديدة، فقد عقد التيار أول اجتماعاته المركزية في ميشيغن في مدينة تروي بحضور منسقي التيار في ميشيغن شيكاغو وأوهايو وويندسور في كندا إضافة إلى عدد من كوادر التيار والمناصرين، وسط الأهازيج العونية والأناشيد الوطنية المتداخلة، من “رح نبقى هون مهما العالم قالوا” إلى “عونك جايي من الله يا لبنان الغالي”، ووسط الألوان البرتقالية المنتشرة في أرجاء القاعة، من ربطات العنق إلى القمصان إلى الفولارات، وتحت وقع خطب الجنرال الثورية في قصر الشعب ايام اعتصام بعبدا، وبعد عرض مقتطفات مختلفة اختيرت لنضالات العونيين على مدى أكثر من خمسة عشر عاماً وخاصة تظاهرة ٧ آب التي قمعها وزير الداخلية آنذاك وزير الدفاع الحالي الياس المر، تم افتتاح الاجتماع الذي كان حدثه الأهم فتح الاتصال مع “جنرال الرابية” الذي ألقى كلمة مطولة تعرض فيها لمختلف القضايا الشائكة، من مسألة التغيير في السياسة الأميركية إلى الانتخابات إلى الفساد وبناء الدولة وغيرها من المواضيع المتعددة..
ماذا كان في كلمة الجنرال؟
فجأة صمتت القاعة وتحولت النساء والرجال إلى آذان صاغية تترقب كل كلمة وكل حرف ينطق به الجنرال الذي بدأ كعادته كلمته ممازحاً جمهوره من خلال إلقاء التحية “نهاركم سعيد ولو كان في عنا مسا بلبنان”، ثم انطلق الجنرال إلى قلب الموضوع الأساس، فهو يخاطب التيار في دولة لها التأثير الأكبر في المنطقة والعالم وفي لبنان تحديداً. تكلم الجنرال عن الإعلام الأميركي واصفاً إياه بأنه “كان قاسياً بحقنا منذ حرب أفغانستان، وقد توقفنا عن التكلم إلى الصحافة ومُنعتم بسبب ذلك من سماع وجهة نظرنا لأن كلامنا كان يٌقتطع منه ويحور إلى غير معناه، ولكنا قاومنا وصمدنا، وبالتأكيد لم يغير ذلك شعورنا تجاه الشعب الميركي، ولكن دخلنا في حالة صدام مع الإدارة الأميركية التي هددت بسياساتها وجودنا. وهذا الكلام كان يسمعه مني السفير السابق جيفري فيلتمان الذي قال لي مرة: جنرال أنت ضدنا، فقلت له: أتسمح لي أن أكون مواطناً أميركياً ديمقراطياً معارضاً للرئيس بوش”!
وأضاف “اليوم تبينت صحة خياراتنا السياسية من خلال التغيير والتحول في سياسة الإدارة الأميركية الجديدة، ومن خلال الرسالة التي وجهها الرئيس أوباما الى إيران بمناسبة عيد النوروز ومن خلال المحادثات مع سوريا والانفتاح عليها، ومن خلال الحوار الذي بدأته بريطانيا مع حزب الله. كل هذه الأمور تُثبّت، حقوقنا وسوف تُرسّخ انتصارنا في هذه المعركة، وسيتحول ذلك إلى انتصار في الانتخابات النيابية التي ليست غاية بحد ذاتها بقدر ما هي وسيلة لإنجاز الإصلاح والتغيير”.
الجنرال الخبير بكيفية مخاطبة الناس وكيفية الولوج الى النقطة التي يريدها مهّد بهذه المقدمة لموضوع الساعة، الانتخابات النيابية، فأقام عملية الوصل بطريقة سلسلة بين التحول الأميركي والغربي وبين الانتخابات “في أقل من أربع سنوات انتشرنا في كل الوطن ويبقى علينا أن ننقل المواطن من الحالة الطائفية الى الحالة المواطنية من خلال سلطة تنجز التغيير في النظام الطائفي. هذا الأمر مع محاربة الفساد والإقطاع السياسي ومكافحة كل من يتاجر بالمذهبية (وهنا أريد أن أشير الى الدور الذي لعبناه في ضبط الساحة والحد من تعاظم الخلاف المذهبي) هو كفيل بتحقيق العدالة والاستقرار.
أما في مجال الحملات الانتخابية في بلاد الاغتراب فقد انتقد الجنرال بشدة من وصفهم يالراسبين: “كل هؤلاء راسبون في الانتخابات النيابية السابقة، لذلك تجدوهم هجموا على بلاد الاغتراب كي يستقدموا الناس بقوة المال السياسي لأنهم يعلمون بعجزهم عن ربح الانتخابات بأصوات الموالين لهم في لبنان”. ولكن الناس لهم معنا تجربة، ويعرفون من هو المحق ومن هو النزيه والشريف، وذلك من خلال إنجازاتنا في وزارة الاتصالات حيث استطعنا أن نقدم النموذج والمثال واستطعنا أن نخفف عن كاهل المواطن وأن نخفض تعرفة الهاتف الخلوي وأن نحسن أداء الشبكة.. كل هذا التقدم الذي حققناه كان من خلال ممارسة سليمة ونزيهة حازت على تقدير وإعجاب كل اللبنانيين، وسنعمل أيضاً على تخفيض فاتورة الماء والكهرباء لأن الحال يرثى له، فليس معقولاً أن البلد الموصوف بأنه خزان مياه يفتقد للمياه، كل هذه المواضيع مطروحة اليوم وغيرها من الاصلاحات وإذا وصلنا الى الحكم سنعمل على تحقيقها”.
كما وجه رسالة إلى اللبنانيين حثهم فيها على القدوم إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات “إذا استطعتم فأهلا وسهلا بكم لأن المال السياسي يستعمل بشكل كبير وهائل ضدنا وقد بينت ذلك في الرسالة التي وجهتها إلى عالم الانتشار”. وقد سمى الجنرال المناطق التي تعمل الأكثرية على استقدام الناخبين إليها وهي الكورة، البترون، بيروت الأولى، البقاع الغربي، زحلة، المتن نسبياً “فنأمل إذا كان هناك إمكانية للقدوم أن تتحركوا من الآن وبسرعة وأن تستخرجوا بطاقات الهوية وجوازات السفر وأن تبعثوا لنا بلوائح أسمائكم، لأن السلطة تحاول أن تعرقل وتؤخر إصدار البطاقات وجوازات السفر. هذا الواقع بإيجاز، نحن أقوياء في مناطقنا ولكننا نجهل حجم الناس المستقدمين من الخارج ونجهل قدرة “١٤ شباط” على نقل الناس ومدى تأثير ذلك ومدى الإغراءات المادية”، وكعادته أضاف الجنرال مزحة مهضومة ولكنها تحمل مغزى سياسياً كبيراً، “عملولو غنية بقريطم بتقول: اقبض منو انتخب ضدو” ثم يستطرد قائلاً: “سرقوا البلد وعملوا حالن محسنين ونحن أصحاب الحق أصبحنا شحادين”. وتابع بالقول “عليكم ان تكونوا درعاً في وجه المال السياسي”، وأعطى مثلا على ذلك: “كان هناك شخصان الأول يملك ألف دولار والثاني يملك بارودة، فسأل الأول الثاني: كم هو سعر البارودة؟ فقال الثاني: ألف دولار، فقال له الأول: هذه ألف دولار وأعطني البارودة، ولما قبل الشخص الثاني وباع بارودته لصاحب المال، صوبها إلى رأسه مسترجعاً الألف الدولار التي دفعها ثمن البارودة وأصبح “المعتّر” بلا مال وبلا سلاح”، وأردف قائلاً “أولئك يريدون سلبكم صوتكم الذي هو بمثابة سلاحكم كي يسلبوكم كل ما تملكون”.
ثم ختم كلامه قبل أن يفسح المجال للأسئلة، “في حال ربحنا الانتخابات يمكن أن نعوض عن ٤٠ سنة مضت من الأزمات والمشاكل والحروب الأهلية، يمكن أن نغير سياسة التصادم إلى سياسة تفاهم بين جميع اللبنانيين، اليوم وضع لبنان مميز بعد حرب تموز ٢٠٠٦، هناك شعور بالكرامة وعزة النفس بعد الانتصار الكبير لبلد صغير على دولة مثل إسرائيل، حيث انتصر هذا البلد عندما عجزت الدول العربية أن تنتصر”.
توجهت “صدى الوطن” بعدة أسئلة إلى الجنرال:
-ألا تقلقك زيارة حزب الطاشناق إلى قريطم؟
لاخوف من هذا الموضوع، منذ قليل الشباب كانوا عندي وكنا نمزح وغير مكترثين بكل ما يحكى عن هذا الموضوع. لا خوف من التحالفات ولا من النتائج المهم ان نجعل أداءنا ممتازاً فلا نسترخي ولا نتشاءم والغلبة ستكون لنا.
– هل لمستم عملياً التغيير في تعاطي الإدارة الأميركية معكم ولماذا لم يزركم مساعد نائب وزيرة الخارجية بالوكالة السفير جيفري فيلتمان خلال جولته الأخيرة في لبنان؟
السفير فيلتمان يأتي ليودع أصحابه في لبنان “مش جايي يودّعني” وبعدين ماذا سيقول لي كنت قلت له: لو سمعت مني يا جيفري منذ ٤ سنوات لكنت وفرت على نفسك وعلى إدارتك ولما كنت بهذه الحالة.
– هل التقيت السيد حسن نصر الله مؤخراً؟
ألتقي أنا والسيد حسن من وقت لوقت حسب الضرورة وحسب وضعه الأمني، التواصل دائم.
– هل تنوي زيارة الولايات المتحدة الأميركية؟
لن أزور أميركا إلا بدعوة رسمية من الإدارة.
– ألا يخاف الجنرال من أن تحصل تسوية يكون فيها الخاسر بين سوريا والسعودية وبين إيران والولايات المتحدة، وهل العلاقة مع حزب الله وصلت إلى حد تحمي من هكذا تسوية؟
نحن في المعادلة الرابحة، والتسويات تحصل على حساب الخيارات الخاسرة، ونحن لنا سهم في الأرباح ولأول مرة تربح خيارات المسيحيين السياسية لأنهم لأول مرة دخلوا المعركة في الوقت المناسب وأوقفوا في الوقت المناسب. أما العلاقة مع حزب الله فهي ثابتة وراسخة.
وتوجه منسق التيار في مدينة شيكاغو هاني علام بسؤال الجنرال عن ما يقوله لكل العونية الخائفين في أميركا؟
لاتخافوا، ومن ماذا تخافون؟ نحن لسنا ضد الشعب الأميركي ولا ضد القيم الأميركية، والإدارة الأميركية السابقة اتبعت سياسة تهدد وجودنا، والتغيير الذي حصل مع إدارة الرئيس أوباما هو إيجابي وفي صالحكم ولا أعتقد أن أميركا مجتمع متخلف حتى تقمعكم. وأنتم دافعوا عن حقوقكم وليس هناك من أمر يخوف ونحن نحث الناس على ألا يخافوا
ثم يضيف العماد عون، وكأنه يستدرك شيئاً نسي أن يقوله في خطابه، “نحن لم نذهب الى إيران ولا إلى سوريا، نحن كنا محاصرين في حرب تموز من قبل الإسرائيليين، وهذان البلدان دعمانا وساعدانا، فسوريا فتحت لنا حدودها وساعدت الذين لجأوا إليها وإيران ساعدتنا سياسياً عندما كنا تحت النار”.
أسئلة متفرقة
وطرح الحاضرون مجموعة أسئلة على العماد عون تمحورت حول عدة مواضيع.
عن المشكلة مع المراجع الدينية ومع الكنيسة قال عون، “لسنا ضد البطريرك، ولكن عندما وقفوا في وجهنا وأخذوا مواقف سياسية ضدنا، والكنيسة لا يجب أن تتعاطى بالسياسة الضيقة ولا أن تدخل في صراعات سياسية، فهذا خروج عن تعاليم الكنيسة، ولكن بعض القيمين على الكنيسة هو من أجبرنا على التعرض له وليس للكنيسة التي نقدرها ونحترمها، لن أقول لهم أن يتراجعوا، ولكنهم بدأوا بالسكوت”.
وعن الوضع في منطقة جزين قال بأن جزين بكاملها معنا وليست التحالفات التي ستمكننا من الفوز، بل نحن من سيفوز بقوتنا الذاتية، فنسبة تمثيلنا هناك عالية جداً.
وعن الوضع في زحلة قال بأن الكتلة الشعبية وضعها “كتير مرتاح” والنائب عاصم عراجي وضعه غير محسوم بعد. وعن الدائرة الثانية في بيروت لم يستبعد أن تحصل فيها معركة. أما في خصوص المهجرين في الشوف قال: “سوف يعودون ورأسهم مرفوع وفق برنامج إنمائي شامل وليس كما يشاء وليد جنبلاط، هذه الحقوق لا أتساهل بها أبداً”.
وعن موضوع المعتقلين قال بأن الأمر متروك لرئيس الجمهورية الذي تعهد بمتابعة الملف ولا نريد أن نحل مكانه ويقال بأننا نأخذ هدايا من سوريا كما سوق البعض. ولكن هناك كثير من المتعقلين لم يصلوا إلى سوريا، فمنهم من تمت تصفيته في البحر ومنهم من دفن في مقابر جماعية، وأكثر من يعارض التحقيق في هذا الأمر هما القوات والإشتراكي لأنهما أكثر من مارس القتل في الحرب.
وعن العلاقة مع الرئيس سليمان قال بأنها “جيدة وطبيعية” ومع الرئيس بري “هناك تباين في وجهات النظر ولكننا لسنا في حالة صدام وكل شيء مطروح للمناقشة وحتماً سوف نصل إلى اتفاق”.
وعن تلفزيون الـ”أو تي في” قال “إن شاء الله نستطيع أن ندرجه على الشبكة الفضائية الأساسية (دش نت وورك) وقال بأن هناك مفاوضات تجري مع الشركة وطلب من اللبنانيين المقيمين في أميركا أن يكاتبوا الشركة ويطلبوا منها ذلك.
وعن المشاركة والتوافق قال ندعو إلى مشاركة الجميع في الحكم ولكن إذا ربحنا وأراد احد أن يتخلف عن المشاركة فلن نجعله عقدة لنا.
مي عقل فـي ديربورن
وفي مسعى التيار الوطني الحر الى إعادة تنشيط قاعدته في أميركا سوف تصل مسؤولة الانتشار في التيار والمسؤولة الإعلامية للجنرال عون د. مي عقل ولاية ميشيغن، وسوف تتحدث في النادي اللبناني الأميركي في ديربورن يوم الأحد ١٢ نيسان (أبريل) عن آخر ما آلت اليه الأوضاع الانتخابية والتنظيمية للتيار.
Leave a Reply