فاتحة
.. ثمّ إنك بالأناشيد الرعويّة ذاتها
توقظُ هاهنا شيئاً باهظاً
وتعيد إلى وجود قديم بعض العناصر
كأنْ يكون اسميَ الآن: آرام..
حتى أني لأعود إلى الدار
وأرسم غزلاناً
على حائط البيت..
ثم إنكَ تتقن الأجراس الصغيرة
الأجراس النحاسية..
كأنما هذه الكلمات تتلى في معبد بعيد
والبخورُ أمام المذبح لَكنةٌ قديمة..
والأجراس الصغيرة
الأجراس النحاسية
حتى كأن اسمي دائماً: آرام!..
حرية
إذا ما خُيّرتُ أن أكون طائراً
فسوف أختار -بلا شكّ- أن أكون بريّاً..
أحبُّ أن أكون سنونو:
أريدُ أن أعْبرَ العالم!..
/
.
.
/
أنا السنونو الصغيرُ، الأسودُ، اللامعُ، الحزينُ، النادمُ، النادم..
أتحسّرُ طوال الوقت
لأنني لم أخترْ أن أكون طيراً وطنياً
سميناً، قليلَ الذكاء..
كي يصطادني الأطفالُ بأقلّ حيلةٍ ممنكة
بأدنى دودةٍ إلى الأرض!..
خطأ..
أحبُّ أنْ أتمشى في ذلك الشارع..
إنه ليس شارعاً. إنه ممرّ: أحبّ أن
أتمشى في ذلك الممر!..
هو ليس ممراً. إنه زقاق..
أحب أن أتمشى في ذلك الزقاق!..
هو ليس زقاقاً، ولا ممراً، ولا شارعاً
إنه خطأ..
ليس خطأً معمارياً أو تنظيمياً أو عابراً
بل خطأ في القرابة والمواريث والحق
/
ميراث أخت من أرض أبيها
لم يتوقع الأخوة أن تطالب به
فتركوه لها على هذا النحو..
/
وهذا النحو.. ليس شارعاً ولا ممراً ولا زقاقاً
إنه خطأ، وأنا أحب أن أتمشى فيه
لا من كثرة الشبابيك عليه، عرفتُ ذلك
بل من كثرة الحشائش التي تنبت
على الجدران!!..
نصوص لـ طارق عبد الواحد
Leave a Reply