واشنطن، بكين، موسكو – رفضت الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي مطالبة الصين وروسيا للمجتمع الدولي قبيل قمة مجموعة العشرين بالعاصمة البريطانية بتبني عملة دولية موحدة لاحتياطيات الدول، يمكن أن تحل محل الدولار.
وقال وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر ورئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) بن برنانكي في جلسة استماع بالكونغرس إنهما عارضا الفكرة التي طرحها رئيس البنك المركزي الصيني في وقت سابق.
بدورها قالت روسيا الأسبوع الماضي إنها ستقترح الفكرة الخاصة بعملة موحدة لاحتياطيات الدول أثناء قمة مجموعة الدول العشرين. وترى موسكو أن اعتماد هذا الخيار يضمن استقرارا أكبر أثناء الأزمات الاقتصادية.
وأوضح محافظ البنك المركزي الصيني الثلاثاء الماضي أن الهدف هو ضمان الاستقرار للنظام الاقتصادي العالمي عن طريق إيجاد نظام لا يتأثر بسهولة بسياسات الدول بصورة فردية.
وقال جو جياوتشوان في كلمة نشرت في موقع البنك على الإنترنت إن اشتعال الأزمة المالية العالمية واتساعها لتشمل العالم بأسره عكست أماكن الضعف والمخاطر التي تكمن في النظام النقدي العالمي.
وتعتمد الصين على نظام النقد الدولاري الأميركي، ما أثار مخاوفها إزاء الأضرار التي ستلحقها سياسات الولايات المتحدة للحفز الاقتصادي بالاحتياطي الضخم من الأصول الدولارية التي تملكها بكين وتصل إلى ما قيمته ١,٩٥ تريليون دولار.
واقترح المسؤول الصيني أن تعمل حقوق السحب الخاصة أو الـ”أس دي آر” كعملة احتياطي حكومي للدول. وقال إنه يجب أن تقود النظرة الشاملة عملية الإصلاح النقدي وتبدأ بتنفيذ خطوات محددة كما يجب أن تؤدي العملية إلى نتائج يكون الجميع فيها في موقف الرابح.
وتسبق تصريحات جو جياوتشوان قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في لندن في الثاني من نيسان (أبريل) القادم التي سيحضرها أيضا مسؤولون من منظمات دولية إضافة إلى صندوق النقد الدولي.
وتوقع الاقتصادي الصيني اندي كسي ان يبقى الاقتراح الصيني حبرا على ورق لان حقوق السحب الخاصة لا تعتبر نظاما نقديا مدعوما من حكومة. غير ان القصد من هذا الاقتراح قد يكون بحسب اندي كسي توجيه تحذير الى الولايات المتحدة بعدما اشترى الاحتياطي الفدرالي الاميركي سندات خزينة وعمد الى اصدار اوراق مالية لخفض نسب الفائدة ما سيخفض قيمة الارصدة الصينية بالدولار. وراى الخبير الاقتصادي ان “الوضع مؤسف: الصين هي مصرفيّ الولايات المتحدة والولايات المتحدة مدينة للصين بالكثير، غير انها لا تخشاها. الصين هي رهينة الولايات المتحدة وليس العكس”.
Leave a Reply