حذر فـي البصرة بعد رحيل البريطانيين وتسلُّم الأميركيين
يخشى سكان مدينة البصرة القوات الاميركية التي ستتسلم مهام القوات البريطانية التي ستغادر العراق. ويرى هؤلاء ان لمسات القوات البريطانية خفيفة نسبيا عن سمعة الجيش الاميركي المخيفة الشغوفة باطلاق النار.
وقال الاشخاص الذين اجريت معهم مقابلات في ثاني اكبر المدن العراقية ان القوات البريطانية تفهم العراق بصورة افضل نظرا لان بريطانيا رسمت خريطة العراق الحديث وادارت شؤونه في القرن العشرين وان الجنود البريطانيين كانوا يعاملونهم بطريقة طيبة نسبيا منذ الغزو في عام ٢٠٠٣.
وقال الطالب عدي جعفر ان البريطانيين درسوا العراق وفهموا ثقافته وديانته لكن الاميركيين يقتلون ويفعلون ما يريدون ولم ير البريطانيين يتعرضون للهجوم فهم يحترمون المواطن ولا يردون عشوائيا على اي اطلاق للنار. واحتفلت القوات البريطانية الثلاثاء الماضي بانتهاء مهمتها في العراق في مطار البصرة اخر موقع لها في المدينة. وكانت القوات البريطانية انضمت الى القوات الاميركية كشريك رئيسي في “تحالف الراغبين” الذي اطاح بالرئيس صدام حسين قبل ستة اعوام.
وسيقوم نحو ٤٠٠٠ جندي بريطاني متمركزين في البصرة بالانسحاب تدريجيا في غضون الشهور القلائل القادمة وسيستخدم الجيش الاميركي المطار كمقر قيادة له في جنوب العراق.
وتتولى القوات العراقية مسؤولية الامن في الجنوب لكن بريطانيا كانت تساعد في التدريب ومهام اخرى للدعم. وكان وجود الجنود البريطانيين منظرا مألوفا في البصرة.
وقال عبد العالي الموسوي احد رجال الدين الشيعة الموقرين في البصرة انهم يأملون ان تكون القوات الاميركية مثل البريطانيين لكن من دواعي الاسف انه يوجد خوف وقد شاهدوا جميعا افلام حرب فيتنام حيث تبدو عملياتهم العسكرية مخيفة.
ويوجد نحو ٨٥٠ جندي من الشرطة العسكرية الاميركية في البصرة منذ شهر اب (أغسطس) الماضي لتدريب الشرطة العراقية لكنهم غير ملحوظين.
وقال الجنرال الاميركي مايكل اوتس الذي سيتولى ابتداء من الثلاثاء الماضي قيادة القوات الاميركية والبريطانية في المحافظات التسع الجنوبية في العراق انه لا يوجد ما يخيف سكان البصرة.
وقال “اننا لا نتبع منهجا اكثر قسوة. هناك سوء فهم بالنسبة للقوات الاميركية وعندما تعملون معنا ستعرفون اننا طيبون جدا”.
واكتسب الجنود الاميركيون الذين اندفعوا الى قلب التمرد المتصاعد والمعارك الطائفية الضارية سمعة اطلاق النار اولا ثم توجيه الاسئلة بعد ذلك.
ويعتزم الرئيس الاميركي باراك اوباما سحب القوات الاميركية المقاتلة بحلول نهاية اب في العام القادم وسحب جميع الجنود الاميركيين بحلول نهاية عام ٢٠١١. ونقل افراد الجيش الاميركي الى البصرة يقربهم خطوة من مكان الانسحاب المتوقع عبر الكويت القريبة.
ولم يكن كل الذين جرت مقابلتهم في البصرة يخشون الوجود الاميركي. فقد تعرضت بريطانيا للانتقاد لكونها متساهلة مع الميليشيات التي سيطرت على المدينة حتى وقت قريب في العام الماضي مما دفع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى اصدار اوامره بشن حملة ضد الميليشيات.
وتقول بريطانيا انها استخدمت القوة بالدرجة التي سمح بها زعماء العراق.
وقال ماجد محمود المذيع في الاذاعة ان الاميركيين ارتكبوا اخطاء لكنهم نجحوا في العمل مع القوات العراقية لاعادة الاستقرار في حين اخفق البريطانيون.
وتترك القوات البريطانية وراءها البصرة اكثر هدوءا لكن المدينة تعاني من القذارة والشيخوخة بعد سنوات الحرب والعقوبات. و لا يوجد مجال لمقارنتها بالبصرة التي حكمها البريطانيون في زمن الاستعمار.
وقال منصور حسن صاحب المتجر ان البريطانيين قاموا ببناء الموانئ والسكك الحديدية وانه سيفتقدهم.
Leave a Reply