يصادف الأول من نيسان (أبريل) من كل عام، رأس السنة البابلية الآشورية، وفيه تبدأ احتفالات الآشوريين البابليين بالعيد، وتدوم مدة اثني عشر يوماً، وتصادف هذه السنة (العام ٢٠٠٩) السنة ٦٧٥٩ في التقويم البابلي الآشوري.
ويؤكد العديد من الباحثين أن الآشوريين والبابليين قد برعوا في علم الفلك والتنجيم، واستطاعوا رصد النجوم والأجرام السماوية، وتدوين تواريخ الظواهر مثل الكسوف والخسوف والدورات الزراعية، إضافة إلى تعرفهم على “التقويم” وقيامهم بتقسيم السنة إلى أشهر، والأشهر إلى أيام، والأيام إلى ساعات.
وتفيد الوثائق أن الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين عرفت الاحتفال برأس السنة ابتداء بالعهد السومري ومروراً بالأكادي والآشوري ثم البابلي، وبشكل يؤكد أن هذه الاحتفالات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأساطير والعقائد الدينية، وتحديداً أسطورة قصة الخليقة (إينوما إيليش: عندما كان في العلى) وبطلها الإله مردوخ، وأسطورة انبعاث الإله تموز وقيامته في بداية فصل الربيع، في شهر آذار، كرمز لتجدد الحياة واستمرارها.
يذكر أن أسماء الشهور المتدوالة هي أسماء آلهة عبدها أتباع تلك الحضارات، فشهر تموز أخذ هذا الاسم من الإله تموز، وشهر أيلول أخذ اسمه من الإله إنليل، إله الريح والمطر، وهكذا، ثم تغيرت أسماء الشهور حين تعرف الأوروبيون على التقويم واستبدلوا أسماء الآلهة بأسماء ملوكهم. ويذكر أيضاً أن “كذبة نيسان” الشائعة في أغلب الثقافات كانت معروفة عند الشعوب القديمة في حضارات ما بين النهرين، وأن الناس وقتها كانت يمارسونها على هامش احتفالاتهم بعيد رأس السنة على شكل ألعاب تعكس حالات الاضطراب والفوضى الناجمة عن غياب الإله مرودخ، المنشغل في هذا اليوم بمحاربة “تيامات” أصل الشر ورمزه.
تعرف الاحتفالات برأس السنة البابلية الآشورية بـ: آكيتو، وما تزال الطوائف الآشورية والكلدانية في سورية والعراق وبلاد المهجر تحتفل بهذا العيد، ولهم جميعاً نقول: كل آكيتو وأنتم بخير.
Leave a Reply