“لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي”
بيروت – صدرت مؤخراً عن “دار الريس” في بيروت، مجموعة شعرية للشاعر محمود درويش، بعنوان “لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي” تضم القصائد والنصوص الأخيرة التي كتبها درويش ولم يتمكن من نشرها بنفسه بسبب الموت الذي غيّبه في العام الماضي، إثر عملية جراحية في القلب..
وصدر إلى جانب المجموعة الجديدة التي تضم إحدى وثلاثين قصيدة، كراس خاص للروائي إلياس خوري حمل عنوان “محمود درويش وحكاية الديوان الأخير”، يروي فيه قصة هذا الديوان، من لحظة البحث عن أوراق محمود درويش الأخيرة، وحتى لحظة إخراجها إلى النشر.
ويذكر أيضاً في هذا السياق، أن ولادة الديوان الأخير للشاعر الفلسطيني الأبرز، رافقها الكثير من النقاشات والتجاذبات والخلافات بين أصدقاء الشاعر الراحل، وذلك على خلفية إصرار الروائي خوري على كتابة مقدمة لمجموعة القصائد التي تركها درويش، في حين كان هناك رفض قاطع من قبل إدارة دار نجيب الريس التي تملك حقوق نشر أعمال درويش.. بدعوى أن الشاعر الفلسطيني لم يلجأ في حياته إلى وضع (أو استكتاب) مقدمة لدواوينه الشعرية التي زادت على الثلاثين ديواناً.
وكانت عدة اقتراحات قد طرحت لتسوية “خلافات الأصدقاء” منها أن يقوم الناقد صبحي حديدي، صديق درويش هو الآخر والمتابع لتجربته الشعرية عن كثب، بكتابة المقدمة. لكن هذا الاقتراح لم ينجح أيضاً، وتم الاتفاق، بعد أخذ ورد حامي الوطيس، على أن يقوم خوري بكتابة كراس خاص في طبعة منفصلة توزع مع الديوان، بدلاً من كتابة مقدمة له.
ولم تهدأ العاصفة بعد صدور الديوان، والكراس المرافق، بل على العكس، ازدادت الحرب ضرواة بين أصدقاء درويش، حين قام الناشر نجيب رياض الريس بتحميل مسؤولية الروائي الياس خوري بورود بعض الأخطاء العروضية، وتغيير بعض الصياغات اللغوية، ومتهماً إياه بأنه “يريد التسلق من خلال تراث درويش، وواصفاً المقدمة التي كتبها بأنها “قصة بوليسية”، واعداً القراء بأنه سيعيد نشر المجموعة الأخيرة، من دون الكراس، بعد تصحيح الأخطاء بالاعتماد على خبرة دار النشر ومعرفتها بطريقة التكوين الشعري عند محمود درويش، الناتجة أصلاً عن العلاقة الطويلة والمتينة بين الشاعر الفلسطيني والدار التي تملك الحق الحصري بنشر أعماله.
في الديوان الجديد، ثلاث قصائد منشورة سابقاً في الصحف هي “على محطة قطار سقط عن الخريطة” و”لاعب النرد” و”سيناريو جاهز” إضافة إلى ثلاث قصائد تعرف إليها جمهور الشعر، وكان درويش قد القاها في أمسيته الشعرية الأخيرة في رام الله، وهي “ههنا، الآن، وههنا الآن” و”عينان” و”بالزنبق امتلأ الهواء”.
Leave a Reply