ديترويت – كشفت مصادر مقربة من “جنرال موتورز” أن الشركة مازالت تأمل في التوصل لتسوية مع النقابات العمالية والدائنين في الموعد النهائي المحدد بمطلع حزيران (يونيو) المقبل، وإلا فأن إشهار الإفلاس من أقوى الخيارات المطروحة. وذكر المصدر المطلع أن استعدادات كبرى شركات تصنيع السيارات في الولايات المتحدة، لإفلاس محتمل تبدو “قوية وجادة”.
وتأمل الشركة تفادي الإفلاس بالحصول على امتيازات من دائنيها والنقابات العمالية، قبيل الموعد النهائي في الأول من حزيران، الذي حددته إدارة الرئيس باراك أوباما والخزانة الأميركية لها للتوصل لتسويات مع تلك الجهات أو مواجهة الإفلاس. وقال المصدر، والذي رفض كشف هويته: “نحن نتحدث عن أكبر صناعة في العالم على الإطلاق ربما تشهر إفلاسها… الأجدر أن تكون تلك الاستعدادات مكثفة وجادة”.
وتفاوض “جنرال موتورز”، دائنيها على تملك حصص في الشركة مقابل خفض ديونها البالغة ٢٨ مليار دولار، بواقع ثلثين. ورفضت لجنة تمثل “مالكي صكوك” في الشركة المقترح نظراً للغموض الذي يحيط بقيمة تلك الأسهم.
وذكر مصدر مطلع آخر الثلاثاء الماضي لشبكة “سي أن أن” أن اللجنة مازالت متمسكة بموقفها رغم الأنباء المتداولة بشأن احتمال إفلاس الشركة، مشيراً إلى عدم إجراء الجانبين مفاوضات رسمية منذ المهلة التي حددتها الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي.
وأضاف قائلاً: “نحن قلقون للغاية حول حالة الشركة وإمكانية إفلاسها”.
وبددت لجنة عمل، تم تعيينها للإشراف على قروض فيدرالية بلغت ١٣,٤ مليار دولار، تلقتها “جنرال مورتوز” في صيغة حوافز، أي أمال في إعادة أحياء الشركة، أو غريمتها “كرايسلر” بموجب خطط إصلاحية تقدمت بها الشركتان في ١٧ شباط (فبراير).
وأعلنت “جنرال موتورز” و”كرايسلر” في منتصف شباط الماضي عن حاجتهما إلى ٢١,٦ مليار دولار كقروض فيدرالية، جراء تدهور الطلب على منتجاتهما من السيارات والشاحنات.
وتخطط الشركتان، الأكبر في صناعة السيارات في الولايات المتحدة، لتسريح ٥٠ ألف عامل بنهاية العام الحالي، وإغلاق خمسة مصانع إضافية، خلال الأعوام القليلة المقبلة.
وأمهلت الإدارة الأميركية “كرايسلر” ٣٠ يوماً فقط للوصول لاتفاق جديد من شركة “فيات” الإيطالية، ومنحت “جنرال موتورز” ٦٠ يوماً لإقناع الدائنين شراء أسهم مقابل الديون والتوصل لتسوية مع “نقابات اتحاد عمال السيارات” (ياو).
وأجبرت الحكومة رئيس مجلس إدارة “جنرال موتورز”، ريك واغونر، على التنحي من منصبه الأسبوع الفائت.
ولفت خلفه، فرتيز هندرسون، في أول مؤتمر صحفي له، إلى أن الشركة لن تنتظر حتى انتهاء المهلة لإشهار إفلاسها، حال التيقن من أنه الخيار الأخير، والإخفاق في التوصل لاتفاق مع النقابات والدائنين.
وأردف قائلاً: “إذا ما أتضح إستحالة تحقيق ذلك (الاتفاق).. فسنتحرك سريعاً… المزيد من الوقت لن يساعد في هذه الحالة”.
هذا وقد فقدت أسهم “جنرال موتورز” قرابة ١٠ في المئة من قيمتها خلال التعاملات المالية الأسبوع الماضي فور الكشف عن تقارير استعدادات الشركة للإفلاس. وهوت قيمة أسهم بأكثر من ٤٠ في المئة، منذ أن تزايدت تهديدات الإفلاس في ٣٠ آذار (مارس) الفائت.
Leave a Reply