بغداد – نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن الجيش الأميركي قوله الأسبوع الماضي إنه يتابع عن كثب اعتقال الحكومة العراقية لخمسة عشر قائدا من مجالس الصحوة وتهديدها باعتقال خمسة آخرين، مشددا على أن تلك الاعتقالات ليست جزءا من سياسة متعمدة لاستهداف هذه المجموعات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين قولهم إنهم يخشون من أن تكون تلك الاعتقالات، رغم محدوديتها، قد ولدت انطباعا لدى الجمهور العراقي بأن الحكومة تستهدف سحق هذه المجموعات، مما قد يقوض برنامج الصحوات الذي يرجع له الفضل في المساعدة على كبح جماح التمرد بالعراق.
وحسب العقيد الأميركي جيفري كولماير المسؤول عن برنامج المصالحة والارتباط في القوات الأميركية بالعراق والذي يتولى التنسيق مع مجالس الصحوات فإن كل اعتقال لعضو من هذه المجالس ينظر إليه على أنه انقضاض على البرنامج بأكمله، مضيفا أن قواته تتابع قضية الأعضاء الخمسة الآخرين الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال.
وأكد كولماير أن القادة الأميركيين حساسون جدا لقضية هذه المجالس ولذلك فإنه يطلعهم على مشاكل هذه المجموعات، بما في ذلك تأخر دفع رواتبهم، بشكل يومي. وأضاف أن القوات الأميركية حريصة على أن لا يتعرض هؤلاء القادة للظلم، وأنها مصممة على التدخل كلما اقتضت الضرورة ذلك.
وذكر أن قواته تدخلت مثلا في قضية قائد الصحوات البارز في الغزالية رعد علي وأقنعت القاضي بإسقاط التهم “الملفقة” الموجهة إليه وإطلاق سراحه.
وقال العقيد إن هناك عصابات شيعية وسنية تحاول تقويض المصالحة، وهي المسؤولة عن محاولة توتير الأوضاع بين الطرفين.
ولا يزال الجيش الأميركي يحاول أن يصل لصيغة تجعل الحكومة العراقية تدمج أعضاء هذه الصحوات الذين يقدر عددهم بـ٩٤ ألفا في الوزارات والمكاتب الحكومية، الأمر الذي قال كولماير إنه يتقدم ببطء.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت البدء بتحويل ٨٠ بالمائة من عناصر الصحوات، التي تقاتل تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة، لوظائف مدنية.
وأوضح الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في بيان: “تقرر تحويل ٨٠ بالمئة من أفراد الصحوات للوظائف المدنية في وزارات ومؤسسات الدولة العراقية، فيما يتم تحويل ٢٠ بالمئة منهم للقوات الأمنية.. وسيتم تحويل مخصصاتهم المالية لجهات التعاقد”. وأضاف ان “الحكومة ملتزمة بدفع رواتب أفراد الصحوات في مواعيدها حسب جداول متفق عليها من خلال جهات الصرف المحددة”.
وأكدت الحكومة العراقية التزامها إيجاد وظائف لأفراد “مجالس الصحوة” السنية بعد تزايد الانتقادات التي ترى ان العداء لهذه القوات التي تضم في صفوفها متمردين سابقين قد يؤجج العنف من جديد.
غير ان ذلك لا ينفي مخاوف بغداد من “الصحوة” حيث حذر نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، في باريس الأربعاء الماضي، من أن بعض عناصر ميليشيات “الصحوة” يخططون سرا لشن هجمات “إرهابية” في البلاد.
وتعتبر “مجالس الصحوة” التي بدأت في غرب العراق عام ٢٠٠٦ وانتشرت في انحاء البلاد بدعم اميركي عاملا رئيسيا في الحد من اراقة الدماء. وكثير من أفراد “الصحوة” متمردون سابقون تحولوا ضد تنظيم “القاعدة” بسبب اساليبه الوحشية وتفسيره المتشدد للاسلام.
واشتد التوتر أخيرا بين “مجالس الصحوة” وحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي ينظر اليها على انها معادية لهذه المجالس بعدما اعتقلت القوات العراقية أعضاء قياديين في الميليشيات في بغداد بسبب مزاعم عن ارتكابهم جرائم خطيرة.
Leave a Reply