الموضوع (نبي في اليمن) الذي قرأناه في العدد الماضي من صحيفه “صدى الوطن”، الصادرفي ١١ -١٧ نيسان (ابريل)، ونقلا عن أحد المواقع الإلكترونيه اليمنيه (سبأ)، والذي يتلخص بأن رجلا يمنياً يبلغ من العمر ٤٥ عاما (يدعى ناجي أحمد جحيدل من ابناء مديرية جبن) محافظة الضالع قد قام بادعاء النبوة..
أفيد القراء الأكارم وأبناء الجالية اليمنية بأنني على معرفة (غير مباشرة) مع ذلك الشخص، وأعرف أنه مصاب بإحدى الأمراض النفسية منذ وقت طويل. وقبل أن يصاب بهذا المرض، كان المذكور رجلا مستقيما من المواطنين الصالحين وتاجرا امينا ومتصدقا على الفقراء والمساكين، نتمنى له الشفاء العاجل، الا ان حالته الصحية ازدادت تأزماً. وفي الفترة الأخيرة كان المريض مارا في الشارع وحاملاً بيده مكبراً للصوت، يطلق بعض هلوساته التي لم يأخذها الناس على محمل الجد، وهذا خلاف لما ورد في الخبر المنقول والمبثوث في بعض المواقع الإخبارية، حيث تدعي بعض المواقع الصحفية أن بعض الناس صدقوه، وأن اثنين على الأقل قد صدقاه وتبعاه.
وحسب معرفتنا بتفاصيل الحادثة، فإن بعض أفراد الشرطة، الذين لا يعرفون شيئاً عن الشخص ولا عن حالته النفسية التي يعاني منها، التقوه في الطريق وهو يطلق تلك التخرصات، فاصطحبوه الى الشرطة مركز لعرضه على مدير الأمن، الذي بدوره لا يعرف الشخص ولا حالته النفسية، وبدأ استجوابه، ثم قام بابلاغ مراسل الصحيفه التي نشرت الخبر.
وكان الأولى بمدير الأمن أن يتعامل بحكمة مع هذا الأمر، على الأقل عبر مساءلة بعض الأشخاص الذي يعرفون المريض، أو أقرباءه، أو جيرانه، الذين يعرفون حالته النفسية. كما كان يمكن لمدير الأمن أن يتحقق بنفسه من حالة المقبوض عليه بالطرق القانونية والطبية من خلال استدعاء أطباء نفسيين لتشخيص حالة ذلك الشخص، لكن للأسف لم يحصل أياً من ذلك، ونترك للمسؤولين والقائمين على الأمر معاينة ذلك الموضوع وتقييم تصرف مدير الأمن.
وعتبنا الثاني، بعد العتب على مدير الأمن، على الصحفي الذي نقل الخبر ونشره، خاصة وأنه فضّل السبق الصحفي على التحقق من الموضوع، متجاهلاً ما قد يسببه هذا الأمر من مشاكل اجتماعية للمريض وذويه. وإننا إذ نفهم أن الصحافة لها الحق في الحصول على الخبر ونشره، من دون أن تتحقق فيه، إلا أن بعض الأخبار يجب التريث في نشرها، لخطورتها وتأثيرها على الناس، خاصة وأن خبر كهذا (ادعاء النبوة في مجمتع مسلم) لا يحتاج إلى كثير من الذكاء والنباهة، لمعرفة الأسباب التي تقع وراءها.
ونحن نرجو من صحيفة “صدى الوطن” ألا تتعامل مع هذا الخبر كما تعامل معه ذلك الصحفي الذي نشر الخبر، ونتفهم أن من الصعب على إدارة التحرير أن تتحقق من صحة الخبر والوقوع على تفاصيله، لذلك رأينا ضرورة إخباركم ببعض تفاصيل الحادثة، راجين منكم نشر هذا التوضيح، ليكون القراء وأبناء الجالية اليمنية على علم بحقيقة الموضوع.
ويمكن لأي من القراء في حال معرفة المزيد عن تفاصيل هذه القصة ومعرفة حقيقتها، الاتصال على الرقم: ٣٢١١-٧٧٩-٣١٣
مع خالص الشكر والامتنان لرئاسة تحرير “صدى الوطن” والعاملين فيها.
Leave a Reply