الكشف عن مراقبة مساجد فـي نيويورك بعد كاليفورنيا وميشيغن
كونغرس المؤسسات ييحث مع مسؤولين فيدراليين قضايا التجسس على المساجد والمضايقات الحدودية والتعديلات على قانون الهجرة
يستمر منذ أسابيع مسلسل انكشاف مراقبة مكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي) للمساجد الأميركية وزرع المخبرين فيها، فبعد ان شهدت ولايتي ميشيغن وكاليفورنيا حالة من الحذر بين المسلمين فيها بعد الكشف عن قيام ”أف بي آي” بزرع ”جواسيس” في المساجد، قال نائب جمهوري بمجلس النواب الأميركي إن عددا من مساجد ولاية نيويورك تخضع حاليا للمراقبة منذ عدة سنوات من قِبل السلطات الأميركية، وهو الإعلان الذي أثار غضب الجالية المسلمة في نيويورك، والتي طالبت مكتب التحقيقات الفيدرالية بنفي أو تأكيد الخبر.
في هذا الصدد سيجتمع في نهاية نيسان (أبريل) الجاري في مدينة ديربورن فعاليات من الجالية العربية والمسلمة في ميشيغن من ”كونغرس المؤسسات العربية الأميركية” مع مسؤولين فيدراليين في منطقة ديترويت للبحث في تداعيات القضية والمطالبة بتفسيرات من الـ”أف بي آي” حول التجسس على المساجد كما سيناقش المضايقات التي يتعرض لها المسلمون الأميركيون على الحدود الأميركية، والتعديلات على قانون الهجرة.
كما يتابع ”كونغرس المؤسسات” لقاءاته الدورية مع المسؤولين الفيدراليين في نطاق ما يسمى لجنة ”بريدجز” التي تعمل على مد الجسور بين الجاليات العربية والمسلمة والسلطات الفيدرالية ورفع مستوى التعاون بينهم.
مساجد نيويورك
بالعودة الى نيويورك فقد أعلن النائب الجمهوري بيتر كينغ، الذي يمثل ولاية نيويورك في مجلس النواب الأميركي، خضوع عدد من مساجد جزيرة لونغ آيلاند بولاية نيويورك للمراقبة. وقال كينغ في حوار مع صحيفة ”نيوزداي” في ١٨ نيسان (أبريل) الجاري: ”حاليا يوجد عدد من المساجد تحت المراقبة من قِبَل وكالات تنفيذ القانون”.
وأضاف كينغ، المعروف بمواقفه المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة، أن هذه المساجد تخضع للمراقبة ”منذ أربع أو خمس سنوات”.
ومن جانبه أعرب مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) عن غضب مسلمي أميركا من تصريحات كينغ وطالب الـ”أف بي آي” بالرد على إعلان كينغ بوضع مساجد لونغ آيلاند تحت المراقبة. وقالت ”كير” الاثنين الماضي، في بيان حصلت عليه ”صدى الوطن”، إنه في حالة صحة إعلان كينغ، ”فإن هذا الاستقصاء الشامل سوف يعارض التأكيدات العامة لمكتب التحقيقات الفيدرالية بأن دور العبادة الأميركية ليست خاضعة للمراقبة النمطية”.
وكان كينغ قد انتقد الأسبوع الماضي وزارة الأمن الداخلي بعد إصدارها تقريرا يحذر من تنامي الجماعات اليمينية المتطرفة، داعيا الوزارة إلى تركيز جهودها على الاحتراس من خطر المساجد والمسلمين في الولايات المتحدة بدلا من التركيز على المحافظين.
وقال كينغ إن وزيرة الأمن الداخلي ”لم تضع تقريرا يتحدث عن الاحتراس من المساجد.. احترسوا من الإرهابيين المسلمين في بلدنا، احترسوا من أن القليل جدا من المسلمين هم من يقدمون على التعاون مع الشرطة”.
كما وصف كينغ في تصريح له في ٢٠٠٤ مسلمي أميركا بأنهم ”عدو يعيش بيننا”.
فـي ميشيغن
وكان مسلمو ولاية ميشيغن قد طالبوا وزير العدل إيريك هولدر بالتحقيق في انتهاك الـ”أف بي آي” لحقوقهم الدستورية بزرعه ”جواسيس” في مساجدهم للإيقاع بمسلمي الولاية، وكان تورط الـ”أف بي آي” مؤخرا في عمليات تجسس وزرع مخبرين في ولاية كاليفورنيا قد فتح الباب للكشف عن مزيد من التجاوزات الفيدرالية مما أثار التوتر في علاقة مسلمي أميركا بالـ”أف بي آي”.
وكان كريج مونتيل، أحد قاطني مقاطعة أورانج بولاية كاليفورنيا، قد اعترف أنه عمل مرشدا بالأجر لدى المباحث الفيدرالية منذ تموز (يوليو) ٢٠٠٦ وحتى تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧، وأنه كان يستخدم أجهزة التسجيل الصوتي والفيديو لتسجيل الحوارات التي تدور بين المسلمين في المساجد والمنازل والمطاعم وغيرها.
وقال فيكتور غالب بيغ، مدير فرع ”كير” في ميشيغن: ”نحن نناشد وزير العدل الأميركي إيريك هولدر لإطلاق تحقيقات في الأساليب الحالية التي يتبعها ”أف بي آي” والتي تستهدف جماعات المصلين المسلمين، ونحن نعتقد أن هذه الأساليب تسير في الاتجاه الخطأ ولا تليق بأميركا”.
ومن جانبه قال كاري موس، المدير التنفيذي للاتحاد الأميركي للحريات المدنية في ولاية ميشيغن: ”إن وقت ومصادر منفذي القانون ينبغي أن يتم استخدامه في حمايتنا، وليس في التجسس على جماعة من الناس على أساس معتقداتهم الدينية والسياسية”.
وتجدر الإشارة إلى أن الكشف عن استخدام الـ”أف بي آي” لجواسيس داخل المساجد قد دفع ائتلافا يضم كبرى المنظمات الإسلامية الأميركية إلى التهديد بتعليق العلاقات مع الـ”أف بي آي”.
ووصل عدد المنظمات الإسلامية الأميركية التي دعمت القرار بتعليق العلاقات مع الـ”أف بي آي” إلى حوالي ٣٠ منظمة من أكبر المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة.
Leave a Reply