تل أبيب – كشفت مجلة ”إيكونوميست” أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تجري تقييما لعلاقاتها مع الولايات المتحدة وذلك غداة زيارة ينتظر أن يقوم بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نهاية الشهر المقبل لواشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ويتوقع بعض المراقبين أن يحث الرئيس الأميركي ضيفه الإسرائيلي على إبرام صفقة تصفها المجلة بأنها كبرى تقوم على ممارسة ضغط أميركي ودولي على إيران مقابل تقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين.
وتقر المجلة البريطانية في تقرير لها من القدس بأن نتنياهو ظل أكثر مما عداه من السياسيين الإسرائيليين يجاهر منذ تسعينيات القرن الماضي برأيه القائل بخطر يتهدد وجود دولة إسرائيل في حال امتلاك إيران لأسلحة نووية. ويساور بعض صانعي السياسة الإسرائيليين القلق من سعي أوباما لفتح حوار مع طهران. على أن ثمة إدراكا متزايدا يسود الأروقة في إسرائيل بأن نجاح ”سياسة الحكومة الإسرائيلية إلى جانب قوة وفعالية معارضة العرب السنة لطموحات إيران النووية، ربما يتوقف على قدرة أميركا على إحداث تقدم جوهري في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية والإسرائيلية العربية”.
وفي اجتماع مصغر الأحد الماضي جمعه مع نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، سعى وزير الدفاع إيهود باراك لإقناع رئيس وزرائه بتجنب أية مواجهة مع الإدارة الأميركية الجديدة، ناصحا إياه بالذهاب إلى واشنطن الشهر القادم وفي جعبته خطة سلام إسرائيلية خاصة به. وتقوم الخطة المقترحة على الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة لكن وفق ضوابط وتحفظات صارمة تراعي مصالح إسرائيل الأمنية.
غير أن ما يبدو جليا هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يزال غير راغب في تبني ”حل الدولتين” والتخلي عن خطته التي تتحدث عن ”سلام اقتصادي” مغاير تماما لسلام سياسي بين دولتين متكافئتين. ومع أن حدوث مواجهة مع أي إدارة أميركية جديدة ظل احتمالا يبرز إلى السطح كل أربع سنوات منذ احتلال إسرائيل لأراض عربية عقب حرب ١٩٦٧ فإنه لم يتجسد على أرض الواقع. وبالرغم مما شاب العلاقات بين الدولة العظمى و”تابعتها الصعبة المراس” من تطورات صعودا وهبوطا، فإنها توثقت أكثر خلال العقود الماضية. وقد لاقت جهود الإدارات الأميركية المتعاقبة الرامية لوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية مقاومة أو رفضا.
Leave a Reply