مئات الإصابات المؤكدة فـي عشرات الدول.. والوفيات فـي المكسيك.. وأميركاعواصم – لم يعد يفصل العالم عن انتشار “انفلونزا الخنازير” (اتش١أن١) بشكل وبائي سوى درجة واحدة بحسب منظمة الصحة العالمية التي رفعت مستوى الانذار الى الدرجة الخامسة على مقياس سلم من ست درجات عملا بنصيحة لجنة خبرائها .فقد قررت مارغريت تشان مدير منظمة الصحة العالمية رفع حالة التأهب لمواجهة انتشار فيروس انفلونزا الخنازير الى الدرجة الخامسة، أي قبل درجة واحدة من اعلان حالة الوباء العالمي. وطالبت تشان الحكومة المكسكية بالشفافية فيما يتعلق بتطورات انتشار الفيروس. ودعت تشان خلال مؤتمر صحافي جميع الدول إلى البدء فورا في تطبيق خططها المعدة لمواجهة الاوبئة قائلة إن “الإنسانية تواجه خطر وباء”.وخلال أقل من أسبوع انتشر مرض “إنفلونزا الخنازير” بكافة أنحاء العالم. وبما ان المكسيك كانت أولى الدول التى يتفشى فيها الوباء حيث توفي العشرات فإن أميركا (١٠٩ إصابات مؤكدة) تعتبر من الدول التي هي في قلب الأزمة العالمية الجديدة التي فتكت بالعشرات حتى الآن وأصابت المئات في عشرات البلدان حول العالم.إنفلونزا الخنازير.. حقائق ومخاوفسجل أول ظهور لـ”إنفلونزا الخنازير” في المكسيك حيث أعلنت الحكومة المحلية في ٢٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩ أن “إنفلونزا الخنازير” قتلت عشرات الأشخاص في البلاد. وتصاعدت المخاوف الدولية من تحول هذا المرض إلى وباء عقب انتشاره وانتقاله للولايات المتحدة.وتصيب فيروسات إنفلونزا الخنازير في العادة الخنازير وليس البشر. وتحدث معظم الحالات حين يقع اتصال بين الناس وخنازير مصابة أو حين تنتقل أشياء ملوثة من الناس إلى الخنازير. ويمكن أن تصاب الخنازير بإنفلونزا البشر أو إنفلونزا الطيور. وعندما تصيب فيروسات إنفلونزا من أنواع مختلفة الخنازير يمكن أن تختلط داخل الخنزير وتظهر فيروسات خليطة جديدة.كما يمكن أن تنقل الخنازير الفيروسات المحورة مرة أخرى إلى البشر ويمكن أن تنقل من شخص لآخر. ويعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث بنفس طريقة الإنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات إنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف ومن خلال السعال والعطس.الأعراضأعراض إنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد. ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية.- هناك لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع إنفلونزا الخنازير، ولكن لا يوجد لقاح يحمي البشر من إنفلونزا الخنازير رغم أن مراكز السيطرة على المرض والوقاية الأميركية تضع صيغة لأحدها. وربما يساعد لقاح الإنفلونزا الموسمية في تقديم حماية جزئية ضد إنفلونزا الخنازير “أتش ٣ أن ٢”، لكن لا يوجد لفيروسات “أتش١ أن١” مثل اللقاح المتداول حاليا.- لا تنتقل العدوى للأشخاص من أكل لحم الخنزير أو منتجاته. ويقتل طهي لحم الخنزير داخل حرارة ٧١ درجة مئوية فيروس إنفلونزا الخنازير كما هو الحال مع بكتيريا وفيروسات أخرى.خطر فـي أميركافي أميركا أعلن الرئيس باراك أوباما أن انتشار انفلونزا الخنازير اوجد “وضعاً خطيراً” في الولايات المتحدة يتطلب “أقصى تدابير الحيطة”، متحدثاً بعيد إعلان أول وفاة بهذا المرض في أميركا التي سجل فيها عشرات الحالات المؤكدة حتى الساعة بينها حالة في ميشيغن التي لا تزال فيها عدة حالات قيد التأكيد. وقال أوباما “من الواضح أن الوضع خطير، خطير إلى حد يبرر اتخاذ أقصى تدابير الحيطة”، جاء ذلك في وقت اكد مسؤول اميركي كبير في مجال الصحة امام الكونغرس ان هناك “جهودا كبيرة” يجري بذلها حاليا لانتاج لقاح مضاد لانفلوانزا الخنازير القاتل ، غير ان هذا اللقاح لن يكون متوفرا قبل أيلول (سبتمبر).وطالب أوباما بإغلاق المدارس التي يشتبه في وجود حالات إصابة بالمرض بين طلابها أو ظهور أعراض مرض الأنفلونزا عليهم وناشد أوباما الآباء والأمهات العاملين بالبحث عن أشخاص لرعاية أبنائهم في حال تنفيذ القرارات بإغلاق المدارس كما دعا المسؤولين المحليين الى اليقظة في رصد أي حالات مشتبه فيها، وقال إنه يجب “اتخاذ مزيد من الخطوات الواسعة” اللازمة، وقال “يجب ان يعرف كل اميركي ان الحكومة الفيدرالية مستعدة للقيام بكل ما هو ضروري للتحكم في تأثير هذا الفيروس”.وأعلنت السلطات الصحية الأميركية تسجيل أول حالة وفاة بانفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة وهذه أول حالة وفاة بشرية تسجل خارج المكسيك جراء الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير وقال مركز مكافحة الأمراض والوقاية في أتلانتا بولاية جورجيا إن طفلة (٢٣ شهراً) توفيت في ولاية تكساس جنوبي غربي الولايات المتحدة المتاخمة للحدود مع المكسيك. وقال القائم بأعمال مراكز مكافحة الأمراض ريتشارد بيسر في برنامج تبثه شبكة “سي أن أن” الإخبارية الأميركية إن “طفلة توفيت بفيروس (إتش١أن١) أعرب عن مشاطرتي للعائلة بصفتي أبا وطبيب أطفال”. واعلن متحدث باسم السلطات الصحية الاميركية ان الطفل الذي توفي في تكساس من جراء انفلونزا الخنازير كان في المكسيك.إلى ذلك اعلنت السلطات الصحية الاميركية عن تسجيل ٦٥ حالة اصابة مؤكدة بفيروس “اتش١أن١” وكانت معظم الاصابات في الولايات المتحدة خفيفة نسبياً حيث لم يتم نقل سوى مجموعة صغيرة من المصابين الى المستشفيات.واعلن مسؤولون حالة الطوارئ الصحية العامة في عطلة نهاية الاسبوع مما دفع بهم الى فتح مخازن الدواء والامدادات الطـــــــبية إلى الولايات. وطلب اوباما من الكونغرس تخصيص مبلغ ١,٥ مليــــار دولار كتمويل طارئ وقال إن “هذا التمويل ســـيضمن وجود امدادات كافية من اللقاحــات والتجهيزات اللازمة لمعالجة احتمال انتشار هذا الوبـــاء وسيضــمن وصول هذه اللقاحات والتجهيزات إلى من يحتاجونها في أنحاء البلاد”.أسئلة وأجوبة عن انفلونزا الخنازيرما هي انفلونزا الخنازير؟انفلونزا الخنازير مرض تنفسي يصيب الخنازير. وعندما تصاب مجموعة من الخنازير بالسلالة “أ” من هذا المرض تنتشر بينها اعراض مرض شديدة، لكن الاصابات نادرا ما تكون مميتة. عادة ما تنتشر العدوى في الخريف والشتاء، لكنها تستطيع الظهور في أي وقت من السنة. هناك عدة انواع من انفلونزا الخنازير، وكما الشأن بالنسبة لانفلونزا البشر، تتغير خريطتها الجينية باستمرار.هل يمكن ان يصاب البشربانفلونزا الخنازير؟انفلونزا الخنازير لا تصيب البشر عادة، لكن تحدث حالات متفرقة، خاصة عند اشخاص يتعاملون مع الخنازير عن قرب. كما ان هناك حالات موثقة انتقلت فيها العدوى من انسان لآخر. ويعتقد انها تنتقل مثل الانفلونزا العادية، عن طريق السعال والعطس.هل يتعلق الامر اليوم بنوعجديد من انفلونزا الخنازير؟تؤكد منظمة الصحة العالمية ان بعض الحالات على الاقل هي اصابات بنسخة لم تعرف من قبل من سلالة “اتش١أن١” لفيروس انفلونزا الخنازير من النوع “أ”. والسلالة “اتش١أن١” هي التي تتسبب عادة في عدوى الانفلونزا موسميا عند الانسان، لكن هذه النسخة الجديدة مختلفة، فهي تحوي جينات مشتركة بين فيروسات انفلونزا الانسان والطيور والخنازير. تستطيع فيروسات الانفلونزا المختلفة تبادل الجينات فيما بينها، ويبدو من المحتمل ان هذه النسخة الجديدة من الفيروس نتجت عن اصابة كائن واحد بعدة انواع من الفيروس، تصيب عادة كائنات مختلفة.هل يمكن احتواء هذا الفيروس؟يبدو ان الفيروس بدأ في الانتشار حول العالم، ويرى معظم الخبراء ان احتواءه سيكون من الصعوبة بمكان في زمن يتنقل فيه آلاف الاشخاص يوميا حول العالم.ماذا عن الادوية واللقاحات؟تقول السلطات الاميركية ان دواءين يستخدما في علاج الانفلونزا، وهما تاميفلو وريلينزا، اظهرا نجاعتهما في الحالات التي سجلت لحد الآن. وتقلل تلك العقاقير ايضا احتمال انتقال العدوى من شخص لآخر. لكن لقاح مؤكد لهذا الفيروس غير متوفر حتى الآن
Leave a Reply