ديربورن – خاص ”صدى الوطن”
رفعت مجموعة من الطلبة العرب الأميركيين في جامعة ميشيغن – ديربورن شكاوى من تعرضهم لتفرقة عنصرية في أعقاب شعورهم بالاستبعاد من قبل إدارة الجامعة في اقتراع جرى مؤخراً لانتخاب حكومة طلابية. ويعتقد الطلبة أن مسؤولين في الجامعة ناهضوا نمو حركة وتأثير اتحاد الطلبة العرب داخل الحرم الجامعي، وأن الإداريين حاولوا كبح نشاطات المجموعة ومشاركتها السياسية، وذلك من خلال إحداث خروقات تقنية في اللوائح المطبقة في هذا الشأن، ومن خلال الترهيب المبرمج.
إلى ذلك أكد المتحدث باسم الجامعة تيري غلاكر أن الجامعة فخورة بتنوع نشاطات مجموعاتها الطلابية، معتبراً إياها إشارة للحيوية التي يتمتع بها الحرم الجامعي، ونافياً أية جهود لدى الإداريين لحجب نشاطات سياسية يقوم بها طلبة عرب أميركيون، وقال ”لا أعتقد أن هناك أية حملة في هذا الصدد، فنحن مسرورن أن لدينا جسما طلابيا نشط”.
وكانت قائمة من الشكاوى انتشرت خارج حدود الجامعة ووصلت مفاعيلها إلى أوساط الجالية في المدينة، ووصلت تلك المفاعيل إلى ذروتها الشهر الماضي في خضم انتخاب حكومة طلابية، حيث تم رفع تلك الشكاوى الى اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي) – فرع ميشيغن.
وقال غلاكر ”أعتقد أن هناك سجلاً حافلاً من العلاقات مع الجالية العربية”، نافياً حدوث أية توترات تتعلق بانتخابات طلابية جرت في ٢٢/ ٢٣ نيسان (أبريل) الماضي، حيث تم تمرير لوائح جديدة من قبل الجسم الطلابي، تطالب المترشح لموقع في المجلس الطلابي بضرورة الحصول على مئة توقيع للسماح له بإدراج اسمه على لائحة الترشح. وقد تم حذف اسماء ١٨ طالباً عربياً أميركياً من القائمة بسبب عدم صلاحية بعض التواقيع. فالطالب حسين بري مثلاً قدم ١١٠ توقيعاً، أحد عشر توقيعاً منها غير صالح، ما أدى الى استبعاده بسبب توقيع واحد. بري قال إنه استأنف القرار معتمداً على التدقيق في هوية واحد على الأقل من أصحاب التواقيع المرفوضة، حيث وعده الإداريون بتصحيح الموقف لكنهم في الحقيقة أهملوا شكواه ولم يوضع اسمه على قائمة المترشحين.
بري وطالب آخر هو رشيد بيضون وهذا الأخير تم انتخابه عضواً في مجلس الطلبة قالا إن عدداً من الطلبة تم رفض وضعهم على قائمة الترشح بسبب التواقيع، اعتبرا أن الرفض جاء متعمداً، والطالبان ينتميان إلى ما يسمى بـ الحزب السياسي الطلابي والناشطين في الجامعة (يو أس أي) وهذا التنظيم يتكون في معظمه من طلاب عرب أميركيين إضافة إلى مجموعة أصغر من الطلبة الأفارقة الأميركيين.
من ناحيته قال غاليكر إنه يجري مراجعة كاملة لعملية الانتخاب وإن كافة الشكاوى تم حلها وأضاف ”ربما هم ليسوا سعداء، لكننا راجعنا هذه الشكاوى” مؤكداً ليس هناك ”شكاوى تخص العملية الانتخابية ذاتها، فنحن واثقون أننا كنا نزيهين جداً في ذلك”.
يذكر أن ثمانية من المنتمين لـ”يو أس أي” وضعوا على قائمة الترشح بالإضافة إلى مرشحيهم لمنصبي الرئيس ونائبه وقد نجحوا في الانتخابات ونالوا نسبة كبيرة من الأصوات، فيما حصل ١٦ من المنتمين لتنظيمات مناهضة وهي ”ميز” و”بلو بارتي” فازوا ببقية المقاعد. وقد أضيف الى هذا العدد ستة مقاعد أخرى من التنظيمين أعلاه لمعالجة ما وصفه الإداريون بعطل تقني في جهاز عد الأصوات.
فبينما ضمت لائحة ”ميز” و”بلو بارتي” بعض أسماء العرب الأميركيين، فإن هذا الحزب بحسب صحيفة ”ميشيغن جورنال” التي تصدرها الجامعة هو أقل ميلاً من ”يو أس أي” لناحية تحدي الجامعة في أمور متعلقة بالرسوم الدراسية والتغطية الصحية والتكاليف وأمور أخرى تهم الطلاب. وفي هذا الصدد قال بري ”لا يودون أحداً أن يتحدى نظامهم، إنهم يعرفون أن الأشخاص في قائمتنا سوف يتحدون نظامهم”.
اضاف بري، ووافقه الرأي بيضون، ”إنهما شعرا في معظم الأحيان، ان النظرة السائدة للجامعة تجاه نشاط الطلبة العرب الأميركيين هي نظرة دونية، وهذا ما جعل ”يو أس أي” يبيت النوايا للتحدي في أمور تتعلق بالرسوم الدراسية والبرامج الصعبة وخدمات وظيفية ومسائل أخرى جميعها حركت استعداء الإداريين في الجامعة”. وقال بيضون ”الإدارة لا تريد لنا الدخول” وأضاف ”إننا لم نحصل حتى على انتخابات نزيهة”.
من جانبه نفى غاليكر أي استعداء من جانب الجامعة لأي نشاط طلابي مؤكداً أن العملية الانتخابية هدفها تعليم الطلاب هذه التجربة وقال ”نعتقد أن الحكومة الطلابية هي تجربة تعليمية”.
ويعتقد الطلاب أن شكاواهم وضعت جانباً وقال بري ”لقد قاموا برمي شكاوانا”، مؤكداً أنه خلال العملية الانتخابية أشعره الإداريون بتفرقة عنصرية لم يشعرها في حياته، وأضاف ”كنت أذهب لجامعة سنترال ميشيغن ولم تصادفني مشاكل هناك أبداً”.
على صعيد آخر فإن اتحاد الطلبة العرب الأميركيين ممنوع عليه ممارسة النشاطات في مركز الجامعة والسبب الرسمي هو إحضار الساندويشات إلى إحدى المناسبات التي عقدت مؤخراً هناك.
Leave a Reply