حركة ديبلوماسية نشطة فـي المنطقة.. ومجلس الأمن يدعو الى إنشاء دولة فلسطينية
أوباما يستضيف نتنياهو ومبارك وعباس لتحريك عجلة السلام
عواصم – نشطت منطقة الشرق الأوسط بالحركة الديبلوماسية على كافة الاتجاهات قبيل توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى واشنطن في ١٨ أيار (مايو) والتي سيزورها الرئيس المصري حسني مبارك في ٢٦ أيار ثم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ٢٨ أيار.
ففي دمشق التقى الرئيس السوري بشار الأسد مع الرئيس الفلسطيني عباس والملك الأردني عبدالله الثاني (تفاصيل ص ١٤)، الذي بدوره التقى بنتنياهو في الأردن. تركيا دخلت على الخط أيضاً بتوجه مع تأكيد الرئيس التركي عبدالله غول الذي يزور دمشق مع صدور هذا العدد ان سوريا هي المفتاح الرئيسي لمجمل قضايا المنطقة، معتبرا انه لا يمكن لاحد ان يتجاهل دورها.
أما تل أبيب فقد أعلنت عن معارضتها الشديدة للانسحاب من الجولان “لأهميتها الاستراتيجية في حال وقوع حرب مع سوريا” حسب تعبير نتنياهو، وهو ما يعتبر إقفالاً لباب التفاوض مع سوريا في المرحلة الراهنة على الأقل.
أما نيويورك فقد كانت شاهدة الأسبوع الماضي على تطور بارز، دعا مجلس الأمن الدولي الاثنين إلى “جهود عاجلة” لانشاء دولة فلسطينية منفصلة وتحقيق تسوية سلام شاملة في الشرق الأوسط. وشدد المجلس في بيان تبنته الدول الـ ١٥ الأعضاء على الحاجة لعمل “ديبلوماسي نشط” للتوصل إلى تسوية شاملة وحل الدولتين.
وحث المجلس اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (المؤلفة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي) لمواصلة جهودهم للدعوة لتسوية شاملة في الشرق الأوسط.
دور سوري
وقال غول في مقابلة مع وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) في انقرة نشرتها الخميس الماضي “على الولايات المتحدة والدول العربية ادراك اهمية موقف سوريا ودورها في المنطقة والتعامل مع هذه الحقائق”.
واشار الى “اقتناع الكثيرين فى الغرب بان سوريا هي المفتاح الرئيسي لمجمل قضايا المنطقة ولا يمكن لاحد ان يتجاهل دورها المهم فيها”، داعيا الى “التجاوب مع نهج سوريا تجاه مشكلات المنطقة وتعزيز الحوار معها”.
وتأتي زيارة غول الى دمشق في وقت لا تزال فيه المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا والتي جرت بوساطة تركيا متوقفة منذ كانون الاول (ديسمبر) الفائت، مع بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة.
وردا على سؤال حول رؤية تركيا لمستقبل عملية السلام في المنطقة، قال غول ان “العدوان الاسرائيلي اللاانساني على غزة نسف كل ما حققناه من خلال الوساطة التركية في محادثات سلام غير مباشرة بين سورية واسرائيل”. واضاف “الان يوجد في اسرائيل حكومة جديدة، والجميع ينتظر منها ان تعلن مواقفها الصريحة في ما يخص السلام”.
زيارات الى واشنطن
وبالعودة الى الزيارات المرتقبة الى واشنطن، فقد قال البيت الأبيض الثلاثاء الماضي إن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيدعو القيادات الفلسطينية والإسرائيلية والمصرية كي تتخذ الخطوات اللازمة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وقال روبرت غيبس المتحدث باسم أوباما “سيناقش الرئيس مع كل منهم الوسائل التي يمكن للولايات المتحدة من خلالها تعزيز وتعميق شراكتنا وكذا الخطوات التي يتعين على كل الأطراف اتخاذها للمساعدة في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وبين إسرائيل والدول العربية”.
وتعهد أوباما بجعل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضمن أهم أولويات السياسة الخارجية بالنسبة لإدارته وأرسل السناتور السابق جورج ميتشل لمنطقة ليكون مبعوثه الخاص إليها.
كما كثفت إدارة أوباما الضغط على حكومة إسرائيل الجديدة كي تقبل بقيام دولة فلسطينية ووقف التوسع الاستيطاني في المنطق المحتلة. ومنذ مجيئه للسلطة في آذار (مارس) أحجم نتنياهو عن الاعتراف بالسعي من أجل هدف قيام دولة فلسطينية.
واعلن مساعد كبير لرئيس الحكومة الاسرائيلية الثلاثاء الماضي لوكالة “فرانس برس” ان نتنياهو سيبلغ الرئيس الاميركي اوباما خلال لقائهما الاسبوع المقبل ان اسرائيل تريد مواصلة اعمال البناء في المستوطنات القائمة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال زلمان شوفال المقرب من نتنياهو والسفير الاسرائيلي السابق الى واشنطن ان “نتنياهو سيشدد على حق اسرائيل بالبناء ضمن مجمعات استيطانية قائمة من اجل الحفاظ على نموها الطبيعي”.
خطة سلام أميركية؟
وفي سياق موازٍ، امتنع مسؤولون أميركيون حتى الآن عن التعليق على المقابلة الصحفية التي أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله والتي قال فيها إن أوباما يعمل على صياغة خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط. وزار الملك عبد الله البيت الأبيض في الآونة الأخيرة.
وكانت صحيفة “تايمز اوف لندن” قد نقلت الأسبوع الماضي عن الملك عبد الله عاهل الاردن قوله ان الولايات المتحدة تروج لخطة سلام بالشرق الاوسط تتضمن “حلا يضم ٥٧ دولة” يعترف فيها العالم الاسلامي كله باسرائيل. واضاف الملك عبد الله “نعرض ان يلتقي ثلث العالم معهم بأذرع مفتوحة”. وتابع “المستقبل ليس نهر الاردن او مرتفعات الجولان او سيناء. المستقبل هو المغرب في المحيط الاطلسي واندونيسيا في المحيط الهادي. هذه هي الجائزة”.
ولكنه قال “اذا اخرنا مفاوضاتنا للسلام فسيكون هناك صراع اخر بين العرب او المسلمين واسرائيل خلال ما بين الاثني عشر والثمانية عشر شهرا المقبلة”.
وقالت الصحيفة ان الملك عبد الله وضع الخطة مع الرئيس باراك اوباما في واشنطن في نيسان (أبريل). ومن المرجح صياغة التفصيلات خلال سلسلة من التحركات الدبلوماسية هذا الشهر ومن بينها اجتماع اوباما مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الاسبوع المقبل.
ممانعة عباس
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اكد ان الرئيس عباس يرفض لقاء نتنياهو ما دام يرفض حل الدولتين ويواصل الاستيطان.
وقال عريقات “ان الرئيس الفلسطيني يرفض لقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية ما دامت حكومته ترفض حل الدولتين وتواصل الاستيطان في الاراضي الفلسطينية”.
واضاف عريقات “ان الامتحان الاول والصعب على ادارة الرئيس باراك اوباما هو ان تتعامل مع حكومة اسرائيل بنفس المعايير التي تعاملت بها مع السلطة الفلسطينية عندما شكلت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية”.
Leave a Reply