لقد دعيت يوم الجمعة الماضي في الثامن من أيار (مايو) من قبل رابطة القلم العربية الأميركية بمناسبة الاحتفاء بعيد الأم، ولا أخفي رأيي في مطالعتي لبعض السلبيات التي كانت وخاصة في حرفية إدارة الحفل وبعض الأمور الأخرى، التي أعتبرها في الوقت ذاته عرضاً قد يحدث هنا أو هناك شأنه في ذلك شأن الخطأ المرجو منه الصواب على ذمة الأمانة في بذل المستطاع لإدراك النجاح.
فإذا كنا نرى بشكل أو بآخر في إحياء نشاط الرابطة الذي لم يرضِ البعض لكونه بدأ خجولاً، لم يفِ بالغرض والرسالة المنوطة بها، فلا يجب أن نقتفي الآثار السلبية في الأداء، ونظل نقرع طبول الحرب حتى في أوقات السلام. لماذا لا نشد من أزرهم ونربت على أيديهم، لنسد الثغرات ونقدم العون فيضيق الخلل، إذا كنا نرى في ذلك إصلاحاً، ألم نكن في مسيس الحاجة إلى إحياء منبر كهذا ليعيد سيرته الأولى؟
لقد سئمنا استنشاق رائحة الشواء الذي يستشري في أنوفنا فضلاً عن تنفس روح الثقافة التي عزت علينا، إن إعلاء الكلمة التي تعمل على تهذيب النفس، وتنمية الفكر وإثراء الروح، مهم لنا لتقليص الفارق فيسود الإصلاح، الأفضل لنا ألا نظل هكذا، كل في واديه يغني على ليلاه، فيهبط المضمون في غفلة منا دون طائل، وبغطرسة فريق على آخر وبشكل مجاني، بل ومدفوع الأجر بضريبة الانشقاق، وأمام أعين وتشفي الغرباء، في الوقت الذي نحتاج فيه أن نصدر الوجه المشرق لجاليتنا الكريمة في المهجر، بالشكل الذي يليق أم نظل هكذا معصوبي الأعين لا نستر عوراتتنا إن كنا نراها ونظل صامتين.
لطالما كانت المقارنة ظالمة عندما نربط بين عمقالة الفكر والأدب من المبدعين من الرعيل الأول الذين وضعوا حجر الأساس وعملوا على إنشاء الرابطة “جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة” وبين هؤلاء الناشطين المجتهدين الذين أرادوا بنية صادقة أن يقدموا شيئاً إيجابياً للناس بدلاً من الانغماس في تفاهات الأمور والسلوك الشائن، عوضاً عن نشر الوعي وتثقيف الناس، وتلقينهم الفضائل والقيم فتسود المحبة.
يا إخواني، أكرر: أن نضيء شمعة خير لنا من أن نظل نلعن الظلام.
Leave a Reply