تراقب إسرائيل عن كثب ما يجري في إيران من اضطرابات، على أثر فوز عدوها اللدود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية، على خصمه مير حسين موسوي. وكانت تتمنى أن يفوز فيها هذا الأخير برغم إعلانه النية على مواصلة برنامج إيران النووي وعدم الاعتراف بأحقية الكيان الصهيوني في الوجود. وسائل الإعلام الإسرائيلية: الصحف والإذاعة والتلفزيون واكبت الأحداث في طهران على مدى الأيام الماضية بكثير من الاهتمام، وجل اهتمامها إبراز سلبيات النظام الإيراني والرئيس نجاد على وجه الخصوص، واصفة إياه بالدكتاتور، و”الباسيج” بالحرس الحديدي، وبأن الإسلام والديمقراطية خطان متوازيان لا يلتقيان، ضاربة أمثلة على التجارب الانتخابية غير المحققة للجدوى في كل من فلسطين ولبنان والعراق وأخيراً إيران كل ذلك بموازاة تضخيم أحداث منفردة حصلت في العاصمة الإيرانية ومنها مقتل الفتاة ”ندا” على يد حراس الثورة، أثناء مشاركتها في تظاهرة احتجاجية مؤيدة لموسوي من جانبها أعربت الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو عن الغبطة بما يجري في الجمهورية الإسلامية، ولم تخف تمنيها سقوط النظام الحالي، لما يمثله من خطر على الكيان الصهيوني، وهي تنتظر يوماً يتحرك فيه الجيش الإيراني لوقف الفوضى ووضع أساسات جديدة لنظام علماني حديث، أشبه بذلك المعمول به في تركيا، فذلك من شأنه في نظر الإسرائيليين تحجيم الدور الإيراني المتنامي في منطقة الشرق الأوسط، لناحية امتلاك سلاح نووي والتدخل في عملية سلام مفترضة بين العرب وإسرائيل. من هذا المنطلق تسعى حكومة تل أبيب لإقناع الإدارة الأميركية للتدخل بشكل سافر في الأحداث الإيرانية بالوقوف إلى جانب المعارضين للنظام ودعمهم، وذلك بفرض حصار اقتصادي وسياسي على إيران، لردع نظامها عما تعتبره دوائر غربية انتهاكاً لحقوق الإنسان، وذلك سيكون من الوجهة الإسرائيلية مقدمة لضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية، تكون مشفوعة بدواعٍ إنسانية تظللها قرارات تصدر لاحقاً من الأمم المتحدة ومجلس الأمن. لكن السيناريو الأكثر جدية هو ضربة جوية إسرائيلية لتلك المنشآت في ظل نأي الرئيس الأميركي باراك أوباما عن الزج ببلاده في مغامرة عسكرية غير محسوبة مع بلاد قوية كإيران وأزمة اقتصادية خانقة في الولايات المتحدة عين إسرائيلية مفتوحة على إيران في الظروف الصعبة التي تمر بها، وكذلك عيون عربية، لكن هذه الأخيرة متوجسة ومرتبكة، التزمت الحياد حتى في التغطيات الإعلامية، فالأنظمة العربية ليس بوسعها حتى التعليق على ما يجري، ومجرد المقارنة بينها وبين النظام الإيراني لن يكون في صالح تلك الأنظمة، على الأقل تجري انتخابات على منصب الرئيس، في حين أن رؤساء الدول العربية مستمرون في الجلوس على كراسيهم منذ القرن الماضي، وحين يموتون يتسلم أبناؤهم ”الورثة يكفي الإيرانيين شرفاً ثورة دشنوها قبل ٣٠ عاماً أنهت حقبة سوداء لنظام الشاه، وقيادة جعلت من إيران قوة إقليمية تحسب لها إسرائيل وأميركا وأوروبا حساباً حتى لو اختلفوا في النهج الديمقراطي وسالت دماؤهم، يظل الإيرانيون شعب حي، فيما العرب ينتظرون من ينتشلهم مما هم فيه، لعل انتفاضة الإيرانيين تعلمهم درساً، رفضوا تعلمه من الانتفاضة الفلسطينية
Leave a Reply