القاهرة – على وقع الاتهامات المتبادلة بتنفيذ اعتقالات في الضفة الغربية وقطاع غزة، بدت أجواء اللقاء بين وفدي حركتي ”فتح ” و ”حماس ” في القاهرة، مطلع الأسبوع الماضي، أكثر ضبابية وعرضة للفشل، فيما اصر الوسيط المصري على تجاهل المأزق الذي تواجهه جولة الحوار السادسة، عبر تأكيده مجدداً أن السابع من تموز (يوليو) هو الموعد النهائي لتوقيع اتفاق المصالحة.
وفيما بدا الحوار الفلسطيني في غرفة العناية الفائقة المصرية، اصدرت إسرائيل ترخيصاً لبناء ٥٠ وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، في إطار خطة أوسع تستهدف نقل ٢٠٠ مستوطن من البؤرة العشوائية ”ميغرون ” إلى مستوطنة ”آدم ” شمالي القدس المحتلة، وتأتي بناء لاتفاق تسوية بين حكومة بنيامين نتنياهو وقادة المستوطنين قبل أشهر يقضي بإقامة ١٤٥٠ وحدة سكنية جديدة في مقابل تفكيك بعض المستوطنات العشوائية وشهد اليوم الثاني من الجولة السادسة للحوار الوطني الفلسطيني لقاءً بين وفدي ”فتح ” و ”حماس ” ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.
وكان المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أعلن أنّ ”اللقاء الأول الذي عُقد بين الطرفين انتهى من دون التوصل إلى نتائج بسبب رفض ”فتح ” أي التزام لإنهاء ملف الاعتقال السياسي، ورفض تحديد جدولٍ زمنيٍّ لذلك ”، مشيراً إلى أنّ ”حماس ” ترفض ”أي انتقالٍ لبحث الملفات الأخرى العالقة قبل الانتهاء من ملف المعتقلين السياسيين ”. في المقابل، وصف رئيس كتلة ”فتح ” في المجلس التشريعي، وعضو وفدها إلى القاهرة، عزام الأحمد أجواء الحوار بـ ”الإيجابية للغاية ”.
يأتي ذلك، في وقت أبلغت ثمانية فصائل فلسطينية الوسيط المصري بأن نتائج الحوار الجاري بين ”فتح ” و ”حماس ” غير ملزمة لها. وقد جاء ذلك إثر زيارة وفد هذه الفصائل، وهي الجبهة الشعبية والجبهة الديموقراطية وجبهة النضال وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية وحزب الشعب والاتحاد الديموقراطي وجبهة التحرير العربية، إلى السفارة المصرية في رام الله، حيث تم توجيه مذكرة بهذا المعنى إلى القيادة المصرية.
في غضون ذلك، تبادلت حركتا ”فتح ” و ”حماس ” الاتهامات بشن حملات اعتقال. وقالت حركة ”فتح ”، في بيان، انّ الأجهزة الأمنية التابعة لـ ”حماس ” شنت ”حملة اختطافات واسعة ” ضد عناصرها في شمالي غزة، فيما أعلنت ”حماس ” أنّ أجهزة السلطة اعتقلت سبعة من عناصرها في الضفة.
ردود أفعال فلسطينية
من ناحيته، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أسفه لعدم تمكن ”فتح و ”حماس ” من التوصل لاتفاق مصالحة في الجولة السادسة، فيما حمل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية حركة فتح مسؤولية هذا الفشل. وجاء في بيان صحفي للرئاسة الفلسطينية برام الله الأربعاء أن الرئيس الفلسطيني عبر عن أسفه لعدم التمكن من إنجاز اتفاق ينهي الانقسام ويعيد الوحدة في الجولة السادسة من الحوار، وأعاد البيان التأكيد على جميع القوى والفصائل ”بالالتزام بالأهداف الوطنية العليا ”.
من ناحيته قال هنية في تصريحات صحفية بغزة ”إن جولة الحوار الأخيرة التي انتهت الثلاثاء (الماضي) كانت صعبة ومشدودة لرفض حركة فتح التعاطي بشكل إيجابي مع ملف المعتقلين السياسيين أو وقف سياسة الاعتداءات على حركة حماس في الضفة الغربية ”.
واتهم هنية ”فتح ” بالتعنت في مواقفها وقال ”نعتقد أن الإخوة في مصر بذلوا جهودا طيبة من أجل التوصل إلى تفاهم، لكن هناك تعنتا ” من الطرف الآخر.
Leave a Reply