ديربورن – “صدى الوطن”
أقام “منتدى المواطن” الذي تنظمه مؤسسة الإمام المهدي (عج) للمرجعية (إمام) ندوة ثقافية حقوقية، بعنوان: “ماذا تعرف عن حقوقك؟”، مساء الثلاثاء الماضي في إحدى قاعات المؤسسة في مدينة ديربورن. وتضمنت الندوة التي أدارها الصحافي خليل هاشم مناقشة موضوعات حول التمييز والحقوق المدنية والتعبير عن الرأي وتكافؤ الفرص، حيث أجاب عن أسئلة الحضور المحامي والمتكلم الرئيسي المحامي دان كروبلن، الناشط في “هيئة الحريات المدنية في ميشيغن”.
وركز المحامي كروبلن في حديثه على ضرورة معرفة الأفراد، وخاصة في الجاليات العربية والإسلامية، لحقوقهم السياسية والمدنية، لأن ذلك من شأنه تسهيل أمورهم اليومية ونشاطاتهم الثقافية والدينية والخيرية.
وشدد كروبلن، أن الثقافة القانونية والحقوقية، أصبحت ضرورية لأؤلئك القادمين من ثقافات وخلفيات اجتماعية أخرى، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، التي فتحت الطريق أمام تشريعات واشتقاق قوانين.. كان من شأنها التضييق على الحريات العامة، والنشاطات المجتمعية.
وفي الندوة، أجاب المحامي كروبلن، عن الطريقة التي يجب أن يتصرف فيها الأشخاص مع أفراد الشرطة، بدون خرق القوانين المرعية وعدم التصرف بسلبية معهم ما أمكن، واللجوء إلى الطرق القانونية مؤكداً أن هذا البلد مؤسس على قيم الحرية والتعبير والتدين والعمل السياسي.
ونصح كروبلن في هذا السياق، بضرورة متابعة الأفراد لقضاياهم في حال شعورهم بالغبن والتمييز، وذلك عبر الذهاب إلى المحكمة ورفع الدعاوى.
وفي سؤال عن أحقية عناصر الشرطة في تفتيش أجهزة الحواسيب الشخصية في المطارات، أوضح كروبلن، إذا لم يكن هناك إذن قانوني من المحكمة فإن هذا العمل غير منطقي، وهو بمثابة اقتحام البيت وتفتيش الحاجيات الشخصية “هذا الأمر يستوجب إذناً من المحكمة، فيما أعتقد” قال كروبلن.
وفي سؤال آخر، يتعلق بنشاط المؤسسات الخيرية، قال كروبلن: “إن حوالي ٩ مؤسسات إسلامية أغلقت بحجة دعمها للإرهاب، ومؤسسة الأرض المقدسة (هولي لاند فاونديشن) كانت واحدة من تلك المؤسسات التي أغلقت بحجة دعمها لـحركة “حماس” الفلسطينية.
“إننا نعتقد.. أن بعض المفاهيم الدينية والثقافية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، و”الزكاة” مثلاً واحدة من تلك المفاهيم التي يجب أن يعيها المسؤولون في الولايات المتحدة، فإذا جاءك أحد أفراد الـ “أف بي آي” وسألوك عن بعض نشاطاتك المالية، فعليك أن تعلم أن ال”الزكاة” هي مفهوم ديني، ونشاطاتك في هذا المجال تتعلق بالحرية الدينية” أضاف كروبلن.
وفي تعليق من أحد الحاضرين تلخص بالتعبير عن الشعور السائد عند جمهور الجالية العربية والإسلامية بأنه يتم التضييق عليهم وقمع حرياتهم في مناسبات كثيرة في بلد يعتبر رائداً في مجال الحريات المدنية، وأضاف السائل “إن الأمر لا يختلف كثيراً عن البلدان التي جئنا منها حيث الحريات في أدنى مستوياتها”. أجاب كروبلن: “ربما يكون ذلك صحيحاً في بعض الأحيان، لكن الفرق الحاسم بين الحالتين.. هو أنه بإمكانك الذهاب إلى المحكمة والمطالبة بحقوقك، وهنا تكم بالضبط أهمية الوعي القانوني والحقوقي”.
يذكر أنه تم توزيع كتيّب على هامش الندوة، بعنوان “اعرف حقوقك” وتضمن الكتيب عدداً من الأسئلة القانونية والإجابة عنها، إضافة إلى عناوين عدد من المؤسسات والجمعيات التي تهتم بأمور التثقيف القانوني والدفاع عن الحريات المدنية.
Leave a Reply