أعد أرين بيكر تقريراً نشرته مجلة تايم تحت عنوان “لماذا حرب أوباما الأفغانية مختلفة؟”، أشار فيه الى أنه حتى الآن أبلى الرئيس أوباما بلاءً حسناً في الحرب المندلعة في أفغانستان. فعلى مدى الأيام القليلة الماضية، قاتل نحو ٤ آلاف من القوات الأميركية جنباً الى جنب ٦٥٠ من القوات الأفغانية ليشقوا طريقهم وصولاً الى المناطق الجنوبية حتى وادي نهر هلمند، آملين في الاجهاز التام على المتمردين بتلك البقعة الأفغانية.
وعدا منطقة محدودة شهدت مقاومة شرسة، اقتصر القتال بشكل عام على بعض المناوشات المحدودة التي لقي خلالها بضع مقاتلي طالبان مصرعهم، وذلك لأن معظم المسلحين قد فروا بعيداً، كما يفعلون دائماً عندما يواجهون قوة ساحقة. ولكن الأكثر أهمية من ذلك، وخاصة بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، هو أنه لم يصب أي من المدنيين، اذ أن هدف العملية يكمن في الحفاظ على السكان المحليين من طالبان. ورغم ذلك فقد وجد أنه من المبكر أن تتكهن الولايات المتحدة أن يكون النصر حليفها، فمهمة هلمند قد حظيت فقط برضا الجنرال ستانلي مكريستال، القائد الجديد للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. فقال مكريستال: “ان العملية لا تستهدف قوة العدو، انما تستهدف حماية السكان من العدو. ان ما نحاول فعله هو تغيير الديناميكيات في المنطقة التي نعمل بها”.
ولتحقيق هذا الهدف فان مشاة البحرية يهبطون من عرباتهم المدرعة للجلوس مع القرويين وزعماء العشائر لتقويم احتياجاتهم. ويشير المراسل الى أن العملية الأخيرة هي أول اختبار للاستراتيجية الجديدة التي وضعتها الادارة الأميركية للحرب في أفغانستان. تلك الحرب التي لم تعد بالاهتمام الثاني بعد حرب العراق، حيث ستشهد الساحة الأفغانية زيادة عدد القوات الأميركية العاملة هناك الى ١٧ ألف جندي بحلول هذا الخريف. وتحت قيادة مكريستال سوف تشن تلك القوات حرباً من نوع مختلف. فالآن أصبحت مهمة مشاة البحرية الأميركية هي توفير أمن دائم للمواطنين. ولكن البعض يقول ان الأمر أشبه بلعبة القط والفأر، فطالما يتواجد القط يختفي الفار، واذا ذهب القط ظهر الفأر. ولكن الجنرال لاري نيكولسون، قائد مشاة البحرية قال في بيان ان ما يختلف في استراتيجية الادارة الأميركية الجديدة عن غيرها من الاستراتيجيات السابقة هو الحجم الهائل للقوات المشاركة، والسرعة التي سيتم نشرها بها، وحقيقة أنها أينما ذهبت سوف تمكث، وأينما مكثت سوف تعمل على بناء ونقل المسؤولية الأمنية الى القوات الأفغانية.
وفي النهاية يشير المراسل الى أن مكريستال أخذ على عاتقه حماية المدنيين الأفغان. حتى وصل الأمر الى حده من استخدام الغارات الجوية للحد من الاصابات المدنية. كما أصدر توجيهات الى القوات البرية بضرورة وقف اطلاق النار اذا كان هناك أي احتمال لتواجد مدنيين في المنطقة المستهدفة. فقد ربط مكريستال معيار نجاحه، بمدى قدرته على حماية المدنيين الأفغان، الأمر الذي أثار رد فعل ايجابي بين الشعب الأفغاني. ومما لا شك فيه أن نهج مكريستال الجديد سيزيد من صعوبة القتال على المدى القصير، ولكن الأمر أثبت نجاحه خلال العمليات الأخيرة.
Leave a Reply