كتب ليونيد راغوزين و بروكوباييف مقالاً نشرته مجلة نيوزويك تحت عنوان “ماذا ستنجز زيارة أوباما الى موسكو؟”، خصصاه للحديث عن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الى روسيا، والتي أثارت جدلاً قبل بدايتها بسبب وصف الرئيس أوباما لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بأنه يقف بين الأسلوب القديم والجديد، وهو ما رفضه بوتين مستخدماً لفظاً قديماً أثار المزيد من الجدل في محاولة ترجمته. ويرى الكاتبان أن الحيرة التي أصابت المحررين والصحفيين في ترجمة اللفظ الذي استخدمه بوتين كانت محور أحاديثهم، نظراً لأن طبيعة العلاقة بين الدولتين في حد ذاتها ينطبق عليها لفظ بوتين المحير، اذ أنهما ليستا أصدقاء أو أعداء، أو بالأحرى لا توجد علاقة بينهما من الأساس.
ولكن كيف وصل الأمر الى هذا الحد؟ ويجيب الكاتبان بأن جو بايدن، نائب الرئيس أوباما، عرض اعادة العلاقات مع روسيا خلال الشتاء، ثم اتضحت أجندة اعادة العلاقات في شهر مايو لتضم تعاوناً بين الدولتين بشأن أفغانستان وايران ومواجهة القرصنة في الصومال وانضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية. غير أن الأسابيع التي سبقت زيارة الرئيس أوباما شهدت العديد من العقبات، بينها انتخابات ايران، والتي أظهرت مدى الاختلاف بين الولايات المتحدة وروسيا فيما يتعلق بالديمقراطية والثورات الشعبية. اذ كان الرئيس مدفيديف هو أول قائد عالمي يستضيف الرئيس محمود أحمدي نجاد بعد اعادة انتخابه، ثم ما لبثت روسيا أن بذلت قصارى جهدها لتخفيف القرار الخاص بايران في اجتماع وزراء خارجية دول الثماني في ايطاليا الشهر الماضي. ويضيف الكاتبان أن دولة قرغيزستان أعلنت موافقتها فيما بعد على بقاء القاعدة العسكرية الأميركية على أراضيها، رغم تأكيدها السابق لروسيا اغلاق هذه القاعدة العسكرية مقابل القروض الروسية؛ وهو ما وضع روسيا في موقف حرج ودفع الرئيس مدفيديف الى محاولة انقاذ ماء الوجه بالادعاء أن الاتفاق بين أميركا وقرغيزستان تم مسبقاً.
في الوقت نفسه أعلنت قيادة القوات الأميركية في أفغانستان أنها ستوقف تدمير حقول الخشخاش، وهو ما سيؤدي بالتبعية الى زيادة مرور تجارة المخدرات عبر الأراضي الروسية.
ومع تساقط قضايا الاهتمام المشترك بين الدولتين، تحولت العلاقات الأميركية ــ الروسية الى قضية نزع السلاح النووي، والتي لن يفكر أي منهما في استخدامها ضد الآخر. ثم يختتم الكاتبان المقال بقولهما انه سيكون من الصعب على الكرملين قبول تخفيض القوة النووية بشكل مباشر، لأنها آخر ما تبقى من قوة روسيا. في الوقت نفسه فان توطيد أواصر الصلة بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي قد يأتي بآثار عكسية، لأن الشعور المعادي لأميركا هو أحد أعمدة الفكر الروسي، والذي دونه سيحتاج الروس الى البحث عن عدو جديد لالقاء اللوم عليه في الأزمة الاقتصادية.
Leave a Reply