ديربورن – خاص “صدى الوطن”
عقد في النادي اللبناني في مدينة ديربورن يوم الثلاثاء الماضي اجتماع ضم عدداً من اليهود الأميركيين الداعمين لإسرائيل، وآخرين من العرب الأميركيين المناصرين للقضية الفلسطينية، وكان الهدف إطلاق شرارة لحوار طويل المدى، يطرح فيه نشطاء من الجانبين وجهات نظرهم وأفكارهم تجاه مسألة إيجاد حل عادل ودائم للصراع في الشرق الأوسط مقبول من الجانبين.
وفي محاولة لصياغة بيان “إعلان مبادىء” أمضى المجتمعمون زهاء ساعتين في كتابة وتعديل فقرات ومفردات من شأنها أن تكون متضمنة في البيان.
وقد تصدر المناقشات كل من المدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي) – فرع ميشيغن عماد حمد عن الجانب العربي فيما مثلت الجانب اليهودي في الحوارات بريندا روزنبرغ من “باثويزتو بيس فانونديشن”، وقالا إنهما لا يتوقعان أن تسفر مناقشاتهما عن حل للصراع، لكن ذلك لم يمنع الجانبين من استماع الطرفين لوجهات نظر بعضهما، وهذا إنجاز بحد ذاته.
وقال حمد “لا ندعي أننا نمسك بمفاتيح سحرية لحل هذا الصراع.. فهذا النوع من الحوارات هو تحد بحد ذاته”. وأضاف “إن الهدف هو تطوير التعاون والتفاهم بين اليهود والعرب الأميركيين”. من جانبها قالت روزنبرغ “أعتقد أنه من الأهمية للناس معرفة أنه بإمكاننا طرح قضية مشتركة للنقاش” وأضافت “أنا مندهشة جدا للرغبة في الاجتماع سويا وإدارة حوار ساخن.. نحن بذلك رواد”.
بالنسبة لها فإن مجرد سماع طرف لقصة الطرف الآخر وتفهمه لواقعه هو خطوة عملاقة إلى الأمام “العدو هو أحد لم تستمع إلى قصته بعد”.
ويتضمن بيان “إعلان المبادىء” 13 نقطة تعبر عن حساسية الإسرائيليين والفلسطينيين تجاه سردهما التاريخي للقضية، وهو ما أثار الخوف والغبن والتحامل وسفك الدماء”.
وجاء في الإعلان فقرات تدعو إلى نبذ الكراهية، وعدم احترام الآخر واستخدام العنف، وأخرى دعت إلى دعم إقامة دولتين تعيشان بسلام جنباً إلى جنب وحل الصراع بإنهاء الاحتلال والتشجيع على استخدام الحوار بدلا من الرصاص.
وقد حوى البيان الذي لا يزال تحت الصياغة والنقاش، كلمات تشجب الاحتلال والإرهاب وتلك أدت إلى تسخين النقاشات يوم الثلاثاء، حينها دعت روزنبرغ المجتمعين إلى أخذ نفس عميق “هذه موضوعات عاطفية تلك التي نتحدث عنها”.
وكان المتحاورون بذلوا قصارى جهدهم للتوصل إلى حلول وسط بشأن نقاط اختلفوا حولها، وقال حمد “سوف نستمر في خلافنا بخصوص نقاط معينة” وقال “إن الهدف من التحادث هو التعرف على حقائق أولية يمكن للفلسطينيين والاسرائيليين الاتفاق عليها، والتأكيد على أن الطرفين موافقان على حل الدولتين، الذي من شأنه إنهاء الصراع والاحتلال. وأشار حمد إلى سعي نشطاء فلسطينيين إلى إقامة دولة علمانية ديمقراطية واحدة في فلسطين تضم اليهود والفلسطينيين، مؤكداً دعمه لأي حل يعطي للفلسطينيين حقوقهم المدنية ويقرر مصيرهم، وهنا -قال حمد- ولكن المجتمع الدولي يحبذ حل الدولتين”.
أضاف حمد “بغض النظر عن خلافاتنا وبعضها حاد عند نقاط معينة، إلا أننا متفقون على حد أدنى وهو فتح قنوات التواصل بيننا، ففي نهاية الامر فإن الحقائق الملموسة على الأرض ستخفي اي محاولة لتعمية الناس عن الحقيقة، لكن يكفينا شرف المحاولة.. فكلا الشعبين له تاريخ من العداء وانعدام الثقة، ومهما نجم عن محاولاتنا من جمع أو تفريق، تظل الحقيقة أننا مجتمعون تحت سقف واحد، نتحدث وجها لوجه ونعطي بذلك لمسة إنسانية وأفقاً إنسانياً عل ذلك يفضي إلى فجوة في جدار العداء.
وكان هاورد براون وهو واحد من نشطاء الجالية اليهودية أدلى عقب انتهاء الاجتماع بتصريح لـ “صدى الوطن” قال فيه “نحن لدينا أشياء مشتركة كثيرة، ونستطيع هنا أن نفعل ولو قليلا، وسأكون فخوراً حين أخبر ابنتي الصغيرة أننا أنجزنا هذا البيان الليلة”.
Leave a Reply