أعد أنتوني شديد تقريراً نشرته صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “قادة الأكراد يحذرون من توتر مع المالكي”، نقل فيه قول رئيس الوزراء الكردي بأن كردستان العراق شبه المستقلة اقتربت من الحرب مع الحكومة المركزية في بغداد بشكل غير مسبوق منذ الغزو الأميركي عام 2003، وذلك مع تزايد التوتر بينهما في الشمال.
ويوضح التقرير أن نجيرفان برزاني، رئيس وزراء كردستان العراق، ومسعود برزاني، رئيس كردستان العراق، تحدثا، في لقاءات منفصلة، عن الموقف المتجمد في محاولات انهاء التوتر القديم مع حكومة نوري المالكي. حيث قال نجيرفان برزاني انه لولا وجود القوات الأميركية في شمال العراق لنشب القتال في المناطق المتوترة. ويشير التقرير الى أن هناك عدة قضايا تثير التوتر في العراق، بالرغم من تراجع العنف وبدء انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية. اذ لا يزال هناك بعض الصراعات الطائفية النشطة التي تستغلها جماعات المتمردين التي لاتزال مصرة على اشعال نيران الفتنة بين السنة والشيعة. غير أن الصراع بين الأكراد والعرب أو بالأحرى بين حكومة الأكراد الاقليمية وحكومة العراق المركزية يمثل أهم الأخطار على استقرار العراق، وقد يستمر لعدة سنوات. ويورد التقرير حدوث مواجهة بين الأهالي الأكراد ورجال الميليشيات الكردية الموالية للحكومة الاقليمية وبين وحدة عربية من الجيش العراقي بالقرب من مدينة مخمور. اذ اعتقد الأكراد أن الوحدة العسكرية تحاول دخول المدينة، واستمرت المفاوضات بين قادة الأكراد والمسؤولين العراقيين في بغداد والجيش الأميركي يوماً كاملاً حتى غيرت وحدة الجيش العراقي مسارها واستعادت الميليشيات الكردية الموالية للحكومة الاقليمية السيطرة. ويوضح التقرير أن الصراع بين الحكومة والمنطقة الكردية محتدم لأنه يتزامن وصراعات أخرى ستعرض استقرار البلاد للخطر.
ومن بين هذه الصراعات قانون النفط لتوزيع عائد مبيعاته على الشعب العراقي، ولادارة مستودعات النفط العملاقة التي يقع بعضها في المناطق التي تدعي الحكومة الكردية سيطرتها عليها، ومحادثات ترسيم الحدود بين المناطق الكردية والعربية، ومحاولات تحديد مصير كركوك الغنية بالنفط والتي يتقاسمها العرب والأكراد والتركمان. ويضيف التقرير أن أحد أسباب التوتر بين الحكومتين الكردية والمركزية هو العداء الشخصي بين المالكي والرئيس مسعود برزاني.
Leave a Reply