واشنطن – رسم الرئيس الاميركي باراك اوباما الخطوط العريضة للعلاقة الجديدة بين بلاده والعراق الاربعاء الماضي قائلاً انه حان الوقت لتوسيع علاقات تشكلت في الحرب.
وقال اوباما الذي استقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في البيت الأبيض “الولايات المتحدة والعراق عرفا اوقاتاً صعبة معاً. الآن كلانا يتفق على ان الروابط التي تشكلت بين الاميركيين والعراقيين في الحرب يمكن ان تمهد الطريق لتقدم يمكن تحقيقه في السلام”.
وتشير تعليقات اوباما الى ان ادارته تريد أن تقلب صفحة الحرب في العراق مع تركيزها على الصراع في افغانستان. وقال ان الولايات المتحدة ماضية وفق الجدول الزمني المحدد لسحب جميع قواتها من العراق بحلول نهاية 2011. حيث ما زال 130 ألف جندي اميركي في العراق لتأمين البلاد وتدريب القوات العراقية. وقتل حوالي 4300 جندي اميركي وعشرات الآلاف من العراقيين وتشرد ملايين آخرون على مدى السنوات الست الماضية.
وأعلن المالكي الذي كان يقف الى جوار اوباما في حديقة الورود بالبيت الابيض خططاً لعقد مؤتمر للاستثمار الاجنبي في تشرين الاول (أكتوبر).
ويحتاج العراق الغني بالنفط الى اموال للمساعدة في اعادة بناء البلد بعد سنوات من العقوبات والاهمال والحرب. وقال المالكي ان كل هذا يأتي كرد فعل طبيعي للاستقرار وتوجه حكومة الوحدة الوطنية العراقية لتوفير متطلبات اعادة بناء واعادة اعمار “بلد دمرته الحروب والدكتاتورية”. وبينما يشعر المستثمرون بقلق بشان العنف في العراق يقول مسؤولون اميركيون انهم ربما اكثر قلقا بشان هل القوانين واللوائح في العراق تقدم لهم حماية قانونية كافية للعمل في البلد.
وقال اوباما “يمكن للاميركيين والعراقيين معاً ان يوسعوا التعاون الاقتصادي والتجارة بما يفتح ابواباً جديدة للفرص”.
ويأتي اجتماع المالكي مع اوباما في وقت حاسم.
وتريد واشنطن وبغداد التحرك نحو تطبيع الروابط والابتعاد عن علاقة هيمنت عليها المسائل الامنية.
وتهدف زيارة رئيس الوزراء العراقي الى الولايات المتحدة والتي تستغرق اسبوعا الي اظهار استقلال العراق عن واشنطن وتشجيع المستثمرين الاجانب على العودة وتجديد الضغط من اجل ان ترفع الامم المتحدة اجراءات عقابية لتعويضات الحرب.
وحث اوباما مجدداً المالكي على السير قدما في المصالحة الوطنية. وعبر مسؤولون اميركيون في السابق عن القلق من عزوف الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة عن مد يدها الى العرب السنة وتزايد التوترات مع الاكراد.
وقال اوباما للصحفيين “اجدد اعتقادي بان العراق سيكون اكثر امناً واكثر نجاحا اذا اتاح المجال لجميع المواطنين العراقيين للازدهار بما في ذلك جميع الجماعات العرقية والدينية في العراق”.
وفي وقت سابق الاربعاء زار المالكي نيويورك لحث الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن التابع للامم المتحدة – الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا – على رفع الاجراءات التي تلزم العراق بدفع مليارات الدولارات للكويت كتعويضات حرب عن غزوه الامارة الخليجية عام 1990.
Leave a Reply