بغداد – قال دبلوماسي غربي الأسبوع الماضي ان الامم المتحدة تحث اكراد العراق على عدم المضي قدما في اجراء استفتاء بشأن ان كانت منطقة كركوك النفطية يجب ان تكون جزءا من جيبهم الشمالي قائلة ان مثل هذا الاستفتاء سيشعل صراعا.
والمنطقة المتنازع عليها التي تقع على مسافة 250 كيلومترا شمالي بغداد وبها 13 في المئة من احتياطيات العراق النفطية ويقيم فيها مزيج من الاكراد والعرب والتركمان تقع في وسط صراع على السلطة بين الحكومة العراقية في بغداد واقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه مستقل في الشمال.
ويطالب الاكراد بكركوك باعتبارها عاصمتهم القديمة ويأملون في ان تتمكن حكومة كردستان الاقليمية من ضمها هي واراض اخرى متنازع عليها وهي فكرة رفضتها بغداد وسكان المدينة من العرب والتركمان. ويريد الاكراد اجراء استفتاء في كركوك يعتقدون انهم سيفوزون فيه.
ويضع دستور العراق خطة لتحديد من يسيطر على المنطقة من خلال اجراء استفتاء ومساعدة الاسر النازحة على العودة الى ديارها لكن العداء السياسي أخر ذلك.
وتعتقد الامم المتحدة ان مثل هذا الاستفتاء سيكون مستفزا بدرجة خطيرة وربما يؤدي الى تجدد القتال من جانب الفصائل المتناحرة في الوقت الذي يدنو فيه العراق من الاستقرار.
وقال الدبلوماسي الذي يشارك في المفاوضات والذي طلب عدم الكشف عن اسمه “الامم المتحدة تقول انها لن تدعم استفتاء عدائيا … يسأل .. هل تريد الانضمام الى حكومة كردستان الاقليمية أم لا؟”.
وقال “نعتقد جميعا ان هذا سيؤدي الى حرب والامم المتحدة … أبلغت الاكراد بذلك”.
وينظر الى النزاع المستعر بين الاكراد والعرب بشأن الارض والنفط على انه خطر كبير على العراق مثل العنف الطائفي الذي ينحسر الان وكاد يمزق العراق في عامي 2006 و2007.
وأصدرت الامم المتحدة التي فوضتها الحكومة العراقية للوساطة من اجل التوصل الى حل للخروج من الطريق المسدود تقريرا في ابريل نيسان استهدف ايجاد الحلول الممكنة للنزاع.
وتشمل هذه الحلول اتفاقية سياسية جديدة تخفف تنفيذ خطة الدستور بشأن كركوك بما في ذلك اجراء احصاء واستفتاء وحل آخر يجعل من كركوك محافظة عراقية مثل أي محافظة اخرى وهو حل يفضله العرب.
والحلول الاخرى تجعل كركوك محافظة لها روابط خاصة مع بغداد وكردستان أو تمنحها درجة من الحكم الذاتي وهو ما يفضله التركمان.
وكل الخيارات يمكن اقرارها في استفتاء.
وقال الدبلوماسي ان الامم المتحدة تفضل ان تصبح كركوك محافظة (قائمة بذاتها) لكن اختيارها لم يحظ بتأييد يذكر داخل العراق حتى الان.
وتحدث الدبلوماسي عن استياء الرئيس الكردي مسعود البرزاني الذي أكد ان الاكراد لن يتخلوا عن كركوك. وقال “البرزاني مازال يدلي بتصريحات مستفزة للغاية… لا أحد من العاملين معه يقول .. انظر هذا خطر”.
وأنحى ببعض مواقف الاكراد الى عدم اعتراف الزعماء العرب بالجرائم التي ارتكبها صدام حسين.
وطردت بغداد الاف الاكراد والتركمان من كركوك وبلدة مثل خانقين منذ السبعينات واستخدم صدام الغاز السام في قتل الاكراد بالآلاف في الثمانينات.
Leave a Reply