ما اكثر الثورات فيها،
ما اكثر الثروات فيها؟
ارض السواد، ابيض لونها،
الملح الابيض المتبلور يعكس الضوء ويلفه عليها، كانه كفن لهذه الارض المباركة المغدورة!
راح لونها البهي بغسيل قاصر، اجتمعت عليها كيمياء وفيزياء الحداثة المبيدة، تأكلت عناصر تربتها الدسمة، بلاد تملح وتشوى بنار النفط وغازاته الثقيلة والخفيفة، ارض منحت اهلها لونها وابيضت ملحا، فصارت البيارق كلها سوداء وان كتب عليها بالوان قوس القزح “حرية العراق”، نشف الماء منها، او نشفوه الامر سيان، تيبست غدوق النخيل فيها، وبارت مزارع العنبر فيها، ارض اغبرت تياراتها الهوائية، والناس تتنفس رملا، وسموما، واشعاعات مسرطنة، بلاد تتسرطن شيئا فشيئا!
خرئط الطريق نحو مدن الملح والتيه التي اكتشفها العبقري عبد الرحمن منيف تفعل فعلها في عراق اليوم!
احتلالات نفطية، احزاب غازية، انتخابات تمول من ريع النفط المهرب ومن حصص التموين ومن عمولات الوكالات الاجنبية!
240 صحيفة، 45 محطة تلفزيونية فضائية، 800 محطة اذاعية محلية، اكثر من 2000 منظمة اهلية مسجلة، دستور، ومجلس نواب، ومفوضيات للنزاهة والانتخابات ومحكمة دستورية، ومجلس وزراء واقليم مدستر برئيس وحكومة وجيش، كلها تعمل ولا تعمل، تعمل لامتصاص السوائل النقدية والريعية النفطية والغازية، ولا تعمل لان الذي تسرقه هو حصة الاعمار ومعالجة الدمار!
الحر قاتل، والماء شحيح، والكهرباء تتقطع، والشوارع مكتظة بالعربات المصفحة والمضللة والقديمة والحديثة والمهربة والمكهربة والكسيحة، الشوارع لا تطاق من عوادم الغازات المسمومة، حتى الطعام مسموم، بل حتى الدواء!
من يقرأ تلك الصحف؟ من يشاهد المحطات؟ من ينتمي لتلك الجمعيات الوهمية ؟
الناس تبحث عن الماء والكهرباء وعن سواتر للسموم والغبرة، الناس تبحث عن الهجرة، الناس تنفس عن نفسها بالزيارات المليونية هربا من همومها، تذهب للانتخابات وكانها طقوس كربلائية لا بد منها لتفادي الاسوأ!
الاحزاب كلها تدعي وصلا بليلى، وليلى مريضة، الاحزاب كلها تدعي امتلاكها البلاسم الشافية!
الاحزاب ترشي وترتتشي، الاحزاب ماسكة للسلطة وتتحاصص المناصب والمكاسب المستقاة من ريع النفط والغاز لا غير!
الاحزاب نفسها تتوافق على الحصص وتتنازع عليها وتدعوا الناس لاتباعها وانتخابها والدائرة محصورة بينها، ثم تطبل وتزمر للديمقراطية التوافقية، لا قانون للاحزاب، ولا مؤسسات تحاسب او تراقب، كلها ماركات مسجلة اسمها بالحصاد ومنجلها مكسور، وعلى ايقاع “شيلني وشيلك” الكل باق وان تغيرت المواقع!
الاحزاب الاسلامية الشيعية النافذة في السلطة نار على علم بالتدليس والطائفية والتبعية والتخلف، والاحزاب القومية العشائرية الكردية نار على القمم بالانتهازية السياسية والارتزاق والتخلف واللاوطنية، الحزب الاسلامي عنوان من عناوين التقهقر العراقي والتجزئة الطائفية والتخلف السياسي، اما البقية المتبقية من احزاب العملية السياسية فهي مسخ وسقط متاع، تركض وراء المكاسب لرموزها ايا كانت شعاراتها شيوعية أو ليبرالية أو ديمقراطية، نعم هناك من يعمل باخلاص لأيقاف التدهور من الوطنيين الشرفاء والمستقلين المجربين، ولكنهم يكتشفون مع مرور الوقت ان الامر اكبر من ان تغيره النوايا الحسنة، الأمر بحاجة الى ثورة عارمة تنقذ العراق واهله من هذه الكارثة المولدة للكوارث والتي لا نهاية لدوراتها الدائرة، ثورة تقوم بها الاكثرية الصامتة وكل من لم تتلطخ يديه بدماء العراقيين، اما الحكام الجدد فقد ضربوا ارقاما قياسية بسفح الارواح والاموال وليست فقط اياديهم ملطخة بالدماء وانما اقدامهم ايضا!
تموز يوقظ في العراقيين نبض الثورة القادمة!
Leave a Reply