“انفصال” الجنوب و”تمرد” زيدي وهجمات لـ”القاعدة”
صنعاء – بلغت أعمال العنف في اليمن حد قرع ناقوس الخطر، على خلفية عدم رضا سياسي واجتماعي لدى الجنوبيين، و”تمرد” زيدي في الشمال، وموجة من هجمات تنظيم القاعدة خلال العامين الماضيين، ما يطرح علامات استفهام عما إذا كان اليمن يغرق في الفوضى والعنف. والأسبوع الماضي، كانت الحلقة الأحدث من هذا المسلسل، حيث قُتل جنود في كمين على طريق يربط بين محافظتي ابين وحضرموت جنوب البلاد. وذكر موقع “26 سبتمبر”، التابع لوزارة الدفاع اليمنية، إن 10 “عناصر تخريبية” نصبت كمينا استهدف الجنود. وذكر موقع “الصحوة – اليمن” المعارض على شبكة الانترنت إن انفجارا احدث أضرار بمكاتب حزب “المؤتمر الشعبي العام” الحاكم في زنجبار عاصمة أبين.
تبادل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وما يعرف بالحراك الجنوبي الاتهامات بشأن المسؤولية عن الأحداث الجارية في جنوب البلاد. جاء ذلك بعد مقتل أربعة جنود وإصابة خامس في كمين نصبه من سموا بالعناصر التخريبية في محافظة أبين الجنوبية.
وقال طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إن “عناصر تخريبية” وضعت نفسها في يد الشيطان وعملت على تنفيذ أجندات أجنبية هدفها إقلاق أمن المجتمع اليمني واستقراره.
واتهم الشامي في لقاء مع قناة “الجزيرة” الشيخ طارق الفضلي القيادي في الحراك الجنوبي “وبعض العناصر المتطرفة ممن كانوا في أفغانستان” وعناصر تبقوا من النظام الجنوبي السابق، بالضلوع في أعمال العنف التي خلفت قتلى وجرحى خلال الأيام الماضية.
وفي محافظات الجنوب وحدها، أسفرت أعمال العنف المتواصلة منذ نيسان (أبريل) الماضي، على خلفية الدعوات إلى الانفصال عن الشمال وإسقاط الوحدة التي تحققت في العام 1990، إلى 43 قتيلا على الأقل بين شرطي ومدني. ودفعت وتيرة أعمال العنف هذه بالنواب القلقين من تدهور الأوضاع، إلى مطالبة المسؤولين الأمنيين بتوضيحات، وذلك خلال جلسة نقاش حامية في مجلس النواب، لم تخل من تبادل الاتهامات. وفي طليعة هؤلاء نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية رشاد محمد العليمي الذي اقر أمام النواب بأن البلاد تواجه “تحديا ثلاثيا: القاعدة والتمرد الزيدي والحراك الجنوبي”. أما وزير الداخلية مطهر رشاد المصري، الذي واجه انتقادات شديدة من نواب المعارضة والسلطة على حد سواء، فلم يتمكن من إعطاء تفسيرات واضحة عن مصير ستة رهائن غربيين، هم خمسة ألمان وبريطاني، اختطفوا في صعدة في الشمال في حزيران الماضي كون “التحقيق لا يزال جاريا والقضية غامضة”.
وفي الجنوب، يقول السكان إنهم ضحية تمييز عنصري من قبل الشمال وإنهم لا يستفيدون من المخصصات المالية والاقتصادية الكافية. وأعرب نواب من كل المشارب عن مخاوفهم من الرد الذي قدمته السلطات الأمنية على مخاوفهم، ولا سيما النواب الاشتراكيون الذين كانوا يحكمون الجنوب قبل الوحدة.
وقال رئيس الكتلة الاشتراكية في البرلمان عيدروس النقيب إن “المشكلة سياسية ولا يمكن حلها امنيا. جذور المشكلة تعود إلى حرب العام 1994 التي أدت إلى تهميش الجنوبيين واستبعادهم”.
وفي الشمال، يشن أنصار الزيدي، بقيادة عبد الملك الحوثي، منذ أربعة أيام سلسلة لا سابق لها من الاعتداءات منذ أشهر.
وأدى مناخ انعدام الاستقرار في البلاد إلى تخوف اليمنيين من تحالف بين “القاعدة” و”الحراك الجنوبي”. وقدم تنظيم “القاعدة” دعمه للحراك، والحق “الجهادي” طارق الفضلي، بهؤلاء منظما تظاهرة في 23 تموز الماضي، قتل خلالها 16 شخصا، وأصيب 30، في مواجهات مسلحة بين أنصاره والشرطة.
وفي كانون الثاني الماضي أعلن متشددون يمنيون تبني اسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واختاروا سعوديين أفرج عنهما من معتقل غوانتانامو الأميركي لقيادتهم. وأعلن متشددون ينضوون تحت لواء القاعدة مسؤوليتهم عن مقتل أربعة سياح من كوريا الجنوبية في آذار فضلا عن هجمات على سفارات أجنبية ومجمع سكني في العام الماضي.
Leave a Reply