دمشق– تنبّهت بعض شركات الإنتاج الفنّي في سوريا -“الشرق” مثلا- إلى حجم الأرباح التي يمكن أن تحقّقها عمليات الدوبلاج، إضافة إلى توفيرها الوقت والجهد مقارنةً بما يتطلّبه إنتاج عمل درامي. وهكذا، انبرت تلك الشركات لدخول هذه السوق، مؤمّنة لنفسها أماكن عرض في محطات عربية هامة. وشهدت السوق التلفزيونية ظهور شركة جديدة حملت اسم “العراب” بتمويل خليجي، وقد قامت هذه مؤخراً بشراء عدد هائل من الأعمال التركية وغيرها بهدف دبلجتها إلى العربية. لكنّ شركة “سامة”، وهي المنتج المنفِّذ لتلفزيون “غينيس”، كانت السباقة في مشروع الدوبلاج، ووعت باكراً حجم المنافسة التي ستواجهها.وهكذا، وضعت في الاعتبار أن تُقدم على خطوات مفاجئة للجمهور والشركات المنافسة، وقد تردّد أخيراً أنّ الشركة تستعد اليوم لتُدخل تقليداً فنياً عالمياً إلى سوريا، يتمثل في شراء الأفلام العالمية بهدف دبلجتها بأصوات ممثلين سوريين وباللغة العربية الفصحى.
وستكون أولى خيارات “سامة” أفلام حقّقت حضوراً عالمياً وحصدت جوائز عديدة على مستوى مهرجانات عالمية، وهذه نقطةحساسة قد تكون سلاحاً ذا حدين في تقبّل الجمهور لها. من جهة أخرى يتوقع أن تثير تلك الأفلام فضول المشاهد بسبب شهرتها الواسعة، لكن يرى فيها البعض أفلاماً أكل عليها الدهر وشرب قياسا بإنتاجات السينما العالمية السريعة الوتيرة، إذ لا يمكن أن يحمل أي فيلم عالمي ميزة الجدة إلا لعام واحد على أكثر تقدير. وقد تردّد أنّ فريق عمل “سامة” يعكف اليوم على بدء التحضيرات لدوبلاج الفيلم الأميركي “قلب شجاع”، للممثل والمخرج ميل غيبسون، الحائز على خمس جوائز، من بينها جائزة أفضل إخراج (العام 1995)، وهو الفيلم الذي أصبح يستحق دخول موسوعة “غينيس” لعدد المرات التي عُرض فيها وعدد المشاهدين الذين استقطبهم على مستوى العالم.
لكن “سامة” ستقدمه هذه المرة بأصوات ممثلين سوريين قد يحققون إحساساً بأصواتهم يفوق إحساس غيبسون أثناء تأديته الدور! ولم تفصح الشركة عن أي معلومات في ما يخص مكان عرض الفيلم وزمانه بنسخته المدبلجة، أو أي معلومات أخرى عن هذه التجربة، لكونها ترى أنّها تُقدم على خطوة تنافسية جديدة تحمل جانباً كبيراً من روح المغامرة ولا يمكن الجزم بنتائجها. حتى أنّها قد تتراجع عنها في أي وقت. لكن يبقى للجمهور رأيه في متابعة تلك الأفلام، أو الإعراض عنها، لا سيّما أنها تقدم بأصوات ممثلين عرفهم جيداً، يؤدون، من خلال أصواتهم، دور المعادل الحقيقي لنجوم عالميين حققوا مكانتهم لدى كل المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم وأذواقهم، وليس لممثلين أتراك هبطت عليهم الشهرة فجأة على أيدي السوريين رغم أنّ هؤلاء عملوا في دوبلاج تلك الأعمال من أجل كسب المال ليس إلا.
وبالعودة إلى تجربة دوبلاج الأفلام، فهي لن تقف عند “قلب شجاع” كما يتردّد، بل ستتعدى ذلك كي تصل إلى فيلم “مملكة السماء” الذي أخرجه المخرج العالمي ريدلي سكوت ولعب النجم السوري غسان مسعود دور البطولة فيه، مجسداً شخصية صلاح الدين الأيوبي. وقد بدأت “سامة” بإجراء اختبارات الصوت المبدئية لمجموعة من الممثلين السوريين، لتوزيع الأدوار عليهم، من أجل البدء بدوبلاج هذا الفيلم الذي قُدم لفترات طويلة في دور العرض السورية، وكان له نصيب مميز من اهتمام المشاهد السوري لكونه حقّق سابقة في نقل أحد النجوم السوريين إلى إطار العالمية.
Leave a Reply