عباس: خسرنا غزة بسبب أخطاء “فتح”.. وكدنا أن نفقد السلطة
رام الله – بدأت حركة “فتح” اعمال مؤتمرها السادس الثلاثاء الماضي حيث اعلن بان المؤتمر سيستمر لثلاثة ايام، الا ان الناطق باسم المؤتمر نبيل عمرو اعلن، ان المؤتمر “غير محكوم بزمن معين”. ولعل الإبقاء على خيار “النضال المسلح” ضد اسرائيل كان الرسالة الفتحاوية الأبرز في المؤتمر لمواجهة “حماس”، لربما خوفا من تراجع شعبية الحركة قبل التوصل الى اتفاق مع الاسرائيليين. إضافة الى اعتراف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان “فتح” ارتكبت “اخطاء” ادت الى هزيمتها امام حركة “حماس” في غزة وأوشكت ان تفقد السلطة بسببها.
وسعى اكثر من الفي مندوب يجتمعون لاول مرة منذ 20 عاما خلال ثلاثة ايام من المحادثات اقرار برنامج يميز فتح عن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي ترفض مطالب غربية بنبذ العنف والاعتراف باسرائيل.
ولكن مسؤولي “فتح” قالوا ان اعضاء “فتح “الذين يجتمعون في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية لا يعتزمون في محاولتهم لتجديد واعادة هيكلة الحركة تعديل ميثاق تأسيس الحركة والذي يدعو مثل ميثاق “حماس” الى تدمير اسرائيل.
ويدعو ميثاق “فتح” التي أسسها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في عام 1965 الى النضال المسلح الى ان تتم ابادة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين.
وتقول قواعد “فتح” انه يتعين على الحركة عقد مؤتمر كل خمس سنوات. ولكن عرفات الذي تفادى التحديات لسلطته ظل يؤجل هذا المؤتمر مشيرا الى ظروف متغيرة مثل التوقيع على اتفاقيات اوسلو مع اسرائيل في التسعينات.
وتدعو مسودة برنامج جديد لـ”فتح” الى اشكال جديدة من المقاومة مثل العصيان المدني ضد توسيع المستوطنات اليهودية وحاجز تقول اسرائيل انه من اجل الامن ولكن الفلسطينيين ينددون به بوصفه اغتصابا للارض.
وتناضل فتح لاستعادة الهيمنة التي تمتعت بها لعقود قبل ان تخسر انتخابات برلمانية في عام 2006 امام حماس التي سيطرت على قطاع غزة الساحلي بالقوة بعد ذلك بعام مما اثار انقساما بشكل فعلي في الولاءات الفلسطينية.
ولم يستطع نحو 400 من ممثلي “فتح” من غزة حضور المؤتمر، ويهدف مؤتمر “فتح” الى انتخاب لجنة مركزية جديدة ومجلس حاكم على امل اعطاء دور اكبر لجيل اكثر شبابا نشأ على محاربة احتلال اسرائيل للضفة الغربية منذ احتلالها في حرب 1967. وستتم عملية الانتخاب مع صذور هذا العدد من “صدى الوطن”.
وعقد اخر مؤتمر لفتح في تونس عام 1989.
خطاب عباس
قال عباس امام مندوبي حركته في مؤتمرها العام في بيت لحم “بفعل انسداد آفاق عملية السلام وايضا بسبب اخطائنا وجملة من ممارساتنا وسلوكياتنا المرفوضة جماهيريا وادائنا الضعيف وابتعادنا عن نبض الجماهير وضعف انضباطنا التنظيمي، خسرنا انتخابات المجلس التشريعي الثانية وبعد ذلك خسرنا غزة”.
وقال عباس “اوشكنا على خسارة ما تبقى من السلطة (…) لكننا قاومنا وصمدنا وبادرنا (…) حافظنا على السلطة بديلا عن خطر اعادة كل الامور للاحتلال. عملنا ليل نهار من اجل توفير الامن لمواطنينا وهو أمر كان يبدو مستحيلا بسبب الفوضى والفلتان الامني الداخلي، والتدخل المتواصل من قبل اسرائيل”.
وهاجم محمود عباس رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتانياهو متهما اياه بتدمير اي فرصة لاستئناف مفاوضات السلام من خلال رفضه تجميد الاستيطان وهدر حقوق الفلسطينيين في القسم العربي من القدس وفي وادي الاردن.
كما اتهم الحكومة الاسرائيلية بممارسة “التطهير العرقي” في القدس الشرقية من خلال تدمير البيوت ونشر المستوطنين في الاحياء الفلسطينية.
وقال ان “هذه الهجمة المتصاعدة والمترافقة برفض إسرائيلي لوقف النشاطات الاستيطانية، كفيلة باجهاض الجهد الدولي لاحياء عملية السلام”.
مشاكل “فتح”
وكان عباس تدخل الاربعاء الماضي لوقف النقاش الذي احتدم ما بين اعضاء مؤتمر حركة “فتح” وقيادتها على خلفية التقرير الاداري والمالي المفترض ان تقدمه القيادة للمؤتمر.
وحسب اعضاء شاركوا في اعمال المؤتمر، فان عباس تدخل في نهاية الجلسة الاولى، وقال “الشعب الفلسطيني كله ينتظر نتائج المؤتمر، وهناك من يتمنون ان تفشل فتح في مؤتمرها”.
واشار عباس في حديثه امام المؤتمرين، الى الخطاب الذي القاه في الجلسة الافتتاحية، والذي اعتبره تقريرا شاملا وكافيا. وقال “الخطاب الذي القيناه، لم يكن مني وحدي، بل شارك به العشرات من المجلس الثوري واعضاء اللجنة المركزية، ولم يكن الخطاب موجها الى العالم، بل لكم انتم”. وتابع عباس “لا بد من نجاح المؤتمر رغم انه ليس المؤتمر الامثل، بتشكيله ومضمونه”.
وقد شكل المؤتمر عدة لجان لبحث عدة قضايا مطروحة على جدول اعماله، ومن بينها لجنة مختصة في طلبات الاحتجاج التي قدمها اعضاء من الحركة بسبب عدم ادراجهم كاعضاء في المؤتمر.
وطالب عدد من المشاركين بنقاش ملف العضوية مجددا، الا ان عباس قال في حديثه “هناك الاف يستحقون المشاركة، ولم تكن هناك قاعدة تحدد الية الاختيار لعضوية المؤتمر، وارتكبنا العديد من الاخطاء والخطايا، وهذا ليس عيبا، فالعيب ان لا نفلح في معالجة هذه الاخطاء”.
وقال عباس انه حتى قبل يوم الافتتاح، “كنت اعتقد ان المؤتمر على كف عفريت، وقد لا يعقد، لكن مجرد عقد المؤتمر حققنا نجاحا بنسبة 60 بالمئة (…) وهذه فرصة تاريخية بان نلتقي على ارض الوطن، وافضل الف مرة من عقده خارج الوطن”.
Leave a Reply