نيويورك – قال تقرير للأمم المتحدة إن الجنود الأمريكيين في العراق أحدثوا ضررا بالغا في أحد أهم عجائب العالم في بابل، عندما حولوا الموقع إلى قاعدة عسكرية. وكانت القوات الأميركية حولت موقع الحدائق المعلقة في بابل إلى قاعدة “كامب ألفا” بعد غزو العراق بفترة وجيزة في عام 2003. وقال تقرير منظمة الثقافة والعلوم (يونيسكو) التابعة للأمم المتحدة إن “الجنود الأميركيين أحدثوا ضررا بالغا بالموقع الأثري بعدما حفروا وكسروا الأرض وهم يبنون قاعدتهم، وتضررت بوابة عشتار والطريق الموكبي”.
وبوابة عشتار هي مدخل بابل الشمالي، وهي مزينة برسوم لحيوانات تجسد آلهة مدينة بابل، وقالت اليونسكو إن الضرر “لحق بالحجارة التي شيدت منها البوابة والتي رسمت عليها الحيوانات”. من جهتها، قالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي إنها لم تطلع على تقرير الأمم المتحدة، لكنها أكدت أن “أحد أسباب إقامة القاعدة في ذلك الموقع هو لحمايته،” وأن “الجيش الأمريكي يحترم المواقع التاريخية”.
وقالت الكولونيل تمارا باركر إن “قوات التحالف احتلت موقع بابل عام 2003 خلال حملتها البرية وهدفت إلى حماية الموقع الأثري في المدينة من النهب بعدما تعرضت متاحف في المدينة وأخرى في الكوفة إلى السلب”. وأظهر تقرير الأمم المتحدة ضررا إضافيا في الموقع الأثري، إذ قال إن هناك خنادق حفرت واستعملت لإضرام النار، بالإضافة إلى نصب الأسلاك الشائكة، والتي حفرت لها أوتاد أضرت بالجدران.
وتقع بابل على بعد ساعة بالسيارة عن العاصمة بغداد، ويعود تاريخ المدينة إلى حضارة الرافدين، أو بلاد ما بين النهرين، إذ أنها تقع على ضفاف نهر الفرات، وعرفت بأنها بلاد حمورابي ونبوخذ نصر، الذي بنى الحدائق المعلقة لزوجته. وقد عرف عن الإسكندر الأكبر أنه تمنى أن تكون بابل عاصمة ملكه، لكنه توفي قبل أن يستطيع تحقيق تلك الأمنية.
Leave a Reply