عرض برنامج “وايد آنغل” (الزاوية المنفرجة) الذي يبثه تلفزيون ديترويت العام (بي بي أس)، حلقة تتناول خصائص المجتمع الدرزي في إسرائيل وطبيعة علاقاته الاجتماعية وعاداته وتقاليده. وبثت الحلقة التي حملت عنوان “المتسابقة” مساء يوم الأحد الماضي، وأعيد بثها صباح يوم الاثنين الماضي.
و”المتسابقة” عبارة عن فيلم تسجيلي يرصد حكاية إحدى الحسناوات الدرزيات الطامحات بالتنافس على عرش ملكات الجمال في إسرائيل، لنيل لقب “ملكة جمال إسرائيل” للعام 2006.
وبينما يتابع المتفرج حكاية المتسابقة دعاء فارس، والظروف التي تحيط بها، والمشاكل التي تواجهها، يتعرف المشاهد عن طريق جانبية، وأخرى مباشرة، على خصائص المجتمع الدرزي في إسرائيل، والتي يصفها الفيلم بـ”المحافظِة” مطلقاً بين حين وآخر بعض الإيحاءات والإيماءات.. حول التقاليد والعادات التي تحكم طرائق عيش هذه الطائفة، ومسلطاً الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه “العقيدة” التي يمثلها رجل الدين الدرزي، المعروف بلقب “شيخ العقل”.
تتخطى الفاتنة دعاء فارس التصفيات الأولية لسباق ملكة الجمال.. وتواجه خياراً صعباً ومثيراً للجدل، فالخيار الأول يمكنها من الترشح لمسابقة ملكة جمال العرب (الموجودين في إسرائيل)، والخيار الثاني.. يمكنها من الترشح إلى مسابقات “ملكة جمال إسرائيل”. ويمثل الخيار الثاني فرصة ذهبية لأية متسابقة طامحة بالعرش.. بسبب الفرص التي يوفرها هذا اللقب، مضافاً إليه حجم الجوائز الكبير الذي تستحصله الفائزة، ناهيك عن الشهرة وأضواء البلاتوهات التلفزيونية.
تواجه دعاء مشكلة معقدة عند اتخاذ قرارها بالمشاركة بمسابقة “ملكة جمال إسرائيل” إذ يجب عليها في هذه الحال، ارتداء المايوه في إحدى فقرات السباق، وهو الأمر الذي يثير حفيظة المجتمع الدرزي.. ويصل الأمر إلى حد تهديدها بالقتل إن لم تقلع عن قرارها.
يساند الأبوان ابنتهما الحالمة باللقب والنجومية، ويتفهمان ويقتنعان بموقفها.. إذ أن لقب “ملكة جمال العرب” ليس سوى لقب محلي، في حين أنه من الممكن أن تنفتح أبواب الشهرة والثراء أمام دعاء في حال فوزها بلقب ملكة جمال إسرائيل.
تنسحب دعاء من مسابقات ملكة جمال العرب، وترشح نفسها لمسابقات ملكة جمال إسرائيل، وتعتزم التحدي وارتداء المايوه، رغم أنف الجميع، لأن ذلك لا يهدد الأخلاق والشرف والفضيلة، يساندها في ذلك الأب (المعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية) والأم.. التي ترى أن الشرف ليس في الثياب التي نلبسها، بل الأخلاق التي نملكها، وتعيب على الشباب الدرزي تدخلهم في شؤون الغير وارتكابهم جرائم بحق بعض العائلات والفتيات تحت مسمى “جرائم الشرف”.
تعد دعاء فارس عدتها للتصدي للقب ملكة جمال إسرائيل، فتتخذ اسماً أجنبياً (إنجيلينا) وتقوم بالتمرين المتواصل على “المشية الملكية” وتعد أحلامها.. التي ليس أقلها الثراء والشهرة والنجومية وعالم الأضواء بكل جاذبيته. ولا يعكر صفو أحلام الفتاة سوى التهديدات التي يرسلها”الشباب الدرزي” الذين يتوعدونها بالقتل. القتل مقابل المايوه!
تبدأ مسابقات ملكة الجمال، وبالطبع من دون اشتراك المتسابقة دعاء فارس التي أعلنت انسحابها بعد تدخل شيخ عقل الطائفة الدرزية موفق طريف، وحُلّ الموضوع على الطريقة الفلوكلورية الدرزية حين توجه وفد من الأشخاص يتزعمهم شيخ العقل، وبقول أحد الوسطاء مخاطباً الفتاة: “إن جملك للدروز.. وإن هذا اللقب مؤقت (..) ونحن نقوم بما تملي عليه عاداتنا وتقاليدنا، ونعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى”.
وينتهي الفيلم بدموع دعاء الحارة.. التي لم تستوعب أن “المايوه” يمكن أن يستنفر طائفة بأكملها، ويمكن أن يكون عاراً عابراً للأسر والعائلات.. بل يمكن أن ينال من شرف طائفة بأكملها.
Leave a Reply