مع بزوغ فجر السابع من أيلول بداية الأسبوع المنصرم، وإشراقة نهاره، إرتدت “صدى الوطن” ثوبها الفضي. خمسة وعشرون عاما هو عمر الكفاح في ميادين الرأي الحر والكلمة المسؤولة اللذين أطلقتهما مغامرتنا الإعلامية في ذلك اليوم من العام 1984.
أبحر مركبنا الصغير في عباب بحر الإعلام الأميركي المتلاطم، خشي علينا المحبون والأصدقاء من هذه الرحلة المحفوفة بمخاطر الغرق والضياع، مثلما خشينا نحن وتهيبنا هذه التجربة الفريدة في جاليتنا التي انطلقت من مكتبنا المتواضع قبالة المبنى البلدي في هذه المدينة العريقة التي حللنا في رحابها. كان التحدي أكبر من أن يوصف، وكان الرهان على النجاح وإرادة استمرار الرحلة بحجم التحدي.
تعثرنا، نهضنا، كبونا وقمنا مثل جواد عربي أصيل.
شراع مركبنا عصفت به أعتى الأنواء، لكن ربانه والمتفانين من نخبة الكتاب والإعلاميين، حاملي الهم العربي في شغاف قلوبهم وصميم ضمائرهم قاموا على حراسة هذه التجربة بأغلى ما ملكت ألبابهم من صنوف العطاء الفكري، والثقافي، والإعلامي.
عضضنا على النواجذ في السنين العجاف، وحرصنا على صون إشراقة وجه الصحيفة بوجه عبوس الواقع العربي، وضحالة الموارد وارتضينا بكفاف العيش، ونحن نرمق مولودنا ينهض من حَبوِه ويجري في شرايين الغربة عن الأوطان، يحمل أصداءها، ويعلي أصوات مهاجريها، بلغة الضاد ولغة هذه البلاد.
عاما بعد عام كبر المولود، واشتد منه العود، وها هي “صدى الوطن” عروس أحلام الطامحين الى إعلام عربي أميركي له مكان تحت شمس هذه البلاد العظيمة، تتزين بأعوامها الخمسة والعشرين لمرأى المهاجرين من أوطانهم، تكحل عيونهم كل أسبوع بطلتها البهية، حاملة إليهم نذر الوفاء لقضاياهم وهمومهم وتطلعاتهم.
ها هي “صدى الوطن” تنتقل برشاقة من أكف جيل واكب الانطلاقة إلى راحات جيل جديد، يحملها باعتزاز ويرتشف من رحيق أزهارها الزاهية مؤونة لشهد طموحاته في ميادين السياسة والثقافة والإجتماع.
وفي هذا العيد، عيد يوبيلنا الفضي، يهمنا أن نؤكد على وفائنا لهذا المجتمع العربي المعطاء، من معلنين وقراء واكبوا سنوات كفاحنا بالدعم المعنوي والمادي، واحتضنوا هذه التجربة الإعلامية كل من موقعه، وأن نبدي اعتزازنا بكل فرد من أهلنا في هذا المجتمع العربي ممن شقوا دروب نجاحهم بعصامية وأحالوا صحراء غربتهم إلى واحة لأجيالهم من الأبناء والبنات بالكد والعرق، والمثابرة والإصرار.
فإلى كل أهلنا، في هذا المغترب وفي أوطاننا العربية، نقدم ورود عيدنا الخامس والعشرين إلى أعياد أعمارهم، هدية متواضعة، عاقدين العزم على المضي في نثر ورود السنين الآتية فوق دروب كفاحهم، ونشر عبير الثقافة والمعرفة وبث أنوارها في فضاءاتهم.
وفي هذا العيد نجدد العهد على البقاء في مواقع الدفاع عن قضايا أهلنا، هنا في هذا المغترب الأميركي وهناك، في أوطاننا العربية التي تنشد العدل والحق والحرية، والحياة الكريمة.
»صدى الوطن«
Leave a Reply