لو استمعت إلى فريق كرة الفتنة وقائدهم القمص زكريا بطرس، لعتبت على سيدنا نوح، لأنه المسؤول الوحيد على المحافظة على كل الأنواع إذ حشر في الفلك من كل نوع زوجين. وتتساءل، ما السبب في أن تنعم التقادير في هذا الزمن العسير، زمن أنفلونزا الخنازير، بهذا الفيض من نافخي الزمامير، ونشر الظلام والبرد والزمهرير.
هناك أسباب عدة تتداخل وتتفاعل في النتيجة في هذا الواقع. السبب الأول: في مراحل الانحطاط كما هو الحال الآن، تفقد الكلمات معانيها، وفي خاطر قائلها، وذهن سامعها. فقدان الكلمات معانيها هو أخطر ما يحصل في هذا المجال إذ تلغى المفاهيم وتضيع المقاييس ضياعا مطلقا وكليا، بحيث تختلط الراس بالساق والخالي بالمشتاق وأهل الصدق بأهل النفاق. يصبح كل شيء ممكنا.. إذ لا مانع ولا رادع من أن تجري مقارنة بين الإمام علي ومعاوية فيفوز معاوية في آخر النهار مكللا بالغار، ولم لا وليس هنالك مقياس أو معيار!
السبب الثاني ويرتبط بالأول: الاستسهال الذي يؤدي بصورة حتمية إلى فقدان الضوابط والمعايير. لذلك كثرت المواهب وزاد عدد الموهوبين في تشويه صورة الإسلام والمسلمين، ولا عجب أن نسمع هؤلاء الغلمان والنسوان العابرين إلى المسيح -كما يطلق عليهم القمص زكريا- يصيحون تأييداً له ويدعون كل من يسمعهم للتمرد على الماضي واعتباراته للتخلص من عبودية الشيطان، دين المسلمين.
السبب الثالث: دخول عنصر التجارة دخولا فاجرا ووقحا في استغلال الدين، فيسعى حاملو الغباء والفتنة لإنتاج دين يروق لمزاجهم، لا قداسة له ولا روحانية فيه، وإلحاقه بالمنتجات الاستهلاكية الآنية المعروضة على الجمهور، والجمهور في معظم بلدان الأرض ومعظم مراحل التاريخ هو في هذا الميدان قطيع يساق لا أكثر.
السبب الرابع: وهو أكثر الأسباب فعالية في نشر تلك الدراسات السقيمة التافهة في المجال الديني وفي نشر الفتنة بين الناس، والسعي إلى إفساد الذوق العام، ألا وهو نشاط وسائل الإعلام الخاصة التي يوجهها وحش المال، فلا تعنى إلا بمصالح مالكيها المادية. هذا بالضبط ما سعى لاستغلاله حضرة القمص زكريا وفريق كرة الفتنة التابع له، لنشر الكره والبغضاء أينما وصلت صيحاتهم المشبوهة عبر وسائل الإعلام الكاذبة والمضللة في العصر الراهن، ومواصلة التعبئة الطائفية وإقناع كل طائفة بالخوف من الأخرى حتى يبلغ التوتر مداه، بين من عاشواسنين طويلة في وطن واحد.
وكما هو معلوم، الضوابط والمقايسس في الدين ليست أعرافا اجتماعية يشترك في التفاهم على إقرارها الجار والجارة وأهل الحارة والقمص زكريا ومذيعته المحتارة، التي للأسف، عندما خلقها الله لم يشد براغي حنكها جيدا، ما جعل الكلمات تخرج من فمها كالمكرونة لا تعرف أولها من آخرها. ولا يملك المستمع لها إلا لوم سيدتنا حواء كونها الوعاء المسؤول عن إنتاج هذا النوع من الإناث من فصيلة صويحبات النبي يوسف عليه السلام، وحفيدات إستر، وترى العجب عندما تسمعهن يجادلن في آيات الله بغير سلطان، ويصفون الرسول محمد (ص) وزوجاته بكل ما تستهويه نفوسهن الرذيلة، لأنه كما ذكرت سابقا، هو أسلوب الاستسهال والتقليد للأسلوب الغربي وممارسة حرية الرأي والقول في نشر السموم والجهر بالسوء ضد الدين الإسلامي تحت بند محبة المسلمين. هل هناك أبدع من ذلك؟! إنها حرية أسوأ من الاستبداد.
وليس بيننا من لم يفاجأ بالعدد الكبير من ديناصورات الدين والمتكلمين باسم المسيح، وللمقارنة بينه وبين محمد، بدون خجل أو وجل، لأن وراءهم جيوشا إعلامية والمسلمون لا أحد يقف معهم في هذه المحنة التي يمر بها العالم، حيث يشعر كل المنتمين إلى الدين الاسلامي بأنه يقف وحيدا في مواجهة ماكينة إعلامية بقيادة حضرة القمص زكريا تحاول سحق الإسلام وحقيقته السرمدية تحت جزمتها بأسلوب أرعن من الهزء والسخرية.
إن وقائع التاريخ لا تلغيها حملات التجني، والإيمان الثابت لا يضعفه ولا تهزه الافتراءات وترديد المقولات السقيمة والتافهة ضد النبي محمد والإسلام. وكل ما يدعو القمص زكريا وفريقه ليس أكثر من دحرجة بحصة من أعلى الجبل، وأن كرة الفتنة التي ينفخ فيها هو وفريقه، ضد الإسلام ونبيه، سوف تنفجر يوما ولكن للأسف في وجوههم هم.
“ألم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم، كانوا أكثر منهم وأشد قوة وأثاروا في الأرض فسادا فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون”. صدق الله العظيم.
Leave a Reply