أثارت تصريحات القائد الأميركي في أفغانستان ستانلي ماكريستال تساؤلات في واشنطن عن مدى قدرة العسكريين على التعبير عن أرائهم عندما لا تتفق مع القادة المدنيين. وكان ماكريستال قد اعتبر -بمحاضرة في لندن مؤخراً- أن إستراتيجية الإدارة في خفض القوات بأفغانستان قصر نظر، مما وضع الرئيس باراك أوباما في موقف حرج. وتشير صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” إلى أن واشنطن الآن تطلب من ماكريستال الصمت، مما يثير تساؤلات عن مدى قدرة الجيش على الإصرار على وجهة نظره. وكان وزير الدفاع روبرت غيتس قال أمس إن على المسؤولين المدنيين والعسكريين تقديم مشورتهم للرئيس بشكل سري. من جانبهم يرى بعض الخبراء أن مراجعة أوباما العميقة لمزايا إرسال قوات إضافية قوامها أربعون ألفا لأفغانستان أمر صائب لأنه يجري مناقشات داخلية مكثفة قبل اتخاذ القرار. أما بالنسبة لآخرين، فبهذه الخطوة يحاول أوباما أن يحقق أمرين: تشجيع العسكريين على التعبير عن آرائهم عندما يتفق الأمر مع أهداف سياسته الخارجية، وتكميم أفواههم عندما يبدون وجهة نظر معارضة. أحد الخبراء يقول إن الدستور ينص على عمل الضباط العسكريين تحت المظلة المدنية، ولكن “هل يرقى ذلك إلى تكميم الأفواه؟ ربما نعم”. المحلل العسكري لاري كورب الذي كان مسؤولا في وزارة الدفاع في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون أشار إلى مقالة كتبها رئيس القيادة الوسطى ديفد بتراوس عام 2004 قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، يبشر فيها بالتقدم في العراق. ولفتت “كريستيان ساينس مونيتور” إلى أن البعض بات يرى أن ثمة معايير مزدوجة، فبينما انتقد الديمقراطيون إدارة الرئيس السابق جورج بوش لعدم السماح للعسكريين بالحديث، يميلون الآن في الإدارة إلى تكميم أفواه العسكريين. ورأى ضابط كبير متقاعد -اشترط عدم الكشف عن هويته- أن ما قاله غيتس يوحي بالسماح للقادة العسكريين بالتعبير عن آرائهم طالما أنهم يؤيدون وجهة نظر الإدارة الأميركية.
Leave a Reply