كتب مايكل غيرسون مقالاً نشرته صحيفة “واشنطن بوست” تحت عنوان “ترك إسرائيل بلا خيار”، استهله بالتذكير بالغارة الاسرائيلية عام 1981 على مفاعل أوزيراك النووي العراقي، والتي قال عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي حينئذ مناحم بيغين إنها الخيار الوحيد واما دمار اسرائيل. ورغم أن بيغين لم يكن واثقاً وقتها ما اذا كانت تلك الغارة ستوقف البرنامج النووي العراقي أم تعطله فقط، فقد بدا له أن التعطيل وحده سبب كاف للجوء الى الخيار العسكري. ويوضح الكاتب أنه منذ ادارة الرئيس بوش والجيش الأميركي يقدر أن الهجوم على المنشآت النووية الايرانية سيعطل تقدم البرنامج النووي فحسب. غير أن المسؤولين الاسرائيليين يصرون على أن مجرد التعطيل وكسب الوقت يستحق المحاولة، وذلك بعدما أثبتت غارة أوزيراك أثرها القوي الذي لم يكن متوقعاً على البرنامج النووي العراقي. وربما يتغير الكثير على الصعيد السياسي الايراني خلال سنوات التعطيل التي ستتبع مثل تلك الضربة العسكرية، وهي الفكرة التي تدور في خلد أغلب الاسرائيليين الذين أصبح يأسهم واضحاً من الادارة الأميركية. فعلى حين فسر البعض خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الأمم المتحدة مؤخراً بأنه رد على خصوم اسرائيل، فقد فسره نائب وزير الدفاع الأميركي السابق دوف زاخيم بأنه كان محاولة من نتانياهو لاعداد العالم للضربة الاسرائيلية على ايران. ويوضح الكاتب أن الادارة الأميركية لا تريد الوصول الى مرحلة قيام اسرائيل بضرب ايران، وذلك لأنها سيترتب عليها عواقب واسعة وغير متوقعة. فاذا عبرت الطائرات الاسرائيلية المجال الجوي العراقي الى ايران فسيثير ذلك الرأي العام العراقي ضد الولايات المتحدة، وربما يضطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الانسحاب من مفاوضات السلام، كما قد تصعد ايران الأزمة وتطلق صواريخها على اسرائيل وتثير حلفاءها بالمنطقة مثل “حزب الله” اللبناني. وفي غمرة رد الفعل العالمي ضد اسرائيل، فمن المحتمل رفع العزلة الدبلوماسية والاقتصادية عن ايران بدلاً من تشديدها، ومن ثم يصبح من السهل عليها اعادة بناء برنامجها النووي. ويرى الكاتب أن الادارة الأميركية لم تقدم أسلوباً مختلفاً عن أسلوب الادارة السابقة في التعامل مع ايران. فلا تزال تدخر الخيار العسكري الى النهاية، بينما تحاول اقناع روسيا والصين بالوقوف الى جوارها في سعيها لاقناع ايران بوقف برنامجها النووي، مما يثير تساؤل البعض حول مدى استعداد الادارة الأميركية وقدرتها رغم وجود قلة من الخيارات البديلة. في الوقت نفسه فإن فرض الحصار التام على اقتصاد ايران لن يكون مجرد اجراء عادي، وانما سيرقى الى الحرب الفعلية. ثم يشير الكاتب الى أن أحد الأخطار التي تواجه استراتيجية الادارة الأميركية هي الادارة نفسها، والتي قد تشجع اسرائيل دون قصد على ضرب ايران عسكرياً. اذ أن الرئيس أوباما أثار الشكوك في العلاقات الأميركية – الاسرائيلية بسبب اصراره على وقف المستوطنات واتخاذه مواقف حيادية من قضايا أخرى.
Leave a Reply