صنعاء – أقرت صنعاء بمقتل مئات من الجنود وجرح مئات آخرين في الحرب الدائرة بين الجيش وجماعة الحوثيين في صعدة شمالي البلاد، في حين جدد الحزب الحاكم اتهامه لإيران بدعم التمرد. وقال اللواء رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن في جلسة للبرلمان خصصت لمناقشة الأوضاع الأمنية في اليمن، إن جماعة الحوثي لا تريد إنهاء الحرب. وأضاف العليمي أن الأجهزة الأمنية ضبطت خلال عام 257 متهما بالضلوع في 142 قضية متصلة بأنشطة “إرهابية”، مشيرا إلى وجود علاقات تنسيق بين تنظيم القاعدة والمتمردين الحوثيين والحراك الجنوبي لزعزعة الاستقرار.
من جهة أخرى اتهم رئيس الدائرة الإعلامية بحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي طهران بدعم للمتمردين الحوثيين في صعدة.
وقال الشامي إن ما كشف عن قيام الملحق الثقافي الإيراني بالقاهرة بدور “مشبوه” في تجنيد بعض طلاب اليمن الدارسين بمصر, تأكيد يضاف لدلائل أخرى عن وجود دعم إيراني للحوثيين.
وأشار القيادي في الحزب الحاكم إلى “موقف وسائل الإعلام الإيرانية ودعمها الكامل لما يحدث من تمرد بصعدة فضلا عن الزيارات المتبادلة لقيادات التخريب إلى إيران وكلها شواهد على تدخل إيراني لدعم التمرد”. وأضاف أن الخارجية اليمنية استدعت سفير إيران بصنعاء وأبلغته رسميا باحتجاج صنعاء على أي تدخل أو دعم للمتمردين. وكانت طهران نفت الشهر الماضي وجود أي علاقة لها بدعم المتمردين الحوثيين وطالبت السلطات اليمنية بحل النزاع الدائر معهم بالطرق السلمية حقنا لدماء اليمنيين.
من جهة أخرى قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن المباحثات التي أجراها مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دارت حول تحقيق هدفين أساسيين هما الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها ووقف ما يؤدي إلى نزيف الدم، ووقف المعارك. وقال عمرو موسى في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية التشيك جان كهوت بالقاهرة، إن اليمن لديه رغبة حقيقية في تحقيق المصالحة والأمن والاستقرار والحوار مع المعارضة.
وأضاف أنه تحدث مع الرئيس اليمني عن مؤتمر الحوار الوطني اليمني، مؤكدا تحمس الرئيس صالح لعقده وأنه مستعد للحوار مع كل القوى اليمنية داخليا وخارجيا. وجاءت تلك التصريحات بعد يوم من زيارة موسى لصنعاء التي بحث خلالها مع الرئيس صالح الحرب الدائرة في صعدة والأوضاع بالمحافظات الجنوبية.
وكان آلاف من نشطاء ما يسمى الحراك الجنوبي تظاهروا الأسبوع الماضي بمدن ومناطق عدة في الضالع وردفان ولحج وأبين رافعين أعلام التشطير، في الوقت الذي ألغت فيه السلطات المحلية المظاهر الأمنية تجنبا لوقوع صدامات مع المتظاهرين. ومن أبرز مطالب الحراك فك ارتباط المحافظات التي كانت تشكل الشطر الجنوبي من اليمن سابقا بنظام صنعاء، بالإضافة إلى إلغاء ما تسميه الإجراءات الأمنية الاستثنائية والإفراج عن المعتقلين وإطلاق الصحف الموقوفة.
Leave a Reply