واشنطن –
وقال أوباما “أشعر أنني لا أستحق أن أنضم إلى الكثير من الشخصيات المحورية التي تم تكريمها بمنحها هذه الجائزة رجالا ونساء ممن منحوني الإلهام ومنحوا العالم كله من خلال شجاعتهم في تبني السلام”. واعتبر الرئيس الأميركي هذه الجائزة “تأكيدا لقيادة أميركية من أجل طموحات يتطلع إليها الناس في أرجاء العالم”.
وقال البيت الأبيض إن أوباما سيتوجه إلى أوسلو ليتسلم شخصيا جائزة نوبل للسلام. وستسلم الجائزة في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل عام 1896.
لكن الجمهوريين انتقدوا منح الرئيس تلك الجائزة. وقال رئيس الحزب الجمهوري مايكل ستيل “تساءل الأميركيون عما حققه أوباما فعلا”. ورأى أن هذا القرار كان “للأسف بناء على قوة جاذبية أوباما كنجم سياسي”. وقال ستيل إن أوباما لن يحصل في المقابل على جائزة من الأميركيين، مشيرا بذلك إلى ارتفاع نسبة البطالة في الولايات المتحدة.
وتواصلت ردود الأفعال المتباينة حيال منح أوباما جائزة نوبل للسلام. وتساءل الكثيرون عن سبب منحه إياها. لكن ثمة من رأى فيها “إحراجا” لرئيس يوشك على اتخاذ قرار حاسم بشأن الحرب في أفغانستان، فيما رأى آخرون أنها رسالة انتقادية لسلفه في البيت الأبيض.
وتساءل الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، في مقال “عما فعله أوباما ليستحق الجائزة؟”، منتقداً نوبل النروجية التي تناست “دوره في إطالة وجود جنــوده في العراق وأفغانستان وقراره إنشاء قاعدة عسكرية في كولومبيا”.
ورجّحت الباحثة في معهد كارنيغي مارينا أوتاواي أن “يصعب” على أوباما، “إعلان إرسال تعزيزات عسكرية” إلى أفغانستان.
لكن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وصف قرار لجنة بأنه “حدث إيجابي”، يعكس انتقادا لـ”سياسات الابادة الجماعية” التي انتهجها أسلاف أوباما.
ورأت صحيفة “واشنطن بوست” في هذه الجائزة “تسييساً”، فيما كتبت “نيويورك تايمز” أن الأمر يتعلق بـ”اعتراف متفاوت” يشير إلى “الهوة بين الوعود الطموحة الشفوية وتحقيقها”.
وفي السياق نفسه قابلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية ذات الاتجاه اليميني المحافظ منح أوباما جائزة نوبل للسلام ببعض التشكك. وعلقت الصحيفة على خبر منح الجائزة لأوباما على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة بالقول “أوباما يحصل على نوبل للسلام، مقابل ماذا”.
وفي موسكو، تمنى الرئيس ديمتري ميدفيديف أن يعطي قرار اللجنة “قوة دفع أكبر” للعلاقات الأميركية الروسية لتهيئة أجواء جديدة في السياسة الدولية.
ورد رئيس لجنة نوبل النروجية ثورنبيورن ياغلاند على الانتقادات، بالقول إن منح أوباما الجائزة حاليا أفضل من منحه إياها “بعد فوات الأوان”، متسائلاً “هل ثمة من أنجز أكثر منه هذه السنة؟”.
في المقابل، رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمنح الجائزة لأوباما، ورأوا فيها “تشجيعا” على العمل من اجل السلام.
كما تمنى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن “يتحقق سعي (أوباما) للسلام”. وكذا فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حين رأت حركة “حماس” انه ما زال على أوباما أن يقدم الكثير “ليستحق” الجائزة، مضيفة أنه “لم يقدم شيئا للفلسطينيين إلا الوعود مقابل دعم مطلق للاحتلال”.
Leave a Reply