ناقشت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” الأميركية إمكانية الضربة الإسرائيلية لإيران في إطار سؤال وجواب، مشيرة إلى أن العملية العسكرية قد تكون معقدة ومكلفة سياسيا.
– هل يمكن لإسرائيل أن توجه ضربة لإيران؟
الجواب باختصار نعم، ولكن من غير المحتمل أن تستطيع إسرائيل تدمير جميع المنشآت النووية الإيرانية، فمن المرجح أن تخلف وراءها “عدوا أكثر سخطا والتزاما”. ورغم أن الحكمة وراء الضربة الإسرائيلية ومدى فعاليتها تبقى موضع جدل، فإن إسرائيل أوضحت أن العملية العسكرية خيار جاد لديها.
– هل تستطيع إسرائيل وقف البرنامج النووي الإيراني؟
الخبراء يجمعون على أن الهجمة الإسرائيلية قد تبطئ التقدم النووي الإيراني لسنوات قليلة، ولكن من غير المحتمل أن توقفه تماما لأن طهران مستعدة لذلك. فالمقارنة بين الأهداف العراقية والسورية -التي سبق أن استهدفتها إسرائيل- والأهداف الإيرانية أن الأخيرة تضم العديد من المواقع والمنشآت تحت الأرض، وهذا يتطلب طائرات نفاثة للتحليق لمسافات طويلة ربما تواجه أسلحة أكثر تطورا من قبل “العدو”. الرئيس السابق للتخطيط الإستراتيجي والباحث حاليا في معهد الأمن الوطني للدراسات في تل أبيب، العميد شلومو بروم قال “أعتقد أنها ستكون عملية معقدة”. وأضاف بروم “لا أعتقد أنك تستطيع أن تقارنها بعملية مفاعل تموز العراقي (أوزيراك) والموقع السوري لأن الهدف في كليها كان واحدا، وأن قدرة البلدين على الرد كانت معدومة”. أما إيران فتملك 17 موقعا نوويا منتشرة فضلا عن الموقع الرئيسي وهو “نطنز”، وقد بُنيت تحت الأرض استعدادا لمواجهة قنابل الترسانة الإسرائيلية التي تخترق الأنفاق. ويشير بروم إلى أن تقييم مدى فعالية الضربة سيكون صعبا، غير أنها قد تعمل على إبطاء البرنامج النووي لخمس سنوات على الأكثر.
– كيف سيتم تنفيذ الهجوم؟
قد تستخدم إسرائيل طائرات نفاثة مقاتلة من طراز إف 15 وإف 16 للتحليق لمسافة تزيد عن ثلاثة آلاف كلم حتى تصل إلى “نطنز”. وفي هذه الحالة ستحتاج إلى طائرات ترافقها لتزويدها بالوقود لأن هذه المسافة أطول من الحد الذي يمكن أن تقطعه دون وقود، وسيكون مسارها المباشر عبر الأجواء السعودية والعراقية. وفي ضوء الاحتمال بعدم تعاطي السعودية مع الطائرات الإسرائيلية وعدم امتلاك العراق القدرة، فإن كلا البلدين قد لا يوافقان رسميا على الضربة الإسرائيلية، وبالتالي لن يشاركا في عمليات البحث والإنقاذ إذا ما تعرضت طائرة إسرائيلية للتحطم. كما أن أي هبوط اضطراري للطائرة الإسرائيلية في هذين البلدين قد يفضي إلى كابوس دبلوماسي.
– كيف سيكون الرد الإيراني؟
غالبا ما سيحاول الإيرانيون إطلاق النار على الطائرات الإسرائيلية على مسافة تزيد عن ألف كلم تقريبا، ولا سيما أن طهران تملك 29 نظام دفاع صاروخي متحرك من طراز “تور-أم1” الروسي التي كشفت عنها في العرض العسكري أواخر أيلول (سبتمبر). كما أن إيران أجرت أخيرا تجارب على صواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة. ومن الخيارات الأخرى لدى إيران قيام “حزب الله” بإطلاق صواريخ على إسرائيل “خاصة أن طهران ساعدت في تدريبه وتسليحه”.
– ما هي احتمالية الهجوم الإسرائيلي؟
حتى اللحظة تبدو احتمالية الهجوم ضئيلة، ولا سيما أن الرئيس الأميركي باراك أوباما عارض الهجوم الإسرائيلي أحادي الجانب، وأبدى الإسرائيليون استعدادهم لبدء الحوار من جديد بشأن النووي الإيراني حتى نهاية العام الجاري. ويقول المحلل السياسي جيرالد ستينبيرغ من جامعة “بار إيان” “إذا لم يطرأ جديد في الأشهر القليلة المقبلة، فأعتقد أن وجهة نظر إسرائيل ستكون: لنذهب إلى خياراتنا الأخرى”.
– ما هو الثمن المحتمل للضربة؟
يقول بروم إن الثمن السياسي الذي ستتكبده إسرائيل بسبب الهجوم الأحادي الجانب سيكون باهظا، وقد تصل تداعياته إلى أميركا. ويضيف أن “إيران تملك قدرة محدودة جدا للرد المباشر على إسرائيل، غير أنها تملك تأثيرا كبيرا وقريبا منها”، في إشارة إلى القوات الأميركية في العراق وأفغانستان. ويتابع أن الإيرانيين قادرون على التأثير على مسار الآخرين في العراق وأفغانستان ودول الخليج العربي، وقد يلحقون ضررا كبيرا بصادرات النفط من الخليج، وهو ما يضر الجميع.
Leave a Reply