صعدة – في لقاء أجرته معه صحيفة “السفير” اللبنانية عبر مكتبه الإعلامي، شرح عبد الملك الحوثي زعيم التمرد في شمال اليمن الأسباب التي دفعت بأنصاره إلى حمل السلاح، وجدد فيها دعوته السلطة إلى الحوار لإيجاد مخرج لهذه الحرب المستمرة منذ العاشر من آب الماضي.
وقال الحوثي انه “منذ بداية الحرب، وحتى الآن، لم تحقق السلطة أي نجاح مهم، لا ميدانيا ولا سياسيا، فقد فقدت أكثر من سبعين موقعا عسكريا وخسرت الكثير من عتادها الحربي الذي دمر أثناء القتال. كما أن ما ارتكبته السلطة من جرائم كبيرة بحق المدنيين، الذين دمرت بيوتهم على رؤوسهم، ولاحقهم القصف إلى مخيمات اللجوء، قد أسهم إلى حد كبير في خلق مناخ من الاستياء الواسع من ممارساتها، أوجد قناعة كبيرة لدى الكثير من أبناء شعبنا في المحافظات الشمالية بضرورة الالتحاق بجبهات القتال”. وتابع “هذا بالنسبة إلى الجانب العسكري، أما الوضع الإنساني، فمن المعروف أن الحرب أنتجت وضعا مأساويا حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين من دون مأوى، ويعانون من صعوبة في توفير مستلزمات الحياة من غذاء ودواء”.
وحول فرص حركته بالنجاح قال الحوثي “الحرب من جانبنا لم تكن خيارا بل ضرورة، لأننا نواجه عدواناً شاملاً تشنّه السلطة على مناطقنا وقرانا، ولم نكن نحن من بدأها. لقد اضطررنا إلى القتال لمواجهة العدوان، وهذا حق مشروع لا جدال فيه. وقد رأينا في الدفاع عن النفس ضرورة قصوى لحماية الناس من القتل بدم بارد، ولإفشال محاولة إبادتنا بشكل شامل”، وأضاف “هي معركة مستضعفين في مواجهة مستكبرين، ومظلومين في مواجهة ظالمين، والمأمول، ومن خلال الاعتماد على الله جل شأنه، أنها معركة حياة تفضي إلى تحقيق حياة كريمة وعزيزة”.
وعن سبب فشل مساعي الحل قال الحوثي “السبب هو أن السلطة لم ترد الحل إلا وفق شروط ليست فقط مهينة ومذلة، وإنما قائمة على أساس الاستعباد. نحن عرضنا أن نكون مواطنين لنا حقوق المواطنة المشروعة، فأبوا ذلك، ونحن أبينا أن نكون عبيدا”.
وعن شروط إنهاء الحرب والوساطات المحلية والإقليمية ققال الحوثي “أعلنّا مرارا وتكرارا استعدادنا لوقف الحرب إذا أوقفت السلطة عدوانها علينا، لأن السلطة هي من تتخذ قرار الحرب وتتخذ قرار وقفها، فيما موقفنا لا يتجاوز الدفاع عن النفس، فحتى الأعمال الهجومية نقوم بها بعد أن تبدأ السلطة الحرب علينا، هي تندرج في إطار الضغط على السلطة لإيقاف الحرب. إذاً ليس العائق في وقف الحرب اشتراطات من جانبنا، بل في إصرار السلطة على استمرار عدوانها. أما فرص نجاح الجهود التي قد تبذل محليا أو إقليميا فلا زالت ممكنة على ما نعتقد، لكنها تتطلب إرادة سياسية ومناخا إقليميا مساعدا”.
وبخصوص الدور الخارجي قال الحوثي انه “سلبي إلى حد شجع السلطة على ارتكاب جرائم كبيرة بحق النازحين والمدنيين المسالمين في القرى والمدن، وهذا لم يكن ليحدث لولا أن هناك طمأنة على المستوى الدولي، كما أن رغبة بعض الجهات الدولية في استغلال هذه الأحداث لتعزيز هيمنتها على البلد ونفوذها فيه، جعلتها تسارع إلى لعب دور سلبي والاصطياد في الماء العكر”.
وعن الاتهامات التي تروّج لها السلطة من قبيل إسقاط النظام والعودة إلى الحكم الملكي، وحتى نشر التشيّع الجعفري أجاب الحوثي “هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد تبريرات مختلقة لما تمارسه السلطة من اعتداءات. أما النشاط الثقافي فلا يعتبر تهمة تبرر حربا، والسلطة لا تمتلك حقا في قتل أتباع أهل البيت من المنتمين إلى المذهب الجعفري”.
ونصح الحوثي القيادة اليمنية “أن تتوقف عن ممارساتها العدوانية تجاه أبناء شعبها، وأن تتشاور مع كل العقلاء والمخلصين من أبناء الشعب لإيجاد مخرج للشعب اليمني من الوضع الكارثي، الذي هو نتيجة سياستها الخاطئة والظالمة”.
Leave a Reply