وسط حضور كثيف لرسميين ومرشحين إلى مختلف المناصب
انتخابات 3 نوفمبر احتلت حيزا أساسيا في الاحتفال
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقامت اللجنة العربية للعمل السياسي (أيباك) مأدبتها السنوية الثانية عشرة مساء يوم الخميس الماضي في قاعة نادي بنت جبيل الثقافي.
وتميزت المأدبة بحضور كثيف للمسؤولين المنتخبين والمرشحين إلى مناصب مختلفة في انتخابات الثالث من تشرين (نوفمبر) القادم.
وتحدث فيها إلى جانب مسؤولي اللجنة، رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي، وشريف مقاطعة أوكلاند والمرشح لحاكمية ولاية ميشيغن عن الحزب الجمهوري العربي الأميركي مايكل بوشارد، والصحافي والكوميدي العربي الأميركي راي حنانية الذي أتحف الحضور بنكاته اللاذعة وذات الدلالات السياسية العفوية.
افتتاحا طلب عريف الحفل، ومسؤول لجنة الدعم الفرعية في “أيباك” المحامي عبد حمود من الحضور بالوقوف للنشيد الوطني الأميركي ثم شكرهم على مشاركتهم في المأدبة في هذه الظروف الاقتصادية الضاغطة قائلا “لقد غمرتمونا بدعمككم ومؤازرتكم وفاجأتمونا بسخائكم وأنا أشكركم باسم اللجنة من كل قلبي”. وأضاف حمود “رغم أهمية كل المآدب السنوية التي تقيمها اللجنة إلا أن مأدبة هذه السنة ترتدي أهمية خاصة لأنها سنة انتخابات محلية”. وشدد حمود على أهمية المستوى المحلي من الانتخابات “نظرا لتأثيرها على الحياة اليومية لمواطنينا ولهذا السبب نحن هنا اليوم”. وذكر حمود الحضور بيوم الثلاثاء القادم وحثهم على المشاركة في العملية الانتخابية ثم شرح عملية الدعم التي تجريها اللجنة للمرشحين موضحا “أننا لا نأخذ الأمور ببساطة ونصرف الكثير من الوقت في التعرف على المرشحين قبل أن نقوم بإرسال آلاف النشرات البريدية للناخبين”.
وأكد حمود أن اللجنة لا تنظر إلى مصلحة الجالية العربية وحسب، بل تهتم بمصالح المجتمع السكاني برمته، “فالعرب ليسوا معزولين عن محيطهم واللجنة تعمل للجالية وللمدينة وللولاية وللبلاد برمتها”.
وحث حمود الحضور على التصويت للوائح المدعومة من اللجنة بأكملها. ثم تلا عضو اللجنة الناشط الطلابي طارق بيضون أسماء المرشحين المدعومين من اللجنة والذين نشرت أسماؤهم في النشرة البريدية التي أصدرتها اللجنة قبل ايام قليلة لتكون دليلا للناخبين يوم الاقتراع.
أورايلي
وقدم حمود رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي الذي أدلى بكلمة مقتضبة مستعيرا في مستهلها شعار لجنة “أيباك” (القوة في الاتحاد)، قائلا إننا نريد لهذه المدينة أن تكون واحدة للجميع وتوفر الفرص لكل فرد من أبنائها، وختم بالقول: “أهلا بكم في ديربورن”.
سبلاني
وألقى رئيس “اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي” ناشر “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني كلمة اللجنة في الاحتفال، فاستهل مرحبا بالحضور وموجها ترحيبا خاصا إلى أمام المركز الإسلامي السيد حسن القزويني وشكره على كسر التقليد بعدم حضور رجال الدين المسلمين لمآدب اللجنة.
واشار سبلاني في مستهل كلمته إلى أحداث المداهمات التي شهدتها مدينة ديربورن يوم الأربعاء الماضي وقال: “أعرف أن الكثيرين، خصوصا وسائل الإعلام يتوقعون مني التعليق على ما حصل خلال مداهمات الـ أف بي آي في ديربورن وديترويت نهار البارحة” (الأربعاء). وأضاف: “أريد فقط أن أقول إن المسلمين الذين يرتكبون الجرائم، مثلهم مثل المسيحيين واليهود الذين يرتكبون الجرائم، لا يقدمون على هذا العمل بسبب معتقداتهم الدينية، بل بسبب مخالفتهم لتلك المعتقدات”.
وتناول السبلاني السياسة االأميركية في الشرق الأوسط فأبدى أسفه لاستمرار إدارة الرئيس أوباما في انتهاج سياسة الدعم العسكري والسياسي اللامحدود لإسرائيل. وهاجم سبلاني الوجود العسكري الأميركي في العراق وأفغانستان وباكستان حيث يتوالى الإخفاق في هذه المناطق مشيرا إلى موت مليون عراقي جراء الغزو الأميركي وإلى استمرار وجود معتقل غوانتانامو وتمديد العمل بـ”القانون الوطني” المعروف باسم “باتريوت آكت” الذي يستهدف الحريات المدنية للعرب والمسلمين في أميركا.
ورأى السبلاني أنه عندما يتعلق الأمر باسرائيل فلا يوجد فارق بين هذه الإدارة والإدارة الجمهورية السابقة، مشيرا إلى استمرار القتل والتنكيل بحق الفلسطينيين وإلى تحويل إسرائيل لقطاع غزة إلى أكبر سجن في الهواء الطلق بسبب سياسة الإغلاق والحصار التي تمارسها اسرائيل وتعمل من خلالها على التطهير العرقي من خلال حرمان سكان القطاع من الماء والغذاء والمأوى والرعاية الصحية.
وهاجم سبلاني بشدة تصويت الولايات المتحدة ضد “تقرير غولدستون” الذي وجه تهما إلى إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها الأخير على غزة.
وأشار السبلاني إلى ممارسات الاحتلال في مدينة القدس حيث تقوم بتشريد العائلات الفلسطينية في مناطق ومساكن أقامت فيها على مر القرون وإسكان مستوطنين مكانهم، فيما العالم يلتزم الصمت. ورأى السبلاني إن العالم العربي كله في أزمة وليس هنالك بلد عربي واحد من السودان إلى الصومال واليمن والعراق ولبنان ينعم بالاستقرار، حتى أن لبنان، ذلك البلد الصغير غير قادر منذ عدة أشهر على تشكيل حكومة بسبب تدخل أميركا ودول إقليمية أخرى.
وتناول سبلاني الواقع العربي الأميركي فقال: في الأسبوع القادم سنقوم بانتخاب قيادات محلية سوف تمسك بصناعة القرارات التي تؤثر في حياتنا اليومية من التعليم إلى خدمات الطوارئ والمسنين ونظافة الشوارع والأحياء، وهذه كلها مسائل تهمنا في هذه المدينة وغيرها، داعيا إلى إيصال مرشحين لديهم رؤى جديدة وإلى إدخال دماء جديدة إلى معترك الحياة العامة.
ولفت السبلاني إلى أنه لا يوجد دراما عظيمة إذا لم نقدم على صنعها، داعيا إلى أوسع مشاركة عربية أميركية في انتخابات الثلاثاء القادم، ومؤكدا أنه لو صوتت غالبية الناخبين العرب المسجلين والبالغ عددهم نحو 17 ألف ناخب في مدينة ديربورن “فإن الدراما ستكون هناك”.
بوشارد
ثم قدم سبلاني شريف مقاطعة أوكلاند، المرشح عن الحزب الجمهوري لحاكمية الولاية العربي الأميركي مايكل بوشارد الذي عبر في كلمته عن اعتزازه بوجوده في الاحتفال، وتوجه بوشارد إلى الحضور بالقول “إن انخراطكم في العملية السياسية مهم لكم ولأبنائكم وهذه الانتخابات هي حول قضايا مهمة وهل سيحصل أطفالنا على فرص التعليم والبقاء والعيش في هذه الولاية كما فعلنا نحن”. أضاف إن “الانتخابات هي تحد حول إمكانية تغيير المعادلة الحالية وتحويل ميشيغن من أول الولايات في نسبة البطالة إلى ولاية تنعم بالازدهار مجددا، والمفاضلة ليست بين جمهوري وديمقراطي، بل بين الخطأ والصواب” , وقال بوشارد إنه سيعمل على “حماية المستقبل التعليمي لأطفالنا ولجميع العاملين في الحقل العام”. وتعهد بوشارد أنه لو نجح في تحقيق الإنجازات التي يتطلع إليها لإعادة الولاية إلى خارطة الازدهار فإنه لن يسعى إلى إعادة انتخابه، بل سيغادر منصبه راضيا.
حنانية
ثم قدم رئيس اللجنة أسامة السبلاني الصحفي والكوميدي العربي الأميركي راي حنانية الذي قدم من شيكاغو للمشاركة في برنامج احتفال اللجنة. وقد أتحف حنانية الحضور بنكاته السياسية الانتقادية اللاذعة والمعبرة على مدى 20 دقيقة. فقد استهل حنانية مسلسل نكاته بالتعريف عن نفسه بالقول: أنا مسيحي، عربي، فلسطيني، كوميدي وصحافي ومتزوج من يهودية، فلا عجب أنه لا يوجد لدي أصدقاء! وأضاف هذه هي زوجتي الثالثة واسمها آليسون، ولكن يبدو أنني لن أتزوج بعدها لأن الزواج من يهودية يعني “الاحتلال”!
ومن النكات التي نالت من غباء الأميركيين وجهلهم بالعرب قال حنانية: تقدمت مني امرأة وقالت: لا أستطيع التصديق أنك تخليت عن ديانتك المسيحية لتصير عربيا!
وتابع حنانية وسط استحسان لافت من الحضور: أعيش في منطقة أولاند بارك في ضواحي شيكاغو وقد أراد المسلمون هناك بناء مسجد، وانعقد لأجل ذلك اجتماع في المجلس البلدي، وهذا النوع من الاجتماعات لا يحضره في العادة سوى نفر قليل من الناس، إلا أن ذلك الاجتماع المخصص لمناقشة بناء المسجد شهد حضور 600 شخص، تنافسوا على الشكوى أنه إذا بني المسجد في أورلاند بارك، فإن أسامة بن لادن سيحضر ويقتل عائلاتهم. وعلق حنانية: “يمكنني تخيل ابن لادن جالسا في كهفه وأمامه خارطة كبيرة لأميركا تظهر عليها نقطة حمراء صغيرة يسال عنها بن لادن ويقول لأتباعه من المسؤول عن أورلاند بارك”؟!
وفي ختام البرنامج، تم منح جوائز تقديرية من اللجنة لكل من: د.غايل ميي رئيسة كلية “هنري فورد” الجامعية، حسين بري المرشح لعضوية المجلس التربويي في ديربورن، طارق بيضون الناشط الطلابي في اللجنة وسوزان سرعيني عضو المجلس البلدي لمدينة ديربورن.
Leave a Reply