نشرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتور” افتتاحية تحت عنوان “تفجيرات بغداد حافز للمضي قُدماً في الانتخابات”، رأت فيها أنه اذا كان الهدف من تفجيرات الأحد الدموية التي هزت قلب العاصمة العراقية بغداد هي قلقلة الاستقرار السياسي في البلاد قبل الانتخابات الوطنية المُزمع اجراؤها يناير القادم، فينبغي أن تكون تلك التفجيرات حافزاً لقادة البلاد السياسيين على المضي قدماً في تلك الانتخابات. ذلك أن انتخابات وطنية نزيهة وسليمة سوف تؤذن بأول انتقال فعلي من احدى الادارات العراقية إلى الادارة التي تليها. الأمر الذي سيعزز تحقيق النضوج الديمقراطي في العراق في منطقة في أمس الحاجة إلى ذلك. كما ستكون تلك الانتخابات بمثابة اختبار لولاء قوات الأمن العراقية للدولة، وسوف تساعد على ضمان انسحاب القوات الأميركية من البلاد بحلول نهاية 2011 كما هو متفق عليه. وتشير الافتتاحية إلى أنه ثمة جهات الداخلية في العراق لا تريد تنفيذ مثل ذلك السيناريو، ومن ثم ترى أن ساسة العراق ينبغي أن يعملوا على ازالة العراقيل التي تقف في طريق تلك الانتخابات. فحتى الآن لم يتمكن البرلمان العراقي من الاتفاق على قواعد عملية الاقتراع، الذي ينبغي أن يتم وفقاً للدستور العراقي قبل نهاية يناير القادم. ويُشير المسؤولون الأميركيون إلى أنه اذا لم يتمكن البرلمان من الاتفاق على تلك القواعد بحلول نهاية هذا الأسبوع فسوف توجد الكثير من العراقيل اللوجيستية التي قد تؤدي إلى ارجاء الانتخابات. ومن ثم ترى الافتتاحية أنه ينبغي للولايات المتحدة الأميركية أن تستخدم نفوذها وتضغط على قادة العراق للتوصل سريعاً إلى اتفاق بشأن قواعد تلك الانتخابات. وتُشير في النهاية إلى أن المتمردين أدركوا أن التفجيرات التي تهدف إلى اشعال الفتنة الطائفية والانقسامات العرقية لم تؤت ثمارها، ولم تؤد إلى رد الفعل المطلوب. ومن ثم بدأوا استهداف القطاع الحكومي في محاولة لتعطيل العملية السياسية. وهم لن ينجحوا في ذلك، ما لم يسمح لهم قادة العراق بذلك.
Leave a Reply