في اجتماع حاشد حضره مئات الاهالي واتحادات عمالية
ديربورن- خاص “صدى الوطن”
تظاهر الثلاثاء الماضي مئات الأهالي والطلاب والعاملين في القطاع التعليمي في ديربورن أمام مبنى الكونغرس ولاية ميشيغن في لانسنغ مطالبين بعدم اقتطاع التمويل المخصص لمنطقة ديربورن، وكان مجلس المدينة التربوي قد اتخذ قرارا الإثنين الماضي يقضي بالاستغناء عن 287 موظفا، وخفض الميزانية للعام الدراسي الحالي باكثر من 18 مليون دولار بسبب الاقتطاعات المالية التي فرضها مجلسي الكونغرس لسد العجز في ميزانية الولاية.
وقد شمل قرار الاستغناء عن خدمات 90 معلما و17 حارسا و 46 مساعدا مهنيا و30 من موظفي السكرتاريا و6 من العاملين في المكتبات و16 من الاعلاميين، إضافة الى مستشارين ومعلمين أوائل ومنسقين واصحاب وظائف اخرى. وقد جاءت تلك القرارات في اجتماع عقده المجلس يوم الاثنين الماضي حضره مئات من المواطنين، حيث غصت القاعة بهم، ما اضطر القائمين على الاجتماع الى اغلاقها أمام مزيد من الراغبين في الاستماع وابداء آرائهم، ووقف العشرات منهم يشاهدون ما يدور في الاجتماع من على شاشة تلفزيونية وضعت في ردهة المبنى.
وتقرر في الاجتماع إغلاق بركتين للسباحة في مدرستين ابتدائيتين، مع الاشارة الى امكانية الاستغناء عن فتح صفوف متقدمة في مدارس ثانوية. وكان 42 من الأهالي تقدموا ببطاقات حملت وجهات نظرهم فيما اتخذه المجلس التربوي من قرارات، العديد منها طالب أصحابها بالتحدث، وآخرون طلبوا من المجلس التريث بانتظار ما سوف تقرره الولاية من إمكانية استئناف جزء من المبالغ المالية التي تم إقتطاعها، في حين طلب البعض الاستغناء عن مزيد من الموظفين الاداريين.
كما تقرر بدء تسريح الدفعة الأولى من الموظفين في الأول من كانون أول (ديسمبر) المقبل، على أن تضم هذه العاملين مباشرة في العملية التعليمية، بحسب المشرف براين ويستون، الذي أكد على أن تسريح معلمين واداريين سيبدأ في 10 شباط (فبراير) القادم، وأن تحديد هذه التواريخ جاء بهدف انتظار الولاية إن كانت ستضخ مزيدا من الاموال للمنطقة التعلمية، وحينها يمكن للمجلس إجراء تعديلات على الخطط الموضوعة.
وقال ويستون “لا أحد منا يرغب في هذه التسريحات لكننا مضطرون لذلك”، واضاف “على المنطقة التعليمية أن تواكب ميزانية تقرر حجمها الاموال القادمة من لانسنغ، وديربورن خفضت ميزانيتها التعليمية على مدى السنوات الخمسة الماضية باكثر من 30 مليون دولار، بما فيها عشرة ملايين في ميزانية السنة الحالية، اضافة الى 12 مليونا أخرى ستفرض علينا، بموجب تقليص آخر في ميزانية الولاية تقرر الشهر الماضي”.
واكد ويستون “أن كل يوم ننتتظره سوف يرغمنا على تسريح مزيد من الموظفين، بمعدل موظف واحد يوميا”.
وبعد أن إستمع المجلس لتعليقات الآهالي لأكثر من ساعة، عرضت عضوة المجلس التربوي في ديربورن آيمي بلاكبورن، ردة الغعل الأولى الصادرة عن المجلس، حيث قالت “لا أرغب في اي من هذه التخفيضات، فأنا عضوة في هذا المجلس منذ تسع سنوات، وهذا هو كل ما فعلناه، أعرف انكم غاضبون، فأنا غاضبة أيضا، وهذا الغضب يجب أن يوجه الى لانسنغ”.
اضافت “على المجلس أن يضع ميزانية محكمة، وهذا يعني تسريح موظفين و هو امر يفطر قلوبنا في هذاالمجلس اكثر من اي أمر آخر”.
من ناحيته، عكس رئيس المجلس التعليمي في ديربورن جوزيف غايدو مشاعر مماثلة لمشاعر بلاكبورن، حيث قال “لا أحد منا يرغب ان يكون هذه الليلة هنا، ويفعل ما نفعله”.
وبعد ذلك ببرهة قصيرة أقر المجلس بالاجماع، وفي جو هادئ، جملة ما أتخذ من قرارات، دفعة واحدة. ولاحظ ويستون أن راتبه ورواتب أعضاء إدارته، وبعض العاملين في السكرتاريا وموظفين غير منضمين لاتحادات عمالية وبضمنها اتحاد المهندسين العاملين في مدارس ديربورن، قد خفضت بنسبة 3 و6 بالمئة، وهي نسبة توازي ما قررته الولاية في هذا الشأن، ووافق المجلس على تغييرات في التغطية الصحية وسلم الرواتب.
وقال ويستون “حيث ان هذه المجموعات توصلت الى تسوية طالت رواتبهم ومنافعهم، غيّرت في البناء الهيكلي، فلن يتم الاستغناء عن خدمات اي منهم”، حيث أثار كلام ويستون هذا غضب واستياء الأهالي الذين حضروا الاجتماع.
أعضاء المجلس التربوي أقروا أيضا وبهدوء تخفيض رواتبهم بنسبة 3 و6 بالمئة، إستنادا الى نفس المبدأ.
وقال ويستون إن الاتحادات العمالية الأخرى اذا ما وافقت على تخفيضات في رواتب المنتسبين اليها بنفس النسبة وامتثلت لتسويات التغطية الصحية وسلّم الرواتب، فلن يطال التسريح منتسبيها.
يشار الى أن ديربورن لا تزال منشغلة في مفاوضات ممتدة ومكثفة مع إتحادات تمثل المعلمين وموظفين في المدارس، علما ان هاتين المجموعتين يمثل عدد المنتسبين اليهما غالبية الموظفين في المنطقة التعليمية و البالغ عددهم ألفي شخص.
رئيس إتحاد موظفي مدارس ديربورن, تيم كيرني كان أول من إعتلى المنصة المخصصة للجمهور، وتحدث قائلا “بامكانكم تخفيض وسائل الترف، التي لم يعد باستطاعتنا تحملها”، مخاطبا بذلك اعضاء المجلس التربوي، مع الاشارة الى ان الاتحاد الذي يمثله كيرني يضم اكثر من 1150 موظفا يعملون سائقي باصات مدرسية وحراسا وعمال تغذية وسكرتاريا ومساعدين مهنيين.
أما رئيسة اتحاد المعلمين في ديربورن كريس سيبرلي، قالت إن المعلمين عرضوا في الربيع الماضي أفكارا على المجلس، كان يمكن ان توفر 30 مليون دولار، لكن معظم هذه الافكار “لا زالت قيد الدرس” فيما المجلس مشغول بخطوات تميل الى اللون الأحمر، وتساءلت “هل ان تلك الاقتراحات نالت نصيبها من الاعتبار؟”.
وقالت سيبرلي كان على المجلس تخفيض النفقات من ملايين تم صرفها على تحديث المناهج واستيعاب التكنولوجيا الحديثة وشراء البرامج التعليمية الاضافية، وتوفير المعلمين، والابقاء على صفوف دراسية غير مكتظة، وهذا من شأنه إفادة الطلبة أكثر، واضافت “في الاوقات الصعبة عليكم ان تنفقوا على الضرورات فحسب”، بعد ذلك غادرت سيبرلي المنصة وسط تصفيق الحضور.
Leave a Reply